مواقع الزواج تقدم الفتيات كـ «مينيو».. ووسطاء غير ملائمين لمواصفات وهمية!
زواج مسيار- تعارف للزواج - موقع زواج إسلامي - القفص الذهبي للزواج ، مئات المواقع المنتشرة على شبكة الإنترنت ، تختلف أسماؤها بتعدد أهداف مشتركيها، تسهل عملية البحث لراغبي الزواج، وتخفف عقدة التردد والخجل من الإمكانات التي تقف أمامه،إلا إنه في المقابل هناك من يرى فيها التسلية والعبث ويعتبرها ''نافذة الحرية''.
ولأن مثل هذه المواقع أصبحت مثار جدل واسع بين شريحة كبيرة من المجتمع، والتي تطمح مستقبلا إلى أن تكون ''خطابة العصر الحديث''، وبعد أن أصبح السؤال يتردد باستمرار ''هل يمكن أن أتزوج عن طريق الإنترنت'' ؟.
''الاقتصادية'' ناقشت تجربة البحث عن الشريك من خلال هذه المواقع، حيث كانت البداية مع وليد الزهراني، الإخصائي النفسي، والذي وصف مواقع الزواج على الإنترنت بالفاشلة، حيث تنعدم فيها النوايا الصادقة ويغلب عليها اللعب، كما أنه لا شيء جدي من ناحية الرجل، وما بني على باطل فهو باطل، والفتاة حينما تشترك في هذه المواقع فهي تقوم بخيانة أهلها، كما أن في هذه المواقع كسر لأكثر أركان الزواج، فالمجتمع ذكوري بطبعه لا يؤمن بمواقع تفتقد الضمانات.
وذكر الزهراني أن الزواج يقتصر على الطرق المشروعة فقط، وقال ''من خلال عملنا في العيادات النفسية، فإن أكثر الزيجات المنتهية بالطلاق كان ارتباطهم عن طريق هذه المواقع، ثم إن غالبية المشتركين يبحثون عن علاقات عاطفيه جنسية، إضافة إلى أن أصحاب المواقع يستغلون المشتركات للعبث معهن''، وأضاف ''الشك يكون هو المسيطر بين الزوجين عند الارتباط بتلك الطريقة، وليس عيباً أن تطلب الفتاة الزواج، لكن ذلك لابد أن يكون بالطرق المعقولة''، موضحا أن اشتراك الفتاة في مثل هذه المواقع يقلل احترامها لدى الرجل، فتصبح كالسلعة المعروضة للبيع.
ووصف الإخصائي النفسي المرأة عند تسجيل بياناتها في الموقع كـ'' مينيو'' يقدم للرجل، خصوصا إذا علمنا أن أغلب المشتركين من المراهقين، منبها إلى أن كثيرا من المواصفات التي توضع في مواقع الزواج وهمية وغير صحيحة، وأصحاب المواقع هم ''وسطاء غير ملائمين''، مشيرا إلى أن المشتركة إما تبحث عن التسلية والعبث وليس لديها نية للزواج، أو أنها تعاني ضغوطا نفسية داخل المنزل فتبحث عن مخرج، وفي كلا الحالتين الأمر فاشل. وشدد على أن شريط المحادثات الذي توفره القنوات، هو غالبا امتداد لمثل هذه المواقع ''زواج '' من حيث التعارف والعبث.أما أحد مؤسسي موقع الزواج (والذي رفض الإفصاح عن اسمه) فيذكر أن الهدف من هذه المواقع هو مساعدة السعوديين في إيجاد شريك حياتهم بطريقة محترمة وآمنة، فما هي إلا صفحات ويب صممت للشباب بشكل يتناسب مع بيئتهم عند البحث عن شريك حياتهم، موضحا أن السعوديين يواجهون صعوبة في البحث، لذا لأن هذه المواقع صممت لتسهيل عملية البحث ولإيجاد الشريك المناسب مع الأخذ في الحسبان العادات والتقاليد السعودية.
بينما يكشف آخر إن هذه التجربة ناجحة، حيث تم اتفاق أكثر من مشترك وانتهى بالزواج ، وعن ترديد بعض المشتركين أنهم لم يدخلوا إلا للتعارف، أوضح أن القائمين على مثل هذه المواقع بشر فيهم من يخاف الله ويتقيه وفيهم من لا يخافه، كما أن هناك وسطاء لا يفرقون بين الحلال والحرام، ويضيف ''نحن لا نتحمل أية مسؤولية تتم بين الشريكين، فما نحن إلا مجرد ساعين للجمع بين اثنين بالحلال وما عداها لا يخصنا، ولا نعلم بأسرار المشتركين''، وعن الدوافع التي تحفز ملاك هذه المواقع لتبني مثل هذه المشاريع أوضح إنها المادة لا غير.
