تأخر تسليم طائرات "إيرباص" يفرض ضغوطا على شركات الطيران مع نمو حركة السفر
تواجه شركة "إيرباص" الفرنسية تأخيرات في تسليم الطائرات، من المرجح أن تستمر خلال العامين المقبلين، وفقا لما ذكرته تقارير صحفية، وهو ما يثير مخاوف شركات طيران عالمية، من بينها "طيران أديل" السعودية، بشأن القدرة على إدارة عملياتها في وقت يتزايد الطلب فيه على السفر.
كانت الشركة الفرنسية قد حذرت قبل أيام شركات الطيران من تأخير في عمليات التسليم سيستمر لمدة ثلاث سنوات حتى 2027 بسبب التحديات المستمرة في سلسلة التوريد، وفقا لما نقلته "رويترز" عن مصادر وصفتها بالمطلعة.
وبحسب موقع "إيرلاين إيكونوميكس"، فقد سلمت "إيرباص" 56 طائرة خلال شهر أبريل الماضي، انخفاضا من 61 طائرة قبل عام و71 طائرة في مارس 2023. شملت هذا العدد 43 من طراز " A320neo" و7 طائرات من طراز "A220" وطائرتين من طراز "A330" وأربع طائرات من طراز "A350".
بينما تستهدف الشركة تسليم نحو 820 طائرة تجارية هذا العام، فإن حجم الإنتاج الشهري المستهدف في عام 2027 يصل إلى 75 طائرة، وهو رقم بعيد كثيرا عن نحو 32 طائرة سلمتها حتى 30 مايو الماضي، بحسب روب موريس، الرئيس العالمي للاستشارات في شركة "Cirium Ascend".
يبعد الرقم أيضا عن تسليمات مايو من العام الماضي، التي بلغت 53 طائرة؛ كذلك تظهر البيانات انخفاض حجم تسليمات "إيرباص بين شهري يناير وأبريل بنسبة 5%.
وارتفع إجمالي الطلب على السفر 8% في أبريل الماضي على أساس سنوي، وفقا لبيانات اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا)، بينما ارتفعت السعة الإجمالية بنسبة 6.5% فقط.
رئيس "طيران أديل" غاضب من "أيرباص"
جاء احدث انتقاد لتعامل صانعة الطائرات الفرنسية مع التأخير في تسليم الطائرات ضيقة البدن من ستيفن جرينواي، المدير التنفيذي لشركة "طيران أديل" السعودية، الذي أبدى تخوفه من أن يمتد هذه الاضطراب إلى الطائرات "A330neo" العريضة البدن التي تم طلبها في الآونة الأخيرة.
كانت الخطوط الجوية السعودية قد كشفت في أبريل الماضي عن طلبية مع شركة "إيرباص" لشراء 10 طائرات من طراز "A330-900" العريضة البدن، المعروفة أيضا باسم "A330neo" لمصلحة شركة "طيران أديل" التابعة لها، وهي أول طلبية لمصلحة شركة الطيران منخفض التكلفة.
الطائرات عريضة البدن ذاتها كانت شركة "طيران الرياض" السعودية قد وقعت اتفاقا لشراء 60 طائرة منها في أكتوبر من العام الماضي.
اعتبر جرينواي تأخيرات تسليم الطائرات ضيقة البدن "غير مبرر"؛ وعبر عن انزعاجه على هامش قمة الاتحاد الدولي للنقل الجوي في نيودلهي، قائلا إن "الشفافية مفقودة".
تساءل المدير التنفيذي لـ "طيران أديل" كذلك: "كيف يمكننا التخطيط بطريقة أخرى؟ أعني أن الأمر أصبح أكثر من مجرد مزحة الآن".
طلب كبير على "طيران أديل" خلال الصيف
تأتي انتقادات جرينواي لتأخر تسليم "إيرباص" الطائرات الضيقة البدن في وقت تواجه في "طيران أديل" طلبا كثيفا على رحلاتها.
