انفلات أسعار السلع الغذائية في اليمن مع بداية رمضان
شهر رمضان عند العديد من اليمنيين هو شهر العبادة والدعاء والتوبة، لكنه في الوقت نفسه الشهر الذي تغري فيه التجار برفع أسعار بضائعهم. ويصنف سوق الخضروات المنتجة محليا بأنه إحدى الأسواق التي تأثرت بشدة بارتفاع الطلب، وارتفعت معها الأسعار إلى قرابة مثلين مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وفي الأسواق المركزية في منطقتي ذهبان ومذبح في العاصمة صنعاء تبين أن سعر الطماطم ارتفع إلى 4200 ريال ''21 دولاراً'' للصندوق زنة 17 كيلو جراما بعد أن كان بـ 2500 ''12.5 دولار'' قبل يومين، كما ارتفع سعر صندوق البطاطس زنة 20 كيلو إلى 4000 ريال ''20 دولارا'' بعد أن كان بـ 2000 ريال ''10 دولارات''، فيما ارتفع البصل إلى 3000 آلاف ريال ''15 دولار'' للصندوق زنة 18 كيلو جراما من 1500 ريال ''7.5 دولار ''، كما ارتفع الثوم الصيني كيس 10 كيلو جرامات إلى 3000 آلاف ريال و صعد سعر الزنجبيل من 1600 ريال للعشرة كيلو جرام إلى3500 ريال، ناهيك عن ارتفاع معظم الخضراوات مثل الخيار والبامية والكوسة والبدنجان. وانعكس الارتفاع الكبير في أسواق الخضراوات المركزية إلى انعكاس سلبي في بيع الخضروات على مستوى البسطات في الشوارع الرئيسية في صنعاء، فيما نفى مزارعو الخضروات والذين يبيعون بالجملة في الأسواق المركزية علاقتهم بارتفاع الأسعار، عزا مستهلكون أسباب اضطراب أسعار الخضروات إلى غياب دور الرقابة على الأسعار وضبط المخالفات السعرية. وأشار المزارعون إلى أنهم يبيعون بالسعر السابق ولا زيادة جديدة على الخضراوات، ويواجه اليمنيون بالفعل تحديات اقتصادية متراكمة زادت في تفاقمها أزمة المال العالمية وارتفاع نسبة التضخم. ويقول بعض التجار إن السوق رغم تداعيات أزمة المال العالمية تعاني من ازدياد الطلب هذا العام.
وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة أنها باشرت تشكيل فرق ميدانية تراقب ارتفاع بعض أسعار المواد والسلع، كما أن هناك لجانا تقوم حالياً بعملية المتابعة المستمرة خلال شهر رمضان من أجل السيطرة على الأسعار وتعهدت بمحاكمة التجار الانتهازيين. ويلوم المستهلكون رجال الأعمال النافذين فيما يقولون إنها أسعار مرتفعة على نحو غير مبرر بينما يعتقد آخرون أن ارتفاع الأسعار نتيجة طبيعية للزيادة المفاجئة في الاستهلاك.
وقال المواطن اليمني عبد الله محمد علي من الأساس من السوق المركزي أو مصدر البضائع ترتفع الأسعار في شهر رمضان بحجة أن عليها إقبالا كبيرا.
ويشكو المواطنون من أن أسعار معظم السلع الأساسية ارتفعت بشدة بما فيها الخضروات والسكر والأرز والزيت والبيض والعديد من السلع الأخرى المهمة.
وقال المواطن عبد المجيد العمراني ''الناس تقابل هذا الشهر بابتهاج، و نحن عندنا الله يسامحهم التجار قابلوه بارتفاع أسعار، فكيس السكر الواحد زنة 50 كيلو جراما يرتفع إلى ما بين 6000 آلاف ريال ''30 دولاراً''. ويأمل اليمنيون أن يصل الطلب إلى مستوى الاستقرار بعد مرور الأيام الخمسة الأولى من رمضان لتستقر أسعار السلع الغذائية الأساسية، لكن ذلك مرهون بموقف التجار. من جهته، حمل ياسين التميمي الأمين العام المساعد لجمعية حماية المستهلك اليمنية وزارة الصناعة والتجارة مسؤولية ما تشهده السوق حالياً من ارتفاع غير مبرر للأسعار. وقال التميمي لـ ''الاقتصادية'' إن عادة رفع أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية من قبل التجار في شهر رحمة وموسم يشهد حمى استهلاكية كبيرة، إذ إن الذي يحدث فعلاً استغلال واضحا للمستهلك من قبل التجار وهو استغلال غير مقبول ومرفوض. وأضاف نحن في جمعية حماية المستهلك طالبنا ومازلنا كذلك الجهات الحكومية المعنية بالقيام بواجبها ودورها بمراقبة الأسواق والأسعار، مشددين على ضرورة نفاذ قرار الحكومة المتعلق بإشهار أسعار السلع والذي لم يتم تنفيذه حتى الآن، حيث إن هذه العملية ستشكل بمثابة ضمانة أكيدة لحماية المستهلك من هذا الاستغلال البشع.