الحج في عهد الملك سلمان .. حقائق وأرقام تاريخية

منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015، شهدت مواسم الحج في المملكة العربية السعودية تحولًا غير مسبوق في تاريخها الحديث، شمل تطوير البنية التحتية، واستخدام التقنيات الحديثة، ورفع كفاءة التنظيم، ما جعل تجربة الحج أكثر يُسرًا وأمانًا وراحةً لملايين الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض.

طفرة في الأرقام

شهد موسم حج 2023 عودة كاملة لأعداد ما قبل جائحة كورونا، حيث بلغ عدد الحجاج 1,845,045 حاجًا من مختلف دول العالم.
وفي العام الذي تلاه موسم حج 2024، بلغ إجمالي عدد الحجاج 1,833,164 حاجًا، منهم 1,611,310 حجاج قدموا من خارج المملكة، بنسبة 87.9%، مقابل 221,854 حاجًا من الداخل.
وقد تنوعت وسائل قدوم حجاج الخارج، إذ وصل الغالبية العظمى منهم جوًا بعدد بلغ 1,546,345 حاجًا، وهو ما يمثل قرابة 96% من إجمالي حجاج الخارج، بينما وصل نحو 60,251 حاجًا عبر المنافذ البرية، و4,714 حاجًا عن طريق البحر. أما في موسم حج 2025، فقد أعلنت وزارة الحج والجهات التنظيمية أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة قد تجاوز، حتى الآن، 1.47 مليون حاج، وصلوا عبر أكثر من 3,000 رحلة جوية تُشغّلها 62 شركة طيران دولية.
ويُتوقع أن يتجاوز العدد الإجمالي هذا العام حاجز 1.8 مليون حاج، في ظل استمرار تدفق الرحلات واستكمال خطط التفويج وفق الجداول الزمنية المحددة.
التوسعة الكبرى للحرم المكي ، وشهد الحرم المكي الشريف في عهد الملك سلمان استكمال أجزاء رئيسية من التوسعة السعودية الثالثة، التي تُعد الأضخم في تاريخ المسجد الحرام، بتكلفة تجاوزت 200 مليار ريال سعودي. شملت هذه التوسعة تطوير صحن الطواف، وتوسعة المسعى، وبناء مآذن جديدة، وإنشاء مباني الخدمات، والأنفاق، ومحطات النقل، ومنظومة التكييف والتبريد، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من مليوني مصلٍ في وقت واحد.

مدينة الخيام في مشعر منى

أما في مشعر منى، فقد تم تجهيز أكثر من 160 ألف خيمة مكيفة مقاومة للحرائق، تغطي مساحة تُقدّر بأكثر من 2.5 مليون متر مربع، وتُعد من أكبر منشآت الإسكان الموسمي في العالم.
الخيام مصنوعة من ألياف زجاجية عالية التحمل، ومتصلة بشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ومزودة بأنظمة رش أوتوماتيكية وخراطيم إطفاء ومجاري تصريف، بما يضمن سلامة الحجاج.
كما نُفذ مشروع الخيام ذات الطابقين على مساحة تجاوزت 20 ألف متر مربع، ضمن خطة تطوير مشعر منى لرفع الطاقة الاستيعابية، وتسكين ما يزيد على 8 آلاف حاج في المرحلة الأولى فقط.

منشأة الجمرات

شهدت منشأة الجمرات تطويرًا كبيرًا، حيث استُكملت بنيتها الهندسية متعددة الطوابق لاستيعاب أكثر من 300 ألف حاج في الساعة.
تضم 5 طوابق مزوّدة بممرات تفويج ذكية، وأنظمة تهوية وكاميرات مراقبة، وجسور مخصصة للحركة المنسابة، وتدار بخريطة زمنية دقيقة تمنع التكدس وتضمن سلامة الحجاج.

إشراف مباشر من ولي العهد

يحظى موسم الحج بإشراف مباشر من ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي يتابع الخطط التشغيلية والخدمية للحج لحظة بلحظة.
وقد أثمر هذا الإشراف عن إطلاق مبادرة "طريق مكة"، واستثمارات ضخمة في الرقمنة، مثل الهوية الرقمية والتفويج الذكي، ودعم مشروعات المشاعر، بما فيها الخيام الذكية والنقل الذاتي.

مبادرة طريق مكة والتحول الرقمي

تُعد مبادرة "طريق مكة" إحدى أبرز مبادرات وزارة الداخلية السعودية، التي تهدف إلى تيسير إجراءات الحجاج من بلدانهم.
تعمل المبادرة على إنهاء إجراءات سفر الحجاج في مطارات بلدانهم، بما في ذلك التحقق من الاشتراطات الصحية، وأخذ الخصائص الحيوية، وإصدار التأشيرات إلكترونيًا، وترميز الأمتعة وفرزها.
عند وصول الحجاج إلى السعودية، يتم نقلهم مباشرة إلى مقار إقامتهم، بينما تُنقل أمتعتهم إلى مساكنهم دون الحاجة للانتظار في صالات الوصول.
وقد استفاد من هذه المبادرة أكثر من مليون حاج منذ إطلاقها، وأسهمت في تقليص مدة الإجراءات من عدة ساعات إلى دقائق معدودة.
كما شهد موسم الحج تحوّلًا رقميًا غير مسبوق، أبرز معالمه إطلاق منصة "نسك" الإلكترونية، التي تقدم خدمات إصدار التصاريح، واختيار الباقات، والإرشاد بأكثر من 14 لغة.
كما استُخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة الحشود وتحقيق الانسيابية، من خلال أكثر من ألف كاميرا ذكية متصلة بمراكز تحكم تعمل على مدى الساعة.

الخدمات الصحية
قدّمت السعودية خلال موسم الحج منظومة صحية متكاملة شارك فيها أكثر من 32 ألف ممارس صحي، موزعين على 16 مستشفى و147 مركزًا صحيًا، إلى جانب فرق إسعافية متنقلة. وقد أُجريت 33 عملية قلب مفتوح، و790 عملية قسطرة، و1,800 جلسة غسيل كلوي، مع رعاية لأكثر من 400 ألف حاج.

التنظيم الأمني

شاركت أكثر من 100 ألف رجل أمن في تنظيم موسم الحج، ضمن خطة محكمة تشرف عليها لجنة الحج العليا بالتنسيق مع أكثر من 40 جهة حكومية.
تم تشغيل 5 مراكز قيادة وسيطرة لمتابعة الحشود لحظيًا، وأسفر ذلك عن موسم آمن تمامًا دون تسجيل حوادث تدافع أو اختناقات تُذكر.

دعم القيادة
جاء هذا التطور الشامل بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في ظل رؤية السعودية 2030 التي جعلت خدمة الحجاج والمعتمرين أولوية وطنية من الدرجة الأولى.

خاتمة
موسم الحج في عهد الملك سلمان ليس فقط إنجازًا تشغيليًا، بل هو تجربة حضارية وروحية متكاملة، ترسخ ريادة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، وتضعها في مصاف الدول الأكثر تقدمًا في إدارة الحشود والخدمات الدينية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي