حضور ولي العهد وتتويج فالكونز.. دلالات المشهد الختامي لكأس العالم للرياضات الإلكترونية
حضور ولي العهد وتتويج فالكونز.. دلالات المشهد الختامي لكأس العالم للرياضات الإلكترونية
عاشت الرياض ليلة استثنائية بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحفل الختامي لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، ليتوج بنفسه فريق "فالكونز" السعودي بلقب المونديال في احتفالية ضخمة حضرها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بصفته سفيرا عالميا للبطولة إلى جانب الأمير الحسين بن عبدالله ولي عهد الأردن الذي شارك الرياض فرحتها، بينما كان الأسعد في تلك اللحظات مساعد الدوسري بعد أن رفع الكأس نيابة عن فريقه واحتفظ باللقب للنسخة الثانية على التوالي مع مكافأة مالية قدرها 7 ملايين دولار.
حضور ولي العهد هو استمرار لدعم البطولة التي رعاها بنفسه حين أعلن عن إطلاقها رسميًا في أكتوبر 2023 في حفل حضره أساطير الرياضة العالمية مثل إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وكان الهدف هو أن تصبح الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم وأن تقام في الرياض سنويًا لجذب اهتمام اللاعبين والشركات العاملة في هذا القطاع، خاصة أن سوق الرياضات الإلكترونية العالمية في العام نفسه وصل إلى 1.72 مليار دولار مع توقعات أن ينمو إلى 9.29 مليار دولار بحلول 2032 بمعدل نمو سنوي قدره 20.7%.
تأسيسا على ذلك انطلقت النسخة الأولى من البطولة في 3 يوليو 2024 لتقود عجلة الابتكار في كل ما يتعلق بهذا القطاع بداية من الألعاب الجديدة ووصولًا إلى تقديم محتوى وتفاعل مع الجماهير العالمية، يدلل على ذلك الأرقام إذ بلغ عدد المشاركين أكثر من 1500 لاعب ممثلين عن 500 فريق من مختلف أنحاء العالم للتنافس على 22 بطولة، ووفقًا لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية فقد حققت تلك النسخة أكثر من مليار انطباع و270 مليون مشاهدة و58 مليون تفاعل ما أكد صداها الواسع إقليميًا وعالميًا.
النجاح السابق جعل من البطولة المسرح الأكبر عالميًا في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وكرست النسخة الثانية التي انتهت منذ ساعات تلك الحقيقة سواء من خلال أنظمتها المبتكرة ومحتواها الرائد أو من خلال التجارب الجماهيرية التفاعلية الكبيرة، أما الأرقام فتكشف تضاعف النجاح فعدد اللاعبين ارتفع إلى 2000 لاعب والجوائز زادت لتصل إلى 70 مليون دولار وهذه مؤشرات تؤكد جاذبية البطولة واستقطابها لأفضل الأندية واللاعبين عالميًا.
خلال 7 أسابيع تمكن كأس العالم للرياضات الإلكترونية من جذب 2.5 مليون زائر وتحقيق 282 مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حظى المونديال بتغطية إعلامية كبرى وصلت إلى 126 دولة عبر 3.989 وسيلة إعلامية وأكثر من 55 لغة في دلالة على ما تتمتع به البطولة من متابعة وسط محبين الألعاب الألكترونية المقدر عددها بـ304 مليارات شخص حول العالم.
النجاح ليس عنصرًا واحدًا بل منظومة متكاملة، وإطلاق كأس العالم للرياضات الإلكترونية استلزم بيئة قادرة على تنظيم حدث استثنائي ضخم، وهذا ما حدث خلال الأعوام الماضية فنتيجة "المونديال" شهدت البنية الرقمية السعودية طفرة كبيرة قادرة على نقل أكبر الفعاليات وإيصالها للملايين بأسهل طريقة وأفضل جودة ما أهلها لتنظيم أكثر من 150 حدث رياضي خلال السنوات الأخيرة.
"السعودية تعزز مكانتها كوجهة رياضية عالمية"، كان ذلك عنوان مجلة "إيه إس" الإسبانية على مونديال الألعاب الإلكترونية كما أشادت مجلة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بمسابقة الشطرنج تحديدًا وبتنظيمها الاحترافي وبثها الذي جذب أكثر من 30.000 مشاهد بزيادة 5 أضعاف عن المعتاد، تلك الصورة لا تعزز السعودية فقط ترفيهيًا بل اقتصاديًا أيضًا إذ تستهدف السعودية في رؤيتها 2030 أن يوفر قطاع الألعاب الإلكترونية 39 ألف وظيفة ويسهم بـ50 مليار ريال في الاقتصاد الوطني.
يوضح فيصل الراجحي الرئيس التنفيذي لتطبيق "المطار" في حديثه لـ"الاقتصادية" أن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أدت إلى ارتفاع حركة السفر فبلغت قيمة الحجوزات خلال 7 أسابيع 450 مليون ريال، كما تم ملاحظة تنوع الزوار بين الشباب والمهتمين بقطاع الألعاب الإلكترونية، كما أقبل الكثير منهم على الفنادق الاقتصادية والشقق المخدومة ما يبرز الثقة بالحلول الرقمية في السعودية التي تصدرت دول مجموعة العشرين في نمو أعداد السياح الدوليين بزيادة بلغت 69% مقارنة بعام 2019.
الشباب السعودي جسد الحصان الأسود الذي زاد من إثارة البطولة بعد أن وجدها فرصة مناسبة لوضع لمسته الابتكارية عليها وإظهار تصميمه وشغفه في ظل الدعم اللامحدود الذي يلقاه، وعلى مدار النسختين تمكن فريق "فالكونز" من حسم اللقب بعد صراعات شرسة مع منافسيه لتظهر الصورة النهائية للحدث الضخم سعودية بالكامل بعد استلام مساعد الدوسري الكأس من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورفعها إلى الأعلى من الرياض نحو العالم.