بعد 40 عاما .. أغنية "ثريلر" لجاكسون مازالت تتربع على عرش موسيقى البوب

بعد 40 عاما .. أغنية "ثريلر" لجاكسون مازالت تتربع على عرش موسيقى البوب

في ديسمبر 1983، دمجت أغنية مصورة للمغني العالمي مايكل جاكسون نوعين من أنواع الفن بصورة لم تحدث من قبل، فقد عمل المخرج جون لانديس، مخرج فيلمي بلوز برازرز و امريكان ويرولف، على تحويل أغنية " ثريلر" لفيلم مرعب موسيقي مدته 14 دقيقة من بطولة ملك البوب.

وحتى وقتنا هذا، شوهدت النسخة عالية الجودة للأغنية نحو مليار مرة على موقع يوتيوب، وهناك أسباب جعلت هذه الأغنية المصورة رائجة بعد أربعين عاما من إصدارها، من ضمنها كونها كانت مثل فيلم هوليوودي وليست أغنية مصورة.

لم تكن الأغنية مجرد فيديو آخر لنجم يقوم بالغناء والرقص، فقد كانت تحكي قصة. كانت أقرب لموسيقى سينمائية، فقد ابتعدت عن أداء الأغاني المصورة المعتادة، الذي يهدف للترويج لأغنية من خلال افتتاحية موسعة يليها  سرد معقد يمتد للعديد من عوالم القصص.

وتبدأ الأغنية عندما يتحول جاكسون إلى مستئذب (شخصية خيالية مبنية على أسطورة تحول الرجل إلى ذئب) وهو في موعد غرامي مع  صديقته، التي قامت بتجسيدها عارضة الازياء أولا راي.

وبعد ذلك نرى الحبيبان" الحقيقيان" مايكل وأولا يشاهدان هذا المشهد في السينما. وفي طريق عودتهما، يقوم مايكل بغناء مقاطع من الأغنية. وعندما يمران بجانب مقبرة، تبدأ قصة " ثريلر" المثيرة.

وقد قام المخرج جون لانديس بإنتاج الفيديو المصور لأغنية "ثريلر" عام 1983، واستوحى المناخ العام لها من فيلم "أمريكا ويروولف"، وتعد الأغنية التي تستغرق 14 دقيقة، وبلغت تكلفتها نصف مليون دولار، الأكثر تكلفة حتى الآن.

وقام لانديس بإخراج الفيلم القصير بأسلوب الأفلام التجارية منخفضة الميزانية، مستوحيا الالهام من أفلام كلاسيكية مثل فيلم "هاوس اوف واكس" المرعب للمممثل فينسيت برايس، وحظيت تصوير أغنية ثريلر على عدة جوائز، وأشادت قنوات "ام تي في" و "في اتش وان" بالفيلم القصير، ووصفتاه "بأفضل أغنية مصورة على الاطلاق".

مع ذلك، فإن جاكسون، الذي توفى في يونيو 2009، لم يكن على قيد الحياة لاستلام أكبر جائزة: فقد كانت" ثريلر" أول أغنية مصورة يتم تضمينها في السجل الوطني للسينما الأمريكية في 30 ديسمبر 2009، وتدرج إدارة المكتبة الوطنية الأمريكية في قائمة خاصة الأفلام التي تعد جديرة بصورة خاصة بالاحتفاظ بها.

ومن بين أسباب نجاح الأغنية المصورة خبير المكياج الأمريكي ريك بيكر، الذي كان في بداية مسيرته مطلع الثمانينيات، والآن، حصل بيكر على سبع جوائز أوسكار "لأفضل مكياج" تتضمن جوائز عن أفلام "إيد ووود" (1995) و "مين إن بلاك" (1998) وحديثا "وولف مان" (2011)، ولكن كانت أول جائزة أوسكار يحصل عليها عن فيلم " أمريكان ويروولف" عام 1982.

وبعد عملهما سويا في فيلم الكوميديا المرعب مطلع الثمانينيات، استعان لانديس ببيكر من أجل أن يقوم بمكياج مرعب من أجل " ثريلر"، وعلى الرغم من أن هذا المنظر أصبح معتادا في السينما اليوم، فإن تحول الانسان إلى وحش في الأغنية بالطبع كان حين ذاك، ومنذ ذلك الحين أصبح حجر زاوية في الرسوم المتحركة.

وعلى الرغم من أن الألبوم بأكمله يحمل اسم" ثريلر"، فإن الأغنية التي تحمل نفس الاسم كانت السابعة في الألبوم. ولم يتم إطلاق الفيديو والأغنية إلا بعد عام من إطلاق الألبوم في نوفمبر 1982.

وهناك عدة أسباب لكون  أغنية" ثريلر" الأخيرة التي يتم إطلاقها. أولها أن شركة التسجيل إيبك ريكوردز ابتعدت في البداية عن إصدار أغنية مرعبة، وعلاوة على ذلك، فإن الفيلم القصير لـ " ثريلر" بمثابة خاتمة لثلاثية، بدأت بفيديو أغنية " بيلي جين" يليها أغنية " بيت ات" وانتهت بأغنية "ثريلر" ومدتها 14 دقيقة.

وقال جاكسون لاحقا في سيرته الذاتية " موون ووك" التي صدرت عام 1988 " أردت أن أكون رائدا في هذا  الوسط الجديد نسبيا"، ومن أجل تجنب غضب الجماعات المسيحية، أضاف جاكسون لافتة في بداية الفيديو تقول " الفيلم لا يؤيد الايمان بالسحر".

ومع ذلك، كان قرار إذاعة " ثريلر" على شاشة التلفزيون بعد إصدارها مثيرا للجدل ليس فقط بسبب طول الفيديو، ولكن أيضا بسبب محتواه المخيف، ومازالت رقصة الزومبي في " ثريلر" التي صممها جاكسون ومصمم الرقصات مايكل بيترز، مستمرة في التأثير على ثقافة البوب.

ففي عام 2006، قام 62 شخصا بإعادة تمثيل رقصة " ثريلر" خلال فعاليات لموسوعة جينيس للارقام القياسية في تورونتو بكندا. وأصبح هذا حدثا سنويا يطلق عليه" ثريل ذا وورلد" حيث يتم تمثيل رقصات من أنحاء العالم.

وبعد فترة قصيرة من وفاته، قام 13,600 شخص من محبي " ثريلر" في عيد ميلاد جاكسون في 29 أغسطس 2009، بأداء رقصة الزومبي في مدينة مكسيكو سيتي.

الأكثر قراءة