ويضيف آخر أنه أنشأ موقعه قبل عدة أعوام، ويسعى إلى تزويده بأفضل الخدمات لراغبي الزواج، مشيرا إلى أن العملية ليست سهلة، وقال ''نحن نتابع الطلبات بشكل يومي ونتأكد من المعلومات من خلال الإرسال للبريد الشخصي وكذا دفع مبلغ مالي يسدد في أحد البنوك المتفق عليها للإيداع في أحد حساباتنا المصرفية''، منوها إلى أن أهم أهدافهم دعم السعوديين في ظل عدم الانفتاح، وعن تعاون أصحاب ''مواقع الزواج'' مع الخطابات للتواصل بين المشترك والمشتركة، ذكر إنهم لا يمكنهم التنبؤ بإمكانية الخطابة الخارقة، إلا أنهم وسطاء بالدرجة الأولى، ويضيف ''أجرينا دراسة من خلال استبانة لمعرفة نسبة نجاح الموقع مع المشتركين، سواء عمل المشترك إعلانا أو فقط اشتراكا عن طريق المراسلة أو الوسيط، كاشفا أن 50 في المائة من المشتركين يكون أعزبا أو مطلقا أو أرملا، مقابل 20 في المائة إما متزوج ويرغب بزوجة ثانية، و 5 في المائة منهم متزوج ويرغب في زوجة ثالثة أو رابعة، و1 في المائة أعزب أو متزوج أو مطلق ويرغب في زواج المسيار.
ومن جانب آخر، تباينت آراء الشباب في تلك المواقع، فمنهم من وافق ومنهم من عارض، حيث يقول عبد الله الصالح إن الجميع يعلم أن هدف صاحب الموقع بالدرجة الأولى هو الربح المادي فقط، فالمشترك يعلم أن الاشتراك بمبلغ مالي يدفعه بشكل شهري حتى يستطيع التواصل مع المشتركين، وهو ما يجعل الاشتراك بقصد الزواج غير وارد، حيث لا يتم الاشتراك عادة من قبل الشباب إلا بداعي التعارف وإقامة علاقات عاطفية لا يشترط أن يكون الزواج نهايتها، مؤكدا أن مثل هذه المواقع غالبا ما تكون مصيدة لكثير من الفتيات وغالبا ما تحدث لهن أمور لاتحمد عقباها أبسطها التشهير.
أما بندر العتيبي فيذكر أنه سبق أن اشترك في أحد مواقع الزواج، وبمبلغ مالي يدفعه بشكل شهري يصل إلى 80 ريالا، وبعد تسجيل بياناته تلقى 21 عرضاً للزواج من جنسيات مختلفة، 14 منها لفتيات سعوديات، وباقي العروض من الإمارات والأردن وسورية. وعن جديته في الزواج من أحد هذه العروض قال : صراحة مازلت مترددا!
في حين وصف محمد علي تلك المواقع بالناجحة، ويمكن أن تحقق زيجات مستقبلية، فهناك زيجات فاشلة بالزواج التقليدي، مقابل زيجات نجحت عن طريق هذه المواقع.
''الاقتصادية'' حرصت أيضا على أخذ انطباعات الفتيات في تلك المواقع، كونهن طرفا مهما وأساسيا فيها، حيث ذكرت نورة عبد الرحمن أنها خاضت عدة تجارب في هذه المواقع وتعرفت على أكثر من شخص بغرض الزواج، إلا أنها في كل مره تفشل حيث تتفق مع الشخص بعد أن تجد فيه صفات جيدة، فتطلب منه الاتصال بأهلها وتزوده بالأرقام، إلا أنهم في كل مرة لا يتصلون، وتضيف: بعد هذا البحث تأكد لي أن هذه المواقع فاشلة.
أما غادة مبارك فأوضحت أن بعض الخطابات يقمن بالاشتراك بأسماء الفتيات وأرقامهن بقصد الحصول على عرسان عن طريق هذه المواقع، ليستفدن ماديا من الطرفين، موضحة أنها تعرضت لمضايقات من أشخاص يعرفون جميع تفاصيلها ومقر سكنها عن طريق اشتراك الخطابة باسمها بهذه المواقع، الأمر الذي أوقعها في حرج مع عائلتها.
فيما ترى حنان حمد أن وجود هذه المواقع أمر جيد، فهو يسهل في حل مشكلة العنوسة.
في المقابل ينفي عدد كبير من الأمهات مثل هذه الزيجات، ويصنفونها بالعيب، وأن من تريد الزواج بهذه الطريقة فهي توافق على وصفها بالسلعة المرهونة التي تباع وتشترى، في الوقت الذي نفت أحد أشهر خطابات الرياض، مصداقية هذه المواقع ''زواج''، كون هدفهم الكسب المادي فقط. وأوضحت أنها مشتركة في أكثر من موقع على شبكة الإنترنت وتعلم حجم المشكلات التي لا يتضرر منها إلا الأنثى، منوهة إلى أن كثيرا من المشكلات التي تسمعها ماهي إلا نتيجة لنشر أرقام ومعلومات شخصية للفتيات كان هدفهن الزواج، وعن تأثير ''مواقع الزواج'' في مهنتها قالت ''الأرزاق بيد الله، والخطابة لا تزال مطلوبة إلى اليوم حتى مع وجود مثل هذه التقنية لأن الغالب لا يصدق بها، حتى الذكور يشتركون للتسلية وعدم الإقدام على الزواج بشكل جاد.