اعتداء إجرامي يستند إلى «فكر منحرف».. إرهابهم يلفظ أنفاسه

اعتداء إجرامي يستند إلى «فكر منحرف».. إرهابهم يلفظ أنفاسه

أبدى وجهاء ومشايخ وأعيان منطقة مكة المكرمة استنكارهم الشديد لما أقدم عليه أصحاب الفكر الضال من محاولة اغتيال للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية التي باءت بالفشل الذريع، في عمل إجرامي جبان، حرمته جميع الأديان التي تدعو إلى عدم ترويع الآخرين.
بداية قال الشيخ عادل كعكي أحد أعيان مكة وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة: ''أتقدم بالتهنئة للأمير محمد بن نايف على سلامته وأن الله تعالى كف عنه شر المعتدي الذي عاد شره عليه، ودون شك فإن الأمير محمد يقف في الصف الأول لمواجهة هذا الوباء الذي شهدته بلادنا، فجده في مقدمة المسؤولين في مواقع التفجير والاعتداءات التي شهدتها بلادنا،. وأضاف: إنني أقدر كثيرا شجاعة هذا الأمير الشاب وأشيد بدوره البارز منذ أن تشرف بتسنم عمله القيادي في وزارة الداخلية حيث أداره ولا يزال بصدق وأمانة وحضور وحيوية وكفاءة نادرة، ومن شابه أباه فما ظلم.
وقال كعكي: ''هذا الحادث الإجرامي الآثم الذي استهدف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية يعد ضربا من ضروب الإفساد في الأرض ومحاولة لإزهاق الأنفس المعصومة التي قال الله فيها ''ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما''. ولا شك أن هذا العمل لا يخدم إلا أعداء الإسلام الذين يرغبون في إيقاع الفتنة بين المسلمين، فهذه الأعمال الإجرامية لا شك أنها من أعمال الخوارج، كيف وقد استهدفت رجلا مهما في كياننا الأمني فتح صدره وقلبه لاستقبال المهنئين من المواطنين بحلول الشهر الكريم وفتح قلبه لاستقبال العائدين من براثن الإرهاب ليجعل منهم مواطنين صالحين، فحمدا لله على سلامته.
وقال رجل الأعمال الشيخ فيصل بن سالم الجفري إن القتل في الكتاب والسنة لا يجوز وإن الاعتداء على المسلم محرم، ومثل هذه الأمور تعد من القتل المحرم حيث قال الله تعالى: ''ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما''. وأضاف الجفري هذه الأحكام المحرمة من الأمور المسلمة التي لا إشكال فيها وهي أنه لا يجوز لالإنسان أن يعتدي على أخيه المسلم ولا يحقره ولا يخذله, وهذا في الإيذاء العادي فما بالك بالإيذاء الذي يصل إلى حد القتل، إضافة إلى ما يسببه هذا الفعل من ترويع وإفساد في الأرض, ومما لا شك فيه أن تجرؤهم بهذه الصورة وهي استهدافهم رموز الدولة عمل غير جيد, وكونهم استهدفوا بهذه الصورة أعتبره تخبطا أو قد يكون انتقاما معينا أو شيئا من هذا القبيل.
وأبان الجفري أن اختيارهم هذا التوقيت لتنفيذ أعمالهم التخريبية لا شك أنه يدل على فداحة خطئهم لأن هذا الشهر هو شهر الرحمة والمغفرة''.
وأضاف الجفري: ''إن يد العون ممدودة لهم في الحوار وفي النقاش وإزالة الشبهات وتقديم أي شبهة أن يرد عليها، فالأولى ألا يكون رد كل تلك الأفعال بهذا التصرف الخاطئ, خصوصا أن الأمير محمد بن نايف المعروف عنه وقوفه المواقف الجيدة معهم في تبصيرهم ومساعدتهم على الرجوع إلى جادة الصواب، وكذلك وقوفه مع المطلوبين من خارج المملكة ومساعدته لهم في الرجوع إلى وطنهم، وتصحيح فكرهم ومد يد العون لهم ولأسرهم''.
