صبغات الشعر .. ألوان مختلفة وجذابة تحفز البهاق

صبغات الشعر .. ألوان مختلفة وجذابة تحفز البهاق

لم يصبح استخدام الصبغات مقتصرا على إخفاء الشعر الأبيض والمحافظة على إظهار لون الشباب سواء لدى الرجال أو النساء على حد سواء، وإنما أصبح تكرار تلوين الشعر بحسب أحدث الصرعات والموضات هاجس الكثير.
هذه الأصباغ التي أصبحت الفتيات يستخدمنها منذ نعومة أظفارهن يدخل في تركيبها مواد كيماوية لها تأثيرات ضارة، حيث زاد انتشارها في الأعوام العشرة الأخيرة، حيث كان الأمر يقتصر على «الحناء ومادة الكتم». ولحاجة المرأة والرجل على حد سواء لمثل هذه الأصباغ كمستحضر تجميلي ، نشطت مصانع مستحضرات التجميل بتصنيع تركيبات كيماوية كانت سائدة منذ مئات السنين كأصباغ للجدران والجلود والحقائب ولوحات الرسامين، أما اليوم فهي في صالونات تصفيف الشعر، والصيدليات التي تستورد مئات الأنواع والألوان، وهذه المركبات الكيماوية غالبا ما يمتصها الجسم من خلال مسامات الجلد وبصيلات الشعر.
ووفقا للدكتور رياض البقمي، استشاري الجراحة الجلدية التجميلية في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، فإن التحسس والتهيج الجلدي الذي تخلفه الصبغات الخاصة بالشعر قد يكون سببا لمرض البهاق، وهذا في حالات كثيرة قد تحدث خاصة في الوجه لأنها تحفز المرض وتظهره، كما أن خطورة هذه الأصباغ على الجلد تكمن في زيادة معدل تركيز المواد الكيماوية المضافة للصبغة.
وأوضح الدكتور البقمي أن الصبغة ليست سببا مباشر للمرض، فهو مرض مناعي بالدرجة الأولى، وإنما محفز للبهاق حينما تسبب تهيج وتحسس للبشرة، واحتمالية حدوث المرض فقط عند التحسس، منوها إلى أن أكثر المناطق عرضة للتهيج عند الصبغ هي شعر الوجه كالذقن والشارب. ويعتبر الدكتور رياض أن خلط أكثر من مركب لإنتاج لون معين من الصبغة يزيد من كمية التدمير أو التحطيم الكيماوي للشعر، ففي هذه الحالة يحدث الشخص أكثر من ضرر بسبب تلك المركبات المتعددة، وبالتالي يؤثر في الشعر لأنه يزيد من نسبة الضرر، فكأنه يستعمل عِدة صبغات في جلسة واحدة، وبذلك تكون احتمالية التحسس واردة بسبب تركيب أكثر من مادة في خليط واحد للصبغة ، لأنه لو لم يحدث التحسس من مركب فقد ينتج من مركب آخر وبالتالي يزيد تكوين البهاق.
وعن مركب PPD الموجود في الصبغات والذي يسمح بإضافته في تركيبة الصبغة بنسبة لا تتجاوز 3 في المائة، بينما بعض الشركات المحلية قد تضاعف التركيبة لتصل إلى 70 في المائة، أوضح الدكتور رياض أن ذلك المركب «البرافيلين دايمين» من أكثر المواد في الصبغات التي تحدث التحسس والتهيج للجلد، فهي تحدث ما يسمى علميا «الاكزيما التحسسية التلامسية»، وهذا النوع من الاكزيما له علاقة كبيرة بمركب PPD فكلما زادت نسبته زاد احتمالية التحسس للجلد.
من جهته، قال الصيدلي نبيل عبد الرحمن إن السوق العالمية تتنافس على إنتاج أنواع متعددة من الصبغات، مشيرا إلى أن صيدليته تستورد من خمس شركات عالمية يتفرع منها عدة أنواع ذات ألوان مختلفة. وهذا النوع من المنتجات حقق نجاحا كبيرا من ناحية الاستيراد والبيع، فالمستهلك اليوم يعتمد على الصبغات بشكل كبير جدا نساء ورجالا، إلا أن الرجال يعتمدون على صبغة «بيجين وجست فور مي «.
وعن خلط عدة مركبات لتكوين لون معين كما يحدث في المحال الحلاقة والمشاغل النسائية قال نبيل «ليس هناك ضرر، فهي التركيبة نفسها فقط ترتفع نسبة الأوكسجين واللون، إلا أنه هناك صبغة قد تكون أخف ضررا من الناحية الطبية والتي تنعدم فيها مادة (الأمونيا) وهذه المادة مثبتة للون الشعر، فهي تعتبر مضرة للشعر وقد يتعدى الأمر إلى الجلد».
يذكر أن الدول الأوروبية والأمريكية تطالب الشركات بكتابة مكونات المادة على العلبة، الأمر الذي لا تفعله الشركات في الأسواق المحلية، وهو ما قد يؤثر في المستهلك ويجعله جاهلا بمكونات المادة التي يستدخمها.

الأكثر قراءة