وتعتزم "طيران أديل" استئجار طائرتين إيرباص " A320" تابعتين لشركة "سيبو باسيفيك" الفلبينية لتلبية ذروة الطلب خلال هذا الصيف، وفقا لما أعلنته الشركتان يوم الأربعاء الماضي.
في المقابل، ستؤجر "طيران أديل" طائرات للشركة الفلبينية خلال موسم الشتاء المقبل، ضمن مذكرة تفاهم لاستكشاف مبادرات تجارية مشتركة، بحسب ما ذكرته "بلومبرغ" حينها.
ومن المنتظر أن تبدأ "طيران أديل" تسيير رحلات إلى سورية مطلع يوليو المقبل، لتنضم بذلك إلى مجموعة صغيرة من شركات الطيران الأجنبية التي استأنفت رحلاتها إلى دمشق.
قال جرينواي: "لديّ طائرتان (طائرات ضيقة البدن) على الأرض في تولوز في الوقت الحالي؛ وهما موجودتان هناك منذ شهرين، ولا يلوح في الأفق أي حل في الأفق. كان من المفترض أن يكون لدينا 4 طائرات في النصف الأول من العام. لم يكن لدينا سوى طائرتين فقط، وحتى هاتان الطائرتان تأخرتا."
من المقرر أن تتسلم "طيران أديل" طائرة واحدة من طراز " A320neo" في الربع الثالث و3 طائرات في الربع الأخير؛ بيد أن جرينواي قال "أشك كثيراً. ستصل الطائرات الثلاث في الربع الأخير. لا تنسوا أن هذه تأخيرات فوق التأخيرات."
"إيرباص" تواجه تحديات لوجستية معقدة
ترتبط تأخيرات التسليم ترتبط بتحديات لوجستية معقدة تواجهها "إيرباص"، فضلا عن ارتفاع تكاليف الإنتاج، بحسب تقارير.
تنبع هذه التحديات من النقص المستمر في المكونات الرئيسية، مثل المحركات والمواد الخام وإلكترونيات الطيران، فضلاً عن القيود المفروضة على العمالة بين الموردين.
وبينما تواجه "إيرباص" بعض المشاكل الصناعية الداخلية، فإن "طيران أديل" من بين شركات طيران متضررة من تباطؤ منفصل في وصول المحركات من شركة "CFM" على خط تجميع الطائرات، بحسب "رويترز".
تعمل الشركة على حل المشاكل المتراكمة في سلسلة التوريد، التي لا تزال تؤثر في الجداول الزمنية للإنتاج، في الوقت الذي تعمل فيه عن كثب مع الموردين للتخفيف من تأثير الوضع الحالي في العملاء، وفقا لما نقلته "رويترز" عن متحدث باسم الشركة.
تحسن في سلاسل التوريد لـ "إيرباص"
أبلغت إيرباص في وقت سابق عن بعض التحسن في سلاسل التوريد؛ وقالت إنها تعمل على تخفيف التأثير في العملاء، مع التمسك بهدف تسليم 820 طائرة هذا العام.
قالت شركة سافران، التي تشترك في ملكية "CFM" مع شركة "جنرال إلكتريك للفضاء" في أبريل الماضي إن "CFM" شهدت تحسنا في سلاسل الإمداد وتستعد لتعويض البداية البطيئة لعام 2025.
وبينما أقرّ الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية غيوم فوري بهذه التحديات، فقد قال إن "ايرباص" ما زالت تكافح مع الصراع على مستوى الصناعة لمطابقة الطلب المتزايد مع الإنتاج في الوقت المناسب.
وأكد مسؤولون في الشركة أن الجهود المبذولة تهدف إلى تقليل الفجوة الزمنية وتقديم الدعم اللازم لشركات الطيران المتضررة لضمان استمرار نموها وتقدمها في ظل هذه التحديات الطارئة.