المزارعون.. «تدويرة العيشة» تجبرهم على تحدي الخطر بـ 10 ريالات
تشهد الأسواق حاليا وفرة في أنواع التمور والرطب، كون الفترة الحالية تعد موسمها السنوي، وهو ما يجد دائما إقبالا كبيرا من قبل مستهلكي التمور، الذين يحرصون على اقتناء أجود وأفضل الأنواع بأسعارها المختلفة، حيث يجدون التمور مصطفة بأشكال جذابة وجاهزة للبيع، دون أن يشعروا بالمراحل التي يمر بها التمر والرطب لجنيه ليصل إليهم بهذه الصورة.
''الاقتصادية'' زارت إحدى المزارع المختصة في إنتاج التمور بأنواعها، حيث النخيل المتراصة بانتظام، والتي يراوح طولها بين 25 مترا و30 مترا، بشكل مذهل، ