تنسيق خليجي لمواجهة ممارسات الإغراق الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية
تعمل السعودية بالتعاون مع دول الخليج على تعزيز تنسيقها لمواجهة ممارسات الإغراق التجاري، في ظل تزايد الضغوط العالمية على الأسواق النشطة ذات السيولة العالية.
وأكد لـ "الاقتصادية" وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف أن التعاون يأتي لحماية السوق الخليجية، التي تعد من الوجهات الجاذبة للتصدير، خصوصا من الدول التي تواجه عراقيل تصديرية إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة.
وقال الخريف في حديث خاص لـ "الاقتصادية" إن الأسواق السعودية تراقب عن كثب المحاولات التي تستهدفها من بعض الدول ذات الفوائض الإنتاجية، والتي تسعى لتصريف منتجاتها بعد صعوبات النفاذ إلى الأسواق الأمريكية، وأضاف: "لدينا لجنة متخصصة، تضم ممثلين من عدة جهات حكومية، وتعمل على مراقبة المنافسة العادلة ومعالجة أي تجاوزات بحزم".
وأشار الوزير إلى أن القطاع الخاص السعودي يمثل شريكا أساسيا في رصد تلك الممارسات، نظرا لسرعة تأثره المباشر، لافتا إلى أن يقظة الجهات التنظيمية تسهم في تجاوز التحديات بثقة.
وجاءت التصريحات على هامش مشاركة الخريف في معرض "إنوبروم" الصناعي في روسيا، حيث أجرى لقاءات مكثفة مع نظرائه الروس وعدد من قيادات القطاع الخاص. وكشف عن محادثات مع وزير الموارد الطبيعية الروسي، تتعلق بتفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة سابقا، وبحث فرص التعاون في سلاسل الإمداد الخاصة بالمعادن الإستراتيجية.
كما أبدت الشركات الروسية اهتماما ملحوظا برؤية السعودية 2030، وفقا للخريف، مشيرا إلى رغبة الشركات في دخول السوق السعودية إما عبر شراكات استثمارية أو بشكل مباشر.
وأفاد الوزير بأن الوفد السعودي التقى عددا من كبريات الشركات العاملة في قطاعات الألماس، الذهب، والتيتانيوم، ضمن ورشة عمل نظمتها وزارة الاستثمار، وشهدت حضورا واسعا من الجانبين السعودي والروسي.
مؤكدا تفاؤله بأن روسيا تسعى هي الأخرى لفتح أسواق جديدة تعوض بها الاضطرابات التي تواجه صناعاتها في الأسواق التقليدية، وهو ما قد يشكل فرصا إستراتيجية للطرفين في المستقبل القريب.