تقييم فترة الرؤساء التنفيذيين .. بالإنجازات لا العمر
سيتقاعد بريت هاريس من أكبر الأوقاف الجامعية في الولايات المتحدة بعمر يناهز 65 عاما. لا شيء غير اعتيادي في هذا الأمر، باستثناء رسالته التي قالها حين خروجه. أخبر رئيس "يوتيمكو" السابق "فاينانشيال تايمز" بأنه يجب على جيله "التنحي" لكيلا ينتظر خلفاؤهم حتى السبعينيات ليحظوا بفرصة تولي أعلى المناصب.
ما يثير الفضول في الاقتصاد الديناميكي للولايات المتحدة هو أن كثيرا من قادة الأعمال المعروفين يتجاوزون سن التقاعد الطبيعي لمدة طويلة. لا ينطبق هذا على روبرت مردوخ، ووارن بافيت، وستيفن شوارزمان فقط "تبلغ أعمارهم 92 و92 و76 على التوالي" الذين أسسوا الشركات التي يقودونها. هناك كثير من الموظفين الذين يتحدون وجهة نظر هاريس، مثل بوب إيجر (72عاما) من "ديزني" وجيمي ديمون من جيه بي مورجان تشيس (67عاما) - الذي عرض عليه أخيرا حافز بقيمة 50 مليون دولار للبقاء حتى 2026.
هناك مخاطر واضحة لترك القادة يبقون لوقت طويل. من الممكن أن يجلب المسؤولون التنفيذيون الأصغر سنا منظورات ملائمة أكثر لتحديات اليوم، وقد يغادر الخلفاء المحتملون إذا طال انتظارهم، وكلما قل معدل دوران الموظفين في المناصب العليا قلت فرص النساء والأقليات الذين لا يشغلون بشكل كاف منصب الرئيس التنفيذي.
وجد استطلاع أجرته شركة سبينسر ستيوارت لاستقطاب المواهب أنه حتى المدير العادي يعتقد أن الرؤساء التنفيذيين يجب أن يغادروا قبل إكمالهم عشرة أعوام بستة أشهر. من باب المصادفة، كان ذلك تقريبا هو متوسط فترة الرئيس التنفيذي المغادر في إس آند بي 500 في 2020، وفقا لمؤسسة كونفرينس بورد. كان متوسط أعمارهم يبلغ 62 عاما، ولم يتغير كثير خلال عقدين.
قد تكون فكرة فرض عمر أو وضع حد لمدة تولي المنصب جذابة لكن الأدلة قليلة على أن ذلك سيؤدي إلى نتائج أفضل.
أشار أحد تصنيفات مجلة "هارفارد بزنس ريفيو" لأفضل الرؤساء التنفيذيين أداء حول العالم إلى أنهم قضوا ما متوسطه 15 عاما في الوظيفة، بينما خلصت "سبينسر ستيوارت" إلى أن الرؤساء التنفيذيين الذين صمدوا أمام "فخ الرضا - التهاون" في العام السادس إلى العاشر شهدوا في الأغلب بعضا من أكثر الأعوام التي صنعت قيمة لهم.
ظل المستثمرون يدعون منذ أعوام أنهم يريدون أن يتولى المسؤولون التنفيذيون الإدارة على مدى طويل، بدلا من أن يبقوا حتى الربع التالي فقط. توجه تواريخ التقاعد الثابتة، التي تعني ضمنيا أن الرؤساء التنفيذيين سيستبعدون سريعا بغض النظر عن كيفية أدائهم، رسالة خاطئة.
يجب علينا تقييم الرؤساء التنفيذيين، مثل أي شخص آخر، بناء على قدراتهم وليس بناء على عدد الشموع الموجودة على كعكة عيد ميلادهم الأخيرة. لكن كلما طالت مدة بقائهم، زادت أهمية السؤال عما إذا كانوا لا يزالون الأفضل لهذا المنصب.
هذا يعني التأكد من أنهم مسؤولون أمام المديرين القادرين على إخبارهم عندما يحين وقت الرحيل. الفصل بين دور الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة يقلل من فرص اختيار الرئيس التنفيذي للمديرين الذين يدينون بمناصبهم في مجلس الإدارة إلى الشخص الذي يجب أن يقرروا مستقبله.
تحتاج مجالس الإدارة إلى المرونة للحفاظ على الرئيس التنفيذي ذي الأداء العالي إلى ما بعد سن الـ65 أو الذكرى العاشرة في الوظيفة. لكن يجب أن تصبح الخلافة سؤالا روتينيا في اجتماعات مجلس الإدارة والمستثمرين بمجرد أن يقترب الرئيس التنفيذي من أي من هذه المرحلتين.
يجب أن تولي هذه المناقشات اهتماما خاصا لما إذا كانت فترة بقاء الرئيس التنفيذي تبعد المتنافسين الداخليين عن الوظيفة: معدل الدوران المرتفع بين الخلفاء المحتملين إشارة تحذيرية. يجب على مجالس الإدارة التي ترغب في الحفاظ على الخبرة في القمة دون إيجاد فراغ تحتها أن تفكر في إعطاء مزيد من مسؤوليات الرئيس التنفيذي إلى الخلفاء المحتملين مع مرور الوقت.
في الوقت نفسه، يجب أن يتمتع أمثال هاريس الذين يغادرون بإرادتهم في سن الـ65 بتقاعدهم، بعد التأكد أولا من أن خطط المعاشات التقاعدية لمنظماتهم ستسمح للموظفين بفعل الأمر نفسه.