من جهته أكد الدكتور تركي آل حيدر رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة الفاف أن هذا الفعل فعل إجرامي بالدرجة الأولى، وعملية انتحار محرمة، وليست كما يتصوروها هؤلاء الفئة الضالة بأنه عمل جهادي إسلامي، خصوصا أنها حدثت في شهر رمضان المبارك الذي عظمت فيه الرحمة والمغفرة، وأن إتيانهم هذا الفعل المشين يعد عملا محرما من كافة الجوانب، ولا شك أن ما فعلوه عمل إرهابي بحت.
هم فشلوا في عدة جوانب، ففي بداية الأمر فشلوا في جانب الجهاد، وانكشفت أوراقهم، فانتقلوا إلى جانب ما يسمى بإخراج المستأمنين والذميين وقتلهم وترويعهم ولاقوا الفشل الذريع فيه حيث تصدى لهم رجال الأمن بكل حزم وقوة, بعد ذلك استهدفوا المنشآت الحكومية والتعدي على أموال الآخرين الخاصة والعامة وفشلوا أيضا حيث لم يصيبوا الكثير مما خططوا له، وذلك نتيجة حماية الله ثم يقظة رجال الأمن وعدم السماح لهم بتخريب المنشآت الحكومية, وأخيرا لم يجدوا أمامهم إلا استهداف الأشخاص وخصوصا رموز الدولة التي يعد الأمير محمد بن نايف أحد رجالها المخلصين الذي أنقذته عناية الله ورحمته من أن تطوله أيدي العابثين من أصحاب الفكر الضال.
وأشار آل حيدر إلى أن هذا العمل السوداوي الإجرامي هو نتيجة تراكمات كبيرة جداً ولها تاريخ طويل من العمل الإجرامي المنظم، والسعودية هي أول من تصدى لهذه المجموعات السوداوية، وكانت هناك مجموعات كرست جل وقتها وكل استعداداتها لغسل أدمغة صغار السن وزرعهم كعبوات ناسفة في كل مكان، مضيفاً أن أجهزة الأمن أثبتت كفاءتها للتصدي للفكر الضال التخريبي وأن التصدي لهم ظل على طول سنواتٍ عديدة مبنيا على الخطط الأمنية للسعودية بكامل جغرافيتها وخرائطها الأمنية.
وأضاف آل حيدر أن المملكة بحكم تمركزها في قلب الإعلام الإسلامي باتت مستهدفة من قبل الجهات الأصولية، لذا دعت الحاجة للجان المناصحة لتحويل أولئك الشباب من الفكر الدموي والحاقد والمأساوي إلى التفكير السوي المتزن الذي يراعي القيم الإنسانية والإسلامية النبيلة بمساعدة حثيثة من القيادة السعودية التي كرست وقتها لمساعدة العائدين منهم وصرف مرتبات وإعانات لهم وسكن.
فيما أكد الشيخ عبد الله بن فيصل الجفري أن هذا العمل جاء كردة فعل متخبطة عقب النجاح الكاسح الذي حققته وزارة الداخلية للقضاء عليهم وبالتالي حاولوا أن يستهدفوا الرموز التي استطاعت أن تقضي على جميع منشآت أو أفكار الفئة الضالة، حتى أنها استطاعوا أن يجففوا منابعها، وتفشل كل محاولاتها بالقيام بأي محاولة تفجير أو اتخاذ إجراءات معينة، فالداخلية كانت لديها القوة والإمكانات التي تجعلها تستهدف مخططاتهم قبل وقوعها، ودائما الضربة التي لا تقتل تقوي، وهذا يجعل وزارة الداخلية تتخذ إجراءات أكثر حيطة.
