ضربة من "البنتاجون" لشركة طيران بريطانية
صب رجال الصناعة البريطانيون جام غضبهم على مشروع تصنيع الطائرة العسكرية الأمريكية الجديدة JSF. فقد قام الجيش الأمريكي بمحاولة لتقليص نفقات هذا المشروع الضخم الذي تبلغ ميزانيته نحو 240 مليار دولار ليكون بهذا أضخم و أكبر مشروع عسكري في العالم. وكان من المقرر أن يعتمد برنامج تصنيع هذه الطائرة على استخدام محركات من شركة رولز رويس البريطانية كما يعتمد علي معدات من شركة التسليح البريطانيBAE Systems العملاقة.
غير أن تحولاً رئيسياً حدث في غير هذا الاتجاه. فقد شطبت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون اسم شركة رولز رويس من القائمة التي حصل عليها جون روز رئيس شركة رولز رويس قبل أسابيع قليلة. وقبل فترة وجيزة من الدخول في السنة الجديدة، أعلمت وزارة الدفاع الأمريكية رئيس شركة رولز رويس أنه لا يمكن تأكيد طلب استيراد المحركات المخططة لهذه الطائرة. وبذلك فقد تبعثرت آمال وأحلام جون روز في الهواء في كتابة العقد التالي بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني أي ما يوازي ملياري يورو.
وأعطى قرار الجيش الأمريكي بالاستغناء عن توريد قطع رئيسية من بريطانيا تحذيراً واضحا لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير. كما أن رئيس الحكومة يخشى من حصول نكسات أخرى في إطار التعاون بين المصنعين الأمريكيين والبريطانيين، ويحاول إقناع جورج بوش بخطورة الأضرار التي ستلحق من جراء وضع العراقيل في وجه الموردين البريطانيين. ولكن يبدو أن فرص النجاح في محاولة إثناء البيت الأبيض عن قراره في هذا الصدد ضعيفة جدا و ستذهب أدراج الرياح.
ويقول أحد المطلعين في صناعة التسليح الأمريكية " إذا تعلق الأمر بالتكنولوجيا الحيوية والموردين في مثل هذه المجالات الحساسة / مثل التسليح أو حماية الوطن، فإن المصالح القومية لها دائماً الأولوية"، وإذا خسرت شركة رولز رويس بالفعل هذا المشروع بالفعل فإن ذلك يمكن أن يشكل نتائج كبيرة بالنسبة لثالث أكبر مصنع للمحركات في العالم.
لكن مصادر في لندن تؤكد أن الشركة توجه معظم نشاطها لخدمة القطاعات المدنية. وتقوم شركة رولز رويس البريطانية العملاقة بتوريد احتياجات السوق في القطاعين المدني والعقود الحكومية لمجموعة من مكونات الطائرات، بحيث يمكن أن تضع كامل عملها العسكري خارج نطاق العمل.
ومن الأرباح السنوية المقدرة بنحو 4.4 مليار جنيه استرليني تخصص رولز رويس نصيب الأسد للأعمال المدنية، بحيث إن محركات رولز رويس موجودة في 42 خطاً بين أكبر خطوط الطيران على مستوى العالم. وتتكون بقية الإيرادات البالغة 1.4 مليار جنيه استرليني من طلبات التسليح. وفي هذا المجال فإن البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) يحتل مرتبة متقدمة في قائمة الزبائن، قبل وزارة الدفاع البريطانية.
كما أن الطائرة الجديدة متعددة الأغراض ينبغي أن يتم توريدها على وجه الاحتمال ابتداءً من عام 2012 وإحلالها محل المقاتلة F-16 أو F-18 المستعملة لغاية الآن . ومن أجل توزيع التكاليف والمخاطر على العديد من الجهات، قام الجيش الأمريكي في الوقت المناسب باستغلال القوات العسكرية الصديقة كمشترية للأسلحة، والعديد من المصنعين داخل البلاد وخارجها كشركاء. وبينما هناك أكثر من 2800 طائرة منها مخصصة للاستخدام المحلي، أوصى مشترو الأسلحة في بريطانيا على 150 مقاتلة من هذا الطراز، كما أن القوات المسلحة لكل من هولندا، وإيطاليا، والنرويج، دخلت في مباحثات من أجل الشراء.
وإلى جانب رولز رويس، تريد بريطانيا أيضا لأنظمةBAE البريطانية الاستفادة من المقاتلات الجديدة. كما أن شركة التجهيزات العملاقة البريطانية هذه التي كانت شريكة لغاية الآن في مشاريع الطائرات الأوروبية مثل "تورنادو"، أو "يوروفايتر" ينبغي أن تجهز الطائرة الجديدة بمعدات الطيران الإلكتروني وأنظمة الرادار. وبعد النكسة الأخيرة التي حدثت مع شركة رولز رويس، هيأ رئيس BAE، مايك تورنر نفسه لتلقي الأخبار السيئة من أمريكا.