الاتجاه الصعودي يسيطر على تداولات النفط .. سحب مفاجئ للمخزونات وترقب لـ«إداليا»

الاتجاه الصعودي يسيطر على تداولات النفط .. سحب مفاجئ للمخزونات وترقب لـ«إداليا»
توقعات بأن تتعزز الفرص الصعودية لأسعار النفط في الشهر المقبل.

دفعت مخاوف تعطل الإمدادات النفطية الأمريكية مع اقتراب إعصار إداليا إلى اليابسة أسعار النفط إلى الارتفاع خلال تعاملات أمس، رغم أنه من المتوقع أن يكون تأثير الإعصار محدودا في ساحل الخليج مع إخلاء ثلاث منصات فقط.
وأثار معهد البترول الأمريكي زخما صعوديا لأسعار النفط الخام عندما أعلن سحبا مفاجئا للمخزونات النفطية قدره 11.5 مليون برميل، في وقت تستمر فيه الأسواق في إظهار علامات الضيق، حيث انخفضت المخزونات إلى أدنى مستوى لها منذ يناير، وتم تداول المنتجات المكررة بعلاوات كبيرة، مقارنة بالخام مع اشتداد موسم العواصف الاستوائية في الولايات المتحدة.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون، إنه إذا اضطر مزيد من منتجي النفط والغاز إلى إخلاء وتعليق عملياتهم، فإن ذلك من شأنه أن يضيف ضغطا صعوديا مؤقتا إلى الأسعار، حيث يمثل الخليج 15 في المائة من إنتاج الولايات المتحدة من النفط.
وأوضحوا أنه إلى جانب أخبار الإعصار كان المحرك الآخر للأسعار هذا الأسبوع هو التقدير المنتظم لمعهد البترول الأمريكي لأسعار النفط في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن مخزونات النفط أظهرت انخفاضا كبيرا بنحو 11.5 مليون برميل.
ورجحت توقعات سابقة سحب أكثر تواضعا يبلغ 2.9 مليون برميل، لافتين إلى أن السحب الكبير المفاجئ سيكون له مردود أكثر تفاؤلا بالنسبة للنفط، ما يشير إلى مرونة الطلب القوي على الوقود.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف، مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة، إن الاتجاهات الصعودية تعود للسيطرة على سوق النفط الخام مع تجدد المخاوف من تأثير الأعاصير على الإمدادات الأمريكية، واستمرار تقليص المعروض النفطي من جانب تحالف "أوبك+" مقابل تأرجح البيانات الصناعية والتجارية في الصين.
وتوقع أن تتعزز الفرص الصعودية لأسعار النفط الخام في الشهر المقبل، خاصة إذا قام تحالف منتجي "أوبك+" بتمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية القياسية بقيادة السعودية لشهر آخر مع رفع أسعار البيع الرسمية للمشترين الآسيويين بموجب عقود طويلة الأجل.
ويرى، سلطان كورالي، المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، أن فاعلية العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وخاصة تحديد سقف أسعار النفط الخام الروسي عند 60 دولارا للبرميل لا تزال موضع نقاش، حيث وجدت روسيا طرقا بديلة لتفادي عقبات تلك القيود.
وأشار إلى تقارير دولية ترى أن احتمالية خفض الحد الأقصى قد تؤدي إلى تفاقم المخاوف العالمية بشأن الإمدادات، وإلى استمرار زيادة أسعار النفط الخام، وهو الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى الإضرار باقتصادات دول مجموعة السبع.
أما جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، فيرى أن موارد النفط الخام العالمية غنية، وتنتظر ضخ مزيد من الاستثمارات الجديدة، حيث سيظل النفط الخام مهيمنا على مزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة.
ولفت إلى أنه توجد كميات كبيرة جدا من الزيوت غير التقليدية والسوائل الأخرى، التي يمكن استغلالها في المستقبل بما في ذلك تلك الموجودة في كندا وفنزويلا، موضحا أن احتياطيات النفط المؤكدة ليست سوى جزء من إجمالي كمية النفط التي يمكن إنتاجها في المستقبل، وسيتم اكتشاف مزيد من النفط وستتحسن تقنيات الاستخلاص.
بدورها، تشير ليندا تسيلينا، مدير المركز المالي العالمي المستدام، إلى أن أسعار النفط الخام تعززت بسبب إقرار مزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي الصيني، وذلك على الرغم من ارتفاع تدفقات النفط الخام الروسية المنقولة بحرا إلى أعلى مستوى في ثمانية أسابيع، ما حد من المكاسب المدفوعة بارتفاع الأسهم وتحرك أكبر البنوك الصينية لخفض أسعار الفائدة.
ونوهت إلى تراجع العقود الآجلة للنفط من أعلى مستوياتها في عدة أشهر متأثرة باحتمال زيادة إمدادات الخام، مع توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لم ينته بعد من حملته الرامية إلى تشديد السياسة النقدية لكبح التضخم، مشيرة إلى تأكيد شركة "سينوبك" الصينية، أن الطلب على المنتجات في البلاد في النصف الثاني سيتوسع بوتيرة أبطأ مما كان عليه في النصف الأول.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، لتواصل حصد المكاسب وسط مخاوف من نقص الإمدادات مع زيادة الطلب. يأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات انخفاضا كبيرا في مخزونات النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم، كما أبقت المخاوف بشأن إعصار في خليج المكسيك المستثمرين في حالة من القلق.
بحلول الساعة 06:32 صباحا بتوقيت جرينتش (09:32 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم أكتوبر- للجلسة الثانية على التوالي، بنسبة 0.34 في المائة (0.29 دولار)، لتصل إلى 85.78 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي -تسليم أكتوبر للجلسة الخامسة على التوالي 0.46 في المائة (0.37 دولار)، مسجلة 81.53 دولار للبرميل، وكان خام برنت قد ارتفع خلال تعاملات الثلاثاء 1.26 في المائة (1.07 دولار)، لتصل إلى 85.49 دولار للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس نحو 1.32 في المائة (1.06 دولار)، إلى 81.16 دولار للبرميل.
ارتفعت أسعار النفط الخام أكثر من دولار للبرميل، الثلاثاء، مع تراجع الدولار الأمريكي، بعد تراجع احتمالات رفع أسعار الفائدة في أعقاب بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة.
وانخفضت مخزونات النفط الأمريكية بنحو 11.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أغسطس، وفقا لمصادر في السوق، نقلا عن أرقام معهد النفط الأمريكي، متجاوزة توقعات محللين استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم، الذين قدروا في المتوسط سحبا بنحو 3.3 مليون برميل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 87.09 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 87.01 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة، وأن السلة ارتفعت بنحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 86.51 دولار للبرميل.

سمات