أسهم آسيا ترتفع بعد إعلان ترمب وقف النار بين إيران وإسرائيل
تراجع النفط وقفزت الأسهم بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن إسرائيل وإيران اتفقتا على وقف إطلاق نار، ما عزز التفاؤل بأن أسوأ ما في صراع الشرق الأوسط قد انتهى.
هوى خام "برنت" المؤشر العالمي، بنسبة تقارب 5% في التداولات الآسيوية المبكرة، بعد أن أدلى ترمب بتصريحه المفاجئ على منصته "تروث سوشال".
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.5%، بينما تقدمت المؤشرات في جميع أنحاء آسيا. وتراجعت أصول الملاذ الآمن، مع تراجع الدولار أمام جميع نظرائه في، وانخفاض الذهب.
جاء تصريح ترمب بعد ضربات إيرانية استهدفت قاعدة أمريكية في قطر يوم الاثنين، وقد تم التحذير منها مسبقاً ونُظر إليها على أنها "رمزية" إلى حد كبير، ما ساعد مؤشر "إس آند بي 500" على تحقيق مكاسب بنسبة 1% يوم الإثنين.
وقالت هيبي تشن، محللة الأسواق لدى "فانتج غلوبال برايم" في ملبورن: "من المؤكد أنه من السابق لأوانه وضع توترات الشرق الأوسط خلف ظهرنا، إلا أن المتعاملين من المرجح أن يمنحوا أنفسهم استراحة عميقة، وإن كانت مؤقتة، للاستمتاع بيوم جميل بعد أيام من العاصفة الجيوسياسية". وأضافت: "الانخفاض الحاد في أسعار النفط يعكس رغبة السوق في المضي قدماً".
اتفاق يهدف لوضع حد دائم للقتال
أدلى ترمب بإعلانه بعد أيام فقط من إصداره أوامر بشن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن الاتفاق سيبدأ قرابة منتصف الليل بتوقيت الولايات المتحدة، ويهدف إلى وضع حد دائم للقتال.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تغريدة لاحقة إن بلاده، ورغم عدم وجود اتفاق على وقف إطلاق النار، لا تنوي الاستمرار في الرد على الهجمات الإسرائيلية بعد الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت طهران.
هبط خام "برنت" باتجاه 68 دولاراً للبرميل في تداولات آسيا قبل أن يقلّص خسائره. وأصبحت أسعار الخام الآن دون المستوى المسجل في 12 يونيو، وهو اليوم الذي سبق هجوم إسرائيل على إيران.
تفاؤل واسع في أسواق الأسهم وتراجع الدولار
ارتفع مؤشر "إم إس سي آي" لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1.6%، مع صعود نحو 3 أسهم مقابل كل سهم متراجع. وكان مؤشر "كوسبي" في كوريا الجنوبية الأفضل أداء بين المؤشرات الرئيسية في المنطقة، مرتفعاً بأكثر من 2%.
وتراجع مؤشر "بلومبرغ" لقياس أداء الدولار لليوم الثاني على التوالي، بينما ارتفع كل من الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي بنحو 0.3%.
وقال شون كالو، كبير المحللين في "إنتاتش كابيتال ماركتس" في سيدني: "كان الدولار الأمريكي من أبرز المستفيدين من المواجهات، لذا نراه الآن يبدأ في التراجع".
وأضاف: "كان المستثمرون حريصين للغاية على طي صفحة الصراع بين إسرائيل وإيران، مفضلين تجاهل أي مخاوف بشأن المسار الذي قد تسلكه إيران بعد المدى القريب جداً".
ترقّب لشهادة باول ومخاوف من تقلبات قصيرة الأمد
لم يطرأ تغير يُذكر على سندات الخزانة النقدية، إذ بقي العائد على السند القياسي لأجل 10 سنوات مستقراً إلى حد كبير يوم الثلاثاء عند 4.35%.
ويُعزى ذلك إلى حالة عدم اليقين بشأن ما سيقوله رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب يوم الثلاثاء، وأمام لجنة البنوك في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء.
وكانت سندات الخزانة قد ارتفعت يوم الاثنين بعد أن قال المحافظ كريستوفر والر الأسبوع الماضي إن البنك المركزي يمكنه خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن خلال الشهر المقبل، مجدداً رأيه بأن الأثر التضخمي للتعريفات الجمركية سيكون على الأرجح قصير الأجل.
ورغم أن الصراع في الشرق الأوسط يهيمن على العناوين، فإن التراجعات الناتجة عن الأحداث الجيوسياسية تميل لأن تكون قصيرة الأجل، وفقاً لإستراتيجيي "مورغان ستانلي".
وكتب الإستراتيجيون بقيادة مايكل ويلسون في مذكرة يوم الإثنين: "تشير سوابق التاريخ إلى أن أغلب التراجعات التي تقودها عوامل جيوسياسية تكون قصيرة المدى ومتواضعة". وأضافوا: "أسعار النفط هي التي ستحدد ما إذا كانت التقلبات ستستمر".
وبحسب فريق "مورغان ستانلي"، فإن أحداث المخاطر الجيوسياسية السابقة تسببت ببعض التقلبات للأسهم على المدى القصير، ولكن بعد مرور شهر و3 أشهر و12 شهراً من الحدث، كان مؤشر "إس آند بي 500" قد ارتفع بنسبة 2% و3% و9% على التوالي، في المتوسط.