غفوة الموظف .. قوة يجب أن يلتفت إليها أرباب العمل
قالت إحدى صديقاتي متأملة ذات مرة أن عدد الأطفال لديك يرتبط ارتباطا مباشرا بقدرتك على أخذ غفوة في النهار. كان لدي طفل واحد.
أثناء إجازة الأمومة منذ أكثر من عقد، أصبت بالجنون بسبب فشلي في النوم عندما كان الطفل ينام. حاولت بكل الوسائل. ارتديت بيجاماتي في منتصف الصباح. ارتديت أغطية العينين، وجعلت الغرفة مظلمة، وسرت في الهواء الطلق، ورششت كولونيا اللافندر على وسادتي وتناولت شرائح الديك الرومي. لم ينجح أي شيء.
إنني لست ضد القيلولة. فأنا لا أرى غفوة قصيرة كعلامة على التكاسل أو الانحلال الأخلاقي - إن وصفها على أنها عجز يجعلها أكثر جاذبية. أنا مجرد مقاومة للقيلولة. إنه جزء من تكويني. أو هكذا اعتقدت.
اعتقدت كارا مور، وهي مدربة تنفيذية ومؤسسة شركة برو نابرز الاستشارية، شيئا مختلفا. فهي داعمة لقوة القيلولة، وقد أصبحت بارعة في ذلك لدرجة أنها تستطيع النوم جالسة في مساحة عمل مشتركة مع سدادات الأذنين وغطاء العينين.
إنها تزيد الإنتاجية، كما تقول. "إذا كنت تأخذ غفوة وعندك مشكلة لم يتم حلها - كرسالة بريد إلكتروني لم تتمكن من صياغتها بشكل صحيح تماما أو محادثة تؤثر في ذهنك، فغالبا ما تستيقظ (و) تعرف ماذا تفعل أو تقول".
تم تعزيز فوائد الغفوة عبر بحث في مجلة "سليب هيلث" الشهر الماضي. فقد وجدت الدراسة أن الغفوات المنتظمة تبطئ وتيرة تقلص الدماغ مع تقدمنا في العمر، ما يقلل من خطر الإصابة بالخرف والأمراض الأخرى.
تنقسم الغفوات إلى ثلاث فئات. المنشطة: راحة بعد الغداء لاستعادة الطاقة، وغفوة التحسن وهي تعويض عن النوم المتقطع، ربما في منتصف الصباح، والغفوة التحضيرية للاستعداد لنوبة ليلية أو أمسية للأنشطة الاجتماعية.
إن أرباب العمل بدأوا ينتبهون إلى المزايا. حيث يستشعر الدكتور جاي ميدوز، المدير الإكلينيكي في شركة ذا سليب سكول، والتي تدير برامج للشركات والأفراد، حدوث تحول في السلوكيات. إذ يقول إن بعض أرباب العمل في القانون والاستشارات والخدمات المصرفية وخدمة الصحة الوطنية يطلبون المساعدة للموظفين الذين يعملون ساعات طويلة أو منعزلين، لأنهم قلقون بشأن انخفاض التركيز وزيادة الإقدام على المجازفات.
في المؤسسات التي تطلب من الموظفين العمل في وقت متأخر على اتفاقية ما مثلا، قد يقترح ميدوز "غفوة استراتيجية". "في الماضي كان (أرباب العمل) خجولين، لم يرغبوا في الحديث عن حرمان موظفيهم من النوم. وأصبحوا (اليوم) أكثر انفتاحا بشأن الرفاهية".
إن كيفية النوم هي واحدة من أكثر الأسئلة شيوعا في دورات النوم التي يعقدها للشركات. ويقول إن الموظفين عادة لا يأخذون غفوة لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون ولا يمكنهم النوم.
وبطبيعة الحال، فإن العقبات الكبيرة هي المديرون المستهزئون أو الافتقار إلى المرافق "حجيرات للغفوات أو غرف هادئة" في المكتب.
كم عدد المؤسسات التي لديها ثقافة الغفوة، حيث يكون المديرون على علم حقا بشأن الغفوات أثناء العمل؟ إن رئيس التحرير الخاص بي مرن ولكن لا يمكنني تخيل الوعد بتقديم مقال عند انتهاء غفوتي.
قد يكون العمل من المنزل سهل الطريق لبعض المهنيين ذوي الياقات البيضاء. فقد وجد البحث الذي أجرته شركة لايف سيرتش للتأمين على الحياة، أن واحدا من كل ستة أشخاص قد حصل على غفوة أثناء وقت العمل.
للتغلب على مقاومة الغفوة، تطلب مني مور دراسة الأفكار التي تعيقني. وتقول إن أحد الأشياء الشائعة هو الفخر بكونك مشغولة. لقد تجاوزت مرحلة الصخب والتفاخر المغلف بالتواضع - لكنني مذنبة باعتقادي أنه إذا ضغطت على نفسي، فسأقوم بالعمل بشكل أسرع. وهذه الرغبة في الانقطاع، كما تقول مور، و"إنجاز أشياء أخرى وحذفها من قائمتهم" هو منطق أحمق.
وكما هو الحال مع نظام التمارين الجسدية الجيد، يشجع ميدوز جدولة الغفوة في مفكرة، أو ضبط المنبه أو الطلب من شخص آخر أن يحملك المسؤولية. ويقترح تجربة مدة للقيلولة، عادة ما تكون بين 10 و20 دقيقة.
في اليوم الأول في المنزل بعد الغداء، أبدأ بعشر دقائق، مع ضبط المنبه في حال دخلت في نوم عميق. أستلقي في أرجوحة شبكية مع وضع وسادة على عيني لتقليل الضوء الداخل إلى عيني. أشعر بالقلق من أن جيراني سيتساءلون عن سبب وجود وسادة على عيني يمنعني من النوم. تقترح مور الاستماع إلى شيء ما لإبطاء طنين أفكاري الداخلية. أحاول الاستماع إلى فقرة تأمل استرشادي، يقاطعه طلب لتمويل البودكاست الخاص بهم. وفي اليوم التالي، أستمع إلى كتاب ممل. إن هذا ينجح قليلا ثم يشرد ذهني: كيف اكتشف الراوي موهبته في إرسال الناس إلى النوم؟ هل يتعارض هذا مع حياته العاطفية؟ كان الأفضل هو تأمل مور من "برو نابرز"، والذي يوضح أن "الغفوة هي استغلال رائع لوقتك"، مصحوبا بأصوات الأمواج.
في اليوم الرابع، دخلت في نوع من الحالة ما بين الوعي واللاوعي. وهذا نجاح، وفقا لميدوز، وأهم نصائحه، لا تركز على النوم. حيث يقول إن الطموح يوجد ضغوطا متعلقة به - وهذا واضح بين المصابين بالأرق.
بعد أسبوعين، ووفقا لجدول غفوات متقطع، أجد أن الراحة أصبحت مكافأة بحد ذاتها. سأثابر. يتطلب عادة أخذ الغفوة الممارسة، فبعد كل شيء - تقترح مور شهرا على الأقل، وميدوز، ثلاثة أشهر. لا أحد يستطيع أن يتهمني بالافتقار إلى الطموح.