قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

عاصفة على الجزر

نزل مصطفى بن سعيد في جزر القمر أستاذا معارا لتدريس العلوم الطبيعية، فوجد نفسه وسط هيئة مصغرة من الأمم المتحدة، جمعت بين أساتذة متعاونين، جاؤوا من مختلف البلاد العربية والأوروبية والإفريقية والأمريكية، فانعكس تنوعهم البشري على نوعية التعليم، وعلاقتهم بالطلاب، وسلوكهم في الوسط الاجتماعي، وكانت علاقة مصطفى بن سعيد بطلابه علاقة ود واحترام متبادل، ميزها حرصه على ربط دروسه بالبيئة المحلية، الطبيعية والاجتماعية، لتكون ذات فائدة علمية وعملية، ولكن ذلك كان يصطدم أحيانا ببعض المعتقدات، والمحرمات المحلية، ويتناقض مع جوانب من السياسة التي كان النظام الحاكم يطبقها، ويجند لها فئة واسعة من شباب الثانويات للدفاع عنها، فسبب له ذلك بعض المتاعب والمضايقات، بفعل التقارير التي كانت تكتب عنه من تلاميذه أنفسهم، بوصفها دروسا تتدخل في الشأن الداخلي للبلد، وتشوش عقول الطلاب. وكان رئيس النظام الحاكم الذي اغتصب السلطة بانقلاب عسكري، يتوقع انقلابا عليه من المرتزقة الأوروبيين أنفسهم الذين ساعدوه في الإطاحة بالرئيس السابق، وهذا ما حصل فعلا، فاستولى المرتزقة على البلد، وقتلوا الرئيس، ولم يسلم منهم مصطفى بن سعيد، فنفوه من البلد بجريرة ما كتبه في مجلات فرنسية كبيرة عن قائدهم، العقيد بوب دنار.

فومبي

تقول أسطورة إفريقية: إن الرجل الأبيض هو "فومبي" أي روح "شبح"، هاربة من قبضة الشيطان بعد أن نجح في خطف لونها. هو مخلوق قبيح جمل كثيرا ليحتمل العالم رؤيته. يتلاطم الفضاء الروائي في الكونغو في زمن الاستعمار البلجيكي للبلاد، حيث تبدو الشخصيات الروائية المتناقضة شهود إثبات لما حدث في تلك الحقبة، وكأننا في قاعة محكمة، إذ يحاول أبطال الرواية الدفاع عن أنفسهم، وتبرير ما ارتكبوه من جرائم، ليتصالحوا مع ضمائرهم، فهل ينجحون في ذلك؟ وماذا عن الشخصيات الأخرى التي لم تتلوث بما لطخ تلك المرحلة من القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20؟ في كل مكان في الرواية نرى الموت والتعذيب جراء استخراج المطاط، والأيادي المقطوعة، والسلاسل التي يجرها العبيد، بينما تركض على أجسادهم السياط، وفي الآن نفسه، هي رواية الصبوات الإنسانية للحرية والكرامة. بدرية البدري شاعرة وروائية من سلطنة عمان، ولدت في مسقط عام 1975. لها عديد من الإصدارات المطبوعة في مجال الرواية والشعر الفصيح والشعبي وأدب الطفل. صدر لها أربع روايات.

كل يوم تقريبا
قبل أيام من بلوغه الـ40، يقرر فؤاد أن يتخلص من جميع دفاتر يوميات واصل كتابتها نحو 30 عاما، لكي يتحرر من الماضي ويجدد هواء حياته. يتحول تصفحه ليومياته إلى مشروع كتابة آخر، وتمر الأعوام دون أن تكتمل حتى تهب إلى مساعدته جماعة أشباح تسكنه وتعرفه أفضل مما يعرف نفسه، فتتسلم منه الدفاتر والمواد الخام وتستخدمها لترسم له صورة صادقة، في تجوال حر بين الأزمنة والأمكنة والشخصيات. عبر نحو 40 عاما، يتلمس الرواة الأشباح أهم المحطات والعلامات في حياة شخص عادي ومن خلفه صورة وطن بالكامل. تجمع محمد عبدالنبي تشابهات واضحة، وملامح مشتركة، مع الروائي الرائد نجيب محفوظ، فبخلاف الملامح المتقاربة، والمصرية بامتياز، يشترك محمد عبدالنبي، مع الروائي الأب، في تبجيل الكتابة، والتعامل معها باحتراف شديد، حتى إن كانت الكتابة كما يصفها "اللعب بمنتهى الجدية". محمد عبدالنبي، الذي يسميه أصدقاؤه "نيبو"، أصدر مجموعتين قصصيتين: "وردة للخونة"، و"شبح أنطون تشيخوف"، والمتتالية القصصية "بعد أن يخرج الأمير للصيد"، وأخيرا، وصلت روايته الأولى "رجوع الشيخ" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية.

الأكثر قراءة