وأضاف الجفري''وأرى من وجهة نظري أنها عملية فردية, فلو تم تفتيشه لما حصل ذلك, فهم استغلوا طيبة وسماحة الأمير محمد بن نايف وكرمه في استقبال ضيوفه وشهامته في منع حرسه من تفتيش ذلك الإرهابي الذي أخذ نوعا من الحيلة بمساعدة أقرانه من أصحاب الفكر الضال، وفي نهاية المطاف ما خسر إلا نفسه ولم يكسب آخرته، حيث يعد الذي فعله انتحارا حرمه الله تعالى، إضافة إلى ترويعه الناس الذي حرمه الله كذلك، ونهى عنه ديننا الحنيف''.
وأشار الجفري إلى أن استغلال الفئة الضالة طيبة الأمير محمد بن نايف والسماح لهم بتسليم أنفسهم في منزله واستقباله لهم كضيوف وليس كمطلوبين إرهابيين، هو نوع من الاحتيال، حيث اعتبروها من أسهل الطرق، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم, والدولة ورموزها عندما تقدم مثل هذه التنازلات فهي تعطي دروسا ورسالة توجهها إلى أفراد الفكر الضال كي تبث في نفوسهم الاطمئنان وليبادروا إلى تسليم أنفسهم كي ينظر الشرع في أمرهم، ودلالة على أنه ليس بين الدولة ورموزها أي عداوة, ولكن استغلوا هذا الجانب في تنفيذ مخططاتهم التي دائما ما تواجه الفشل الذريع في أهدافها، معتبرا أن ما قدمته الدولة لهم ولأسرهم من رعاية واهتمام لا تقدمه دولة أخرى تتعرض لمثل ما تتعرض له المملكة, حيث قدمت لهم المعونات المالية, وساعدتهم اجتماعيا, حتى المقبوض عليهم والذين ينتظرون محاكمتهم ينعمون برفاهية داخل سجونهم ولا يعاملون بمثل ما يعاملون به بقية المساجين الآخرين, فقد هيأت لهم سجونا خاصة حتى أنها تطلق عليها إقامة جبرية وليست سجونا لتنفيذ عقوبة, فقد قابلوا هذه الأفعال الكبيرة بأبشع الأعمال وهي استهداف رموز الدولة الذين أنعم الله علينا بمثل هؤلاء الرجال الذين يخافون الله, ويتعاملون مع أفراد الشعب كإخوة لهم.
من جهته عبر متعب بن دخيل الله الحسني أحد أعيان منطقة مكة المكرمة عن أن ما لوثته أيدي الغدر وصمة عار تضاف إلى جبين أصحاب الفكر الهدام والضال, مشيرا إلى أن وقوف رجال الأمن وفي مقدمتهم الأمير محمد بن نايف بكل حزم وقوة جعلتهم يعمهون في طغيانهم, فأصبحت ردة فعلهم غير محسوبة.
وأضاف الحسني: لقد ضاقت عليهم سبل الرأي بعد العملية الأخيرة التي اعتقل فيها 44 عنصرا قياديا منهم، فقد كانت الهزيمة مدمرة لمعنوياتهم إلى أبعد حد يمكن تصوره.
وقال الشيخ سعد بن عطية الطيار شيخ شمل قبائل الشغبان: '' نحمد الله على سلامة مساعد وزير الداخلية من هذا الحادث الغادر من قبل فلول الإرهابيين ولكن كان الله في عون الأمير محمد ونجا فهنيئا لنا بسلامة الأمير الشاب''. وتابع الطيار :''إن أبرز ما يمثله الأمير محمد بن نايف من قيم التسامح التي لا حدود لها فقد أمر بعدم تفتيش المطلوب الأمني الذي فجر نفسه في منزل سموه بعد أن علم بأنه سوف يسلم نفسه ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى لقي هذا المجرم جزاءه ونجا الأمير محمد من محاولة الغدر التي انتهجها أصحاب الفكر الضال، وقد كان لنا ومن خلال متابعة ملف قضية المعتقلين السعوديين في جوانتنامو الفرصة لنتعرف على حجم الجهد والعمل الذي قام به وما زال يقوم به الأمير محمد بن نايف في سبيل تأمين عودة المعتقلين إلى أرض الوطن ومتابعة برامج التأهيل والمناصحة الموجهة لهم.
وعلى الرغم من عملهم المشين الذي كان من المتوقع ولن يلام عليه الأمير محمد بن نايف فيما لو أغلق الباب المفتوح لرجوع أهل الفكر والضلال إلى جادة الحق والصواب, إلا أن الأمير محمد بن نايف أصر على ان هذا الباب مفتوح لكل من أراد الرجوع وأن ما حصل لن يجعلهم يتراجعون عن منهجهم الذي اتخذته القيادة لاحتواء أبنائها الذين انصاعوا لوسوسة العابثين.
وقال الشيخ سعيد بن عبد العزيز الذيابي أحد وجهاء مكة لقد استنكرنا واستنكرت جميع أقطار العالم بكافة أطيافه هذه المحاولة الإرهابية الرخيصة التي استهدفت أحد رجال الوطن ورموزه الذين يسهرون على خدمة وتأمين سلامته وآمنه ليل نهار من عبث العابثين. إن الفئة الضالة بهذا العمل الغادر الخائن تؤكد خبث نواياها وفساد مذهبها, وأن ما قاموا به يؤكد أن قواتنا برجالها البواسل قد تمكنوا منهم ودحروهم وردوهم إلى أعقابهم خاسرين يعملون جاهدين لزعزعة أمن هذا البلد, ويتلقون الدعم من الخارج بالمال فقط ولكن من ينفذ مثل تلك العمليات الانتحارية هم من أبناء تراب هذا البلد, فلو فطنوا إلى أن من بالخارج يستغلونهم أبشع استغلال لما أقدموا على الانصياع لأوامرهم الهادمة, فخسروا بفعلتهم دينهم ودنياهم. إن وزارة الداخلية أمام تحد كبير في التعامل مع المنعطف الخطير في أساليب القاعدة وتكتيكاتها الإجرامية, فالعملية التي حدثت تدل على أن أساليبهم تغيرت, فأصبحوا يستخدمون تقنيات متطورة, ولعل ما أعلنته وزارة الداخلية أخيرا عن القبض على أكثر من 44 قياديا يستخدمون طرقا وأساليب مبتكرة لتنفيذ هجماتهم عبر تكنولوجيا التحكم من بعد دليل على ما قلته سابقا من أن وزارة الداخلية سوف تعمل جاهدة لكشف أساليب القاعدة.
وقال السيد علوي تونسي أحد وجهاء مكة إن ما قام به العنصر الضال من تفجير نفسه أمام الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، يعد من الإفساد في الأرض وضربا من ضروب الحرابة، وقال إن الأمير محمد بن نايف يتمتع بشجاعة نادرة في مواجهة أصحاب الفكر الضال، وإن هذه المحاولة اليائسة تؤكد نجاح جهوده الأمنية في حصار الفئة الضالة والقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، حيث كان له دور بارز في خطط مكافحة الإرهاب في المملكة التي أثبتت جدواها وسجلت نجاحا كبيرا على كافة الأصعدة، حيث انتهج استراتيجية ذكية في مكافحة الإرهاب بالفكر قبل السلاح والقضاء على التطرف من خلال تجفيف منابع الإرهاب بسلاح المناصحة ومحاربة التبريرات الفكرية الضالة للتطرف، وقامت هذه الاستراتيجية الذكية التي انتهجها على منهج إرشادي وتربوي وديني بحيث تؤدي في نهاية المطاف إلى توبة الأشخاص الحاملين للفكر المنحرف بعد أن يتبين لهم من خلال الحوار وأسلوب الإقناع خطأ الأفكار، فنحمد الله على سلامة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.

الأكثر قراءة