لأول مرة .. اليمن تحارب «القات» لإنقاذ رياضييها وتنضم إلى «مكافحة المنشطات الدولية»
أقرت الحكومة اليمنية، أمس رسمياً الانضمام إلى الاتفاقية الدولية الخاصة بمكافحة المنشطات على الرياضيين وعلى وجه التحديد مكافحة نبات «القات» الذي يتعاطاه اليمنيون بكثرة في خطوة هي الأولى من نوعها تهدف إلى تعزيز إجراءات الحكومة الجادة لمحاربة القات بين الرياضيين بعد أن أصبحت ظاهرة مضغ القات بين الرياضيين مشكلة تؤرق الأندية ومسؤولي الرياضة بعد استفحالها بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، إلى درجة أصبحت تهدد كيان الرياضة اليمنية ولاعبيها .
وقال لـ « الاقتصادية « مسؤول حكومي إن مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه الأسبوعي أمس برئاسة الدكتور علي مجور رئيس المجلس وافق على مذكرة وزير الشباب والرياضة بشأن انضمام اليمن للاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة والملحقات المرفقة بالاتفاقية ووجه باستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الخصوص.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز دور ومقدرة الدول الأعضاء وإجراءاتها في منع ومكافحة تعاطي المنشطات في مجال الرياضة بهدف القضاء عليها، إضافة إلى تشجيع وتنسيق التعاون الدولي في سبيل القضاء على هذا السلوك الضار على صحة الرياضيين وعلى مبدأ الروح الرياضية، إلى جانب القضاء على الغش الذي يتنافى وروح المنافسة العادلة.
وأشار المسؤول اليمني إلى الأهمية التي تكتسبها الموافقة الرسمية على الانضمام للاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات من بينها مكافحة نبات القات الذي أدرج من قبل المنظمات الرياضية الدولية ضمن المحظورات يمنع تناولها للاعبين والرياضيين، مما جعل نبات «القات» يشكل مصدر قلق للرياضة اليمنية في مشاركتها الخارجية بالبطولات العربية والإقليمية والدولية.
#2#
وأشار مراقبون محللون رياضيون محليون إلى أن التوجه الحكومي غير مسبوق لمحاربة القات بين أوساط الرياضيين جاء أيضا بعد اعتراف اللجنة الأولمبية اليمنية والاتحادات ووزارة الشباب والرياضة ضمنيا بأن القات أصبح يشكل عائقاً كبيراً في سبيل تطوير الرياضة اليمنية، وتخلفها وعزلها عن العالم الخارجي.
وأكد المسؤول اليمني أن هذه الموافقة تعتبر خطوة أولى تتبعها عدة خطوات وندوات علمية في عموم محافظات البلاد لشرح عملية إضرار القات بين الرياضيين، قائلا «كنا في الماضي لا نفضل فتح قضية المنشطات والقات، لكن الأمر أصبح خطيرا والمشاركات الخارجية مهددة بالتوقف بعد التشديد على فحص اللاعبين للتأكد من عدم تعاطيهم لأي من المنشطات، خاصة بعد أن أثبت الكشف الطبي للاعبين اليمنيين أن اللاعب الذي يمضغ القات يظل مفعوله واضحا في جسمه لمدة ستة أشهر كاملة ولا يزول تأثيره بسهولة».
يذكر أن ظاهرة مضغ «القات» تنتشر بصورة كبيرة في كثير من الملاعب اليمنية سواء داخل الملعب أو حراس أمن الملاعب أو في المنصات الرئيسية التي يتواجد فيها بعض القياديين يمضغون القات أو بعض الأشخاص وهم يمضغون القات بشراهة، كما أن ظاهرة تعاطي «القات» تنتشر بين أوساط لاعبي كرة القدم في اليمن، وباتت مشكلة تؤرق الأندية ومسؤولي الرياضة بعد استفحالها بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، إلى درجة أصبحت تهدد كيان الكرة اليمنية ولاعبيها.
يقدر إجمالي ما يستهلكه اليمنيون سنوياً من «القات» الذي يحرك في السوق نحو ستة ملايين دولار يوميا بـ 175 إلى 200 مليون دولار، حيث أصبح في السنوات الأخيرة الإقبال على تعاطي القات ظاهرة لافتة، حتى أن بين 50 و60 في المائة من السكان يقبلون على استهلاك هذه النبتة.