صراع الحيتان في عالم شركات الفولاذ

في ألمانيا لم يكن هناك من أحد يعرف – وحتى تشرين الثاني (نوفمبر الماضي) - ما هي مجموعة دوفاسكو ولا ماهية نشاطها ؟. ولكن في الآونة الأخيرة عرف الجميع بعد أن فرضت الشركة الكندية العملاقة لتصنيع الحديد والصلب اسمها في ألمانيا. وحصلت مواجهة مثيرة لمدة ثمانية أسابيع حول شراء مجموعة دوفاسكو بين شركة الفولاذ العملاقة أرسيلور و مقرها لوكسمبورج وبين شركة الفولاذ والاستثمار العملاقة الألمانية ثيسين- كروب.
وفي نهاية الأمر، يتوجب على الشركات العامة تبرير سعر الشراء الآخذ بالارتفاع بمنافع فريدة من نوعها للمرشح الذي سيقوم بأداء المهام والاستلام. وتتم درفلة وتجهيز الفولاذ الخام من المناجم الخاصة بشركة دوفاسكو في البرازيل وتصديرها إلى أمريكا الشمالية، علماً بأن شركة دوفاسكو على المستوى الدولي تعتبر مفتاح امتداد لجميع القارة الأمريكية. وتم الثناء على هذه الشركة كفاتح سوق لمنتجي السيارات اليابانية في الولايات الأمريكية.
المنافسة وضعت أوزارها بعد أن فقدت ثيسين كروب العملاقة اهتمامها بالصفقة و هي التي تملك معلومات أفضل عن الأحوال الاقتصادية للشركة الكندية من منافستها ( أرسيلور ). ويمكن الآن لشركة (أرسيلور) بكل فخر أن تحقق رؤية دوماسكو إلى واقع عملي. وستحصل تيسين- كروب من شركة دوفاسكو في الحقيقة على مبلغ 150 مليون دولار كنوع من تعويض الأضرار. وتبقى أمام مجلس الإدارة مهام لا بد منها أثناء نشوة القيام بالأعمال. ويجب أن يوضح أنه دون الكنديين الذين يتركز حولهم عالم الفولاذ، يوجد مستقبل أيضاً. ونورد هنا بعض الأمثلة التي أصبحت بعد التحول المتوقع حالة خطأ أو خطأ. فمثلاً، تطور القيام بأعمال ومهام منتج العُدد الأمريكي الرائد الذي شاركته شركة تيسن في هذا النظام بالتربع على قمة السوق العالمية.
ونتيجة لسلسلة من الخطوات البطيئة والصحيحة، فإن وضع شركة ثيسن – كروب مع مصممي السيارات أفضل بكثير من ذي قبل، كما أن الخبرة ينبغي أن تساعد على تلطيف أجواء عرض شراء دوفاسكو الضائع لأن شركة كروب قبل هذه القضية قدمت صيغة جديدة لإستراتيجية أمريكا. ومنذ القرار الذي اتخذ لبناء مصنع الفولاذ في البرازيل ذات التكاليف القليلة قبل نحو سنة ونصف، تم اتباع خيارات مختلفة للتسويق في أمريكا الشمالية. وبشكل أكثف، يمكن للشركة العملاقة أن توجه عنايتها للخطة المحببة أصلاً التي نرى أن من المستحسن بناء مصانع سكب وصب الفولاذ في منطقة تبعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة ديترويت الصناعية مركز صناعة السيارات في أمريكا، ومكان وجود مصممي السيارات اليابانية.
وكانت للكنديين سرعة عالية في التوسع في أمريكا الشمالية، ولكن الأسعار في بعض مصانع صب وسكب الفولاذ أقل بكثير من أسعار شركة دوفاسكو وسيلاقي مجلس إدارة الشركة الألمانية في اجتماعه المقبل الثناء من قبل المساهمين للمنطق الاقتصادي الذي اتبعه في عدم شراء الشركة الكندية.
وفي النهاية، فإن سعر الاستلام وتولي المهام يقترب من نصف (رسملة) السوق. وبذلك استطاعت تيسين- كروب أن تنجز أمراً جيداً فيما يتعلق بحجم المعاملات، والأرباح، وفرص العمل.واستطاعت الشركة العملاقة تخفيض ديونها، وعززت قدرتها المالية بشكل كبير. والواقع أن الشركة نجحت في إستراتيجية الخطوات الكثيرة الصغيرة بعيداً عن الانطلاقات الكبرى باهظة الثمن.