الفول لا يزال سيد المائدة الرمضانية للعائلة الحجازية

يعكس تعلق أهالي جدة بوجبة الفول على مائدة الإفطار شغفاً كبيراً لديهم لهذه الأكلة الشعبية المنتشرة منذ زمن طويل في البيوت الحجازية القديمة.
ورغم أن التقارير العلمية تفيد بأن الفول يحتوي على مادة تسبب النوم، وبالتالي الجنوح للكسل، إلا أنه يعد إحدى الأكلات الشعبية الشهيرة خلال شهر رمضان الفضيل في مدينة جدة.
وأصبح الفول اليوم يقدم بطرق عصرية من خلال إضافة النكهات والسلطات الحارة وسلطة الطحينة، حتى إن الشباب استبدل بالأكلات السريعة أكلة الفول البلدي الشهيرة.
ويوضح وليد بانعمة, من أشهر بائعي الفول، أن جدة من أكثر مدن المملكة استهلاكا للفول، تليها مكة، فالمدينة والأخيرتان يعد عملهما موسمياً، أما جدة فالطلب على الفول طوال السنة وأكثر طلبات الفول من أهل البلد أي أهل جدة الأصليين, خاصة في رمضان.
ويتفاوت الازدحام من مكان إلى مكان حسب الحي الموجود فيه، فمناطق الشمال أكثر شراء للفول والأكلات الشعبية لتكاثر أهل جدة الأصليين فيها، أما الأحياء التي يقطنها السعوديون من مناطق أخرى غير الحجاز ومناطق غير السعوديين، فتجد الإقبال على المأكولات الشعبية ضعيفا، لذا يزداد الطلب على الفول في شمال جدة لانتقال أغلبية أهالي جدة إليها ويقل الطلب على الفول شرق جدة وجنوبها بنسب متفاوتة.
ومن أشهر المحال لبيع الفول في المنطقة الغربية والذين توارثوا العمل والبيع لهذه الأكلة الشهيرة: فول الأمير، أقدم وأشهر الفوالين في مدينة جدة، فول بانعمة، الذي تنتشر فروعه في مختلف أحياء جدة، فول الرمادي، فول أبو زيد، فول الغامدي، وفول القرموشي الأكثر انتشارا في السعودية.
ويتسبب الازدحام والإقبال الهائل على محال الفول في رمضان، في كثير من المشكلات والصراعات، وكثيرا ما تسال الدماء على جوانب قدور الفول عندما ينشب قتال عنيف بين المشترين نتيجة عدم الانتظام في الطابور، أو التحايل للحاق بموعد الإفطار قبل أذان المغرب. كما تتحول الشوارع والطرقات إلى ساحات سباق عندما ينطلق المتأخرون عن موعد الإفطار بسياراتهم بطرق متهورة، تنتج عنها حوادث مؤلمة، من جراء طبق فول لا يتجاوز سعره ريالين فقط.
في السياق ذاته، أكد فريق من العلماء البريطانيين، أن لديهم ما يدفعهم للاعتقاد بأن نبات الفول المتواضع قد يسهم في الوقاية من سرطان القولون الذي يتسبب في ثاني أكبر نسبة وفيات بين جميع أمراض السرطان في بريطانيا.
وقام فريق من الباحثين من جامعة هامر سميث ومن الكلية الملكية للطب والعلوم والتكنولوجيا اللتين يقع مقراهما في لندن بتقدير مدى تأثير سلوك خلايا القولون السرطانية في اللستينات: وهي مواد بروتينية موجودة في عدة نباتات من ضمنها الفول.