الباعة الجائلون .. أمراض وسموم على قارعة طرق العاصمة
رغم توفير الأمانة للمحال الخاصة للراغبين في بيع بضائعهم تحت شروط راقبية ووقائية، وجهودها المبذولة في سبيل توحيد منافذ البيع للتمكن من مراقبتها صحيا، إلا أن الباعة الجائلين يتفننون في الهروب من تلك الإجراءات والأنظمة ليفترشوا الطرقات ويقفون أمام المراكز والمساجد لبيع ما يملكونه من منتوجات رديئة الصنع يغيب عنها أي دور رقابي، والإغراء في ذلك هو سعرها الزهيد، الذي يجبر المستهلك على شراء ما تحتويه مساحتهم المتواضعة، خاصة إذا ما كانت تلك البضاعة تقليدا لنوع فاخر من الأنواع التي تباع، حيث تجد أن باعة الخضرة والفواكه ينسبون بضاعتهم لأفضل الأماكن المشهورة بالإنتاج الزراعي، في حين يلجأ باعة العطورات إلى محاكاة أشهر العلامات وعرضها للمستهلكين بأسعار زهيدة.
''الاقتصادية'' ومن خلال ''فريق العاصمة'' استطاعت رصد أولئك الباعة وآرائهم وانطباعات المسؤولين عن تلك الظاهرة.
#2#
في البداية حذرت الدكتورة ندى السويدان استشارية الجلدية والتجميلية من استخدام المواد المجهولة التي تنتشر بين أيدي كثير من الباعة الجائلين الذين يعرضون بضاعتهم أمام المساجد وفي الطرقات. وأشارت الدكتورة ندى السويدان إلى أن هذه المنتجات من عطورات ومواد تجميلية وكريمات قد تسبب حساسية أو بقعا أو التهابات جلدية، مؤكدة أن هذه المواد التي لا تتضمن بيانات بمكوناتها تدل على أنها مواد غير مأمونة صحيا، بل إن بعضا منها يسبب السرطان.
وأبانت الدكتورة السويدان أن المختبرات العلمية هي الجهة القادرة على كشف نوعيات المواد المستخدمة ومدى خطورتها، وأضافت أن هناك من يقدم تلك المنتجات على أنها من خلاصة الأعشاب، إلا أن هذا الأسلوب لا يدل على خلوها من المضار. ونبهت استشارية الجلدية والتجميلية إلى أن الروائح الزكية التي تنبعث من بعض العطورات لا تضمن سلامتها على صحة الإنسان، مشددة على أهمية التأكد من المنتجات بأنها مرخصة من قبل وزارات الصحة، حيث إنها الجهات القادرة على معرفة مكونات تلك المنتجات. يذكر أن الباعة المتجولين يزداد عددهم في رمضان، وخاصة عند المساجد ذات الكثافة من المصلين، حيث يعرضون منتجات متنوعة، وتدفع الأسعار المتدنية أحيانا الزبائن للحصول على تلك المنتجات رغم الأضرار التي قد تسببها، ومن الزبائن من يحرص على شراء الملابس، وكذلك الأشمغة حيث تقل أسعارها عن المحال بأكثر من 25 في المائة، ويعتمد الفارق في السعر على حداثة البضاعة وتاريخ تصنيعها.