«مندوب المبيعات» وظيفة بدون راتب .. بعوائد مجزية

«مندوب المبيعات» وظيفة بدون راتب .. بعوائد مجزية

تعد مهنة «مندوب مبيعات» إحدى المهام الرئيسة التي تعتمد عليها الشركات لتسويق منتجاتها، والتي عادة ما تصطدم تلك الشركات بعائق عدم كفاءة المتقدمين إلى تلك الوظيفة، ما يجعلها تلجأ إلى وسائل الإعلام المختلفة لنشر إعلاناتها طالبة من أصحاب الخبرة في المجال التقدم لها وفق مغريات كثيرة يتم تقديمها بحذر وفق شروط معقدة ومختلفة عن باقي الموظفين الذين ينتمون لتلك الشركة.
كثيرون هم الذين يعملون في تلك المهنة، لكن الكثيرين منهم أيضا لايستمرون في العمل، إذ إن طبيعة العمل في هذه المهنة تستوجب ذكاء عاليا ولباقة في الحديث، والتي من شأنها أن تقنع الشريحة المستهدفة بتلك المنتوجات.
إلا من أبرز ما يعانيه أولئك الـ «مناديب» هو اعتمادهم في عملهم على ما يجنونه من أرباح من جراء النسب المحددة لهم سلفا من مجموع ما تمكنوا من تسويقه، شريطة أن تكون المبالغ التي يتم اقتطاع نسبة لهم قد تم تحصيلها، وهو ما يعني أن عددا كبيرا منهم إن لم يتمكن من البيع بعدد كاف فإنه لن يتسلم مبلغا جيدا يمكنه من تسيير حياته بشكل طبيعي، باعتبار أن كثيرا من الشركات تعرض على المناديب العمل بنسبة مقطوعة، أو براتب هزيل، إلى جانب تلك النسبة التي تراوح بحسب نظام المنشأة التي ينتمي إليها، وهم بذلك يحاولون زرع اعتماد المندوب على بيعه بعد الله في زيادة راتبه، وهو ما قد يوقع المندوب في إشكاليات كثيرة مع المستهلك، والذي قد يماطل في تسليم الدفعات المالية المتفق عليها، ما يجعل المندوب عرضة للفصل والإقالة من عمله نتيجة ذلك.المعوقات التي يجدها هؤلاء ليست بالقليلة، حيث يضطر كثيرون إلى الاعتماد في عملية توصيل السلع إلى مختلف المحال التجارية على سياراتهم الخاصة التي تكلفهم الكثير، لكنهم في الوقت ذاته يشعرون بالسعادة الغامرة وينسون جهودهم الكبيرة التي يبذلونها خلال تجوالهم في العاصمة المترامية الأطراف حين يتمكن البعض منهم من تحقيق دخل شهري كبير من خلال النسبة التي يحصل عليها في بعض الأحيان والتي يسمونها باللحظات السعيدة.
«الاقتصادية» سلطت الضوء على هذه المهنة المربحة والمزعجة في إن واحد، حيث يؤكد المواطن إبراهيم الشهري الذي يعمل مندوب مبيعات إن العمل في مختلف المهن تحمل الجوانب السلبية والإيجابية، والحال كذلك مع مهنة مندوب المبيعات، وأضاف «الجانب الممتع في هذه المهنة هو أن العاملين فيها غير ملزمين بالاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى الشركة أو المؤسسة بهدف التوقيع على الحضور والانصراف، أو البصمة، كما أنهم أحرار في ترك المهنة في الوقت الذي يرغبون فيه شريطة تنبيه الشركة إلى ذلك»، مشيرا إلى أن من بين الأشياء الممتعة والمبهجة في هذه المهنة هو أن يحصل المندوب على دخل شهري قد يكون أكثرمن ضعف ما يحصل عليه الموظف العادي، موضحا أن ذلك يعتمد على توفيق الله سبحانه وتعالى أولا، والتعامل الإيجابي من قبل أصحاب المحال التجارية الذين يتعامل معهم المندوب من حيث التزامهم بمواعيد تسليم الدفعة المالية المتفق عليها، لافتا إلى أن هناك أمورا كثيرة تجعل من الاستمرار في هذه المهنة أمرا صعبا للغاية، خاصة وأنها لا تضمن للعاملين في هذا المجال مدخولا شهريا وراتبا يوفر لهم الأمان والاستقرار، وأضاف «من يعمل في هذا المجال يدرك أن العاصمة مدينة كبيرة ومترامية الأطراف وهذا يعني قضاء معظم الوقت في التجوال هنا وهناك لتوصيل الطلبات وكل هذا من جيبك وعلى حسابك وبسيارتك الخاصة، وتكون الكارثة إذا تعطلت السيارة، فهذا يعني خسارة وتوقفا عن العمل» لكنه يؤكد أن العمل في هذه المهنة أفضل من البقاء عاطلا عن العمل.
المقيم منصور الباشا تحدث أيضا لـ»الاقتصادية» عن تجربته الطويلة في هذا  المجال، مؤكدا أن العمل في هذا المجال مع قليل من الحظ يدر دخلا جيدا، وأضاف « عملت في هذه المهنة أكثر من 18 عاما، وعلمتني التجربة إن التعامل مع التاجر المسوف أو المماطل هو سر فشل كثير من العاملين في هذا المجال، فعدم الدفع من قبلهم يعني أن المندوب سيتعرض للضغط من قبل الشركة بسرعة التحصيل أو يتعرض للتهديد بالطرد والاستغناء عنه» مشيرا إلى أنه يفضل القلة الصادقة من التجار على الكثرة الكاذبة، شارحا أن من يكذب مرة لن يتردد في الاستمرار بالكذب، وأوضح الباشا أنه كان متسرعا في بداية عمله في هذه المهنة، وسعى للوصول إلى أكبر عدد من أصحاب المحال بهدف الحصول على ثقة الشركة التي يعمل فيها بعد أن وعده المسئول بتثبيته وهو ما يعني الحصول على راتب شهري إضافة إلى العمولة، مبينا أن بعض التجار يلتزمون بمواعيدهم ويسلمون الدفعة المتفق عليها، لافتا إلى أن بعض الشركات تمنح راتبا شهريا لكنه يكون هزيلا، وذلك لزيادة روح الحماس لدى الموظف حتى يحرص على زيادة مدخول الشركة التي سيتم اقتطاع نسبة محددة له، منوها أن العمل هناك يتحول من مهنة مندوب مبيعات إلى موزع وسائق يقوم بتوصيل السلع إلى مختلف المحال، وهذا يعني عدم الحصول على النسبة.

الأكثر قراءة