جرينسبان يحرك السوق الأمريكية بتصريحات غامضة

جرينسبان يحرك السوق الأمريكية بتصريحات غامضة

ارتفع سعر الدولار الأمريكي قدرا يسيرا عقب تصريحات أدلى بها ألان جرينسبان، عن كيفية تشكيل الوضع الاقتصادي الأمريكي على نحوٍ إيجابي.
هذه ليست أخبار قديمة وقت أن كان جرينسبان يتولى رئاسة البنك المركزي الأمريكي بل إنها أخبار جديدة تماما بعد أن تقاعد جرينسبان، فحتى بعد أن ترك جرينسبان موقعه قبل ما يزيد على أسبوع بعد 18 عاماً ونصف قضاها على رأس البنك المركزي الأمريكي فإنه ما يزال يملك القدرة على تحريك الأسواق بسبب تصريحاته باختصار إنه ما زال يقوم بمهامه السابقة ولكن بطريقة منطقية و موهوبة. لقد تحدى جرينسبان خلال إحدى سهرات العشاء لعملاء بنك "ليمان بروذرز" بعدها انتشرت تعليقات مزعومة نسبت لجرينسبان حول مستقبل أسعار الفائدة للبنك المركزي الأمريكي انتشرت في بورصة ( وول ستريت ) إنها كلمات جرينسبان الذي اقترح المزيد من رفع سعر الفائدة قصير المدى في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا ما مارسه جرينسبان خلال 18 عاماً.
و لم يكن حفل بنك "ليمان" هو الظهور الوحيد لجرينسبان منذ نهاية فترة قيادته لقاطرة البنك الاتحادي الأمريكي فقد سبق وأن أدلي جرينسبان بدلوه واستعرض نظرياته حول أسعار النفط المتزايدة، وكذلك أسعار الذهب وذلك من خلال تقرير مُصوّر أرسل إلى بورصة طوكيو ويقال إن جرينسبان جمع مقابل تلك التقارير نحو 120 ألف دولار. لقد تفوّق جرينسبان في تحقيق ما يزيد على دخله السنوي كرئيس للبنك المركزي والذي بلغت قيمته نحو 180 ألف دولار سنوياً.
ويتهم جرينسبان حاليا بعد اللياقة بسبب ما يجري و بسبب تصريحاته و تدخله في شأن لم يعد له به صلة . لأن جرينسبان كان يحرص على تقديم نفسه في السابق في صورة الحذر و المتعقل.
ولكن ما الذي أشار إليه جرينسبان بالضبط، في الحقيقة لم يكن واضحاً ولم يتم الإعلان رسمياً عن عناوين خطاباته الخاصة والمتحفّظة. وبدأت وكالات الأخبار و وسائل الإعلام بنقل تقارير من الأشخاص الذين قيل إنهم كانوا من المشاركين في حفل العشاء. وبكلماتٍ أخرى: لقد تم توزيع الخبر على أكثر من زاوية؛ وهذه إحدى أساليب المنصب الصامت لكبار المسؤولين عن الشؤون المالية.
وبالفعل أشار أحد المشاركين في الجلسة التي عقدها ليمان، إلى أن جرينسبان لم يرغب في التطرق لموضوع سعر الفائدة، لكي لا يعمل على تشويه منصب خليفته، بن بيرنانك. ومن المؤكّد أنه لم يذكر ولا مرة واحدة خلال الأعوام الـ 18، تصريحاً قوياً على هذا النحو حول سعر الفائدة.
ولكن جرينسبان كان معروفا أيضا خلال فترة توليه منصبه بأنه " كثير الكلام " و كانت تصريحاته غامضة و معقّدة وتحمل أكثر من معنى و ما إن يطلقها حتى يعكف المحللون في وول ستريت على شرحها و تحليلها. وبالفعل كانت كلماته تعدل وزناً ليس ببسيط في الأسواق المالية نظراً لطول فترة حكمه غير المعتادة. وحتى لو أخبر جرينسبان مستمعيه بأنه قام باقتناء سيارة جديدة، فمن الممكن فعلاً أن يؤثّر ذلك على حركة الأسعار.

الأكثر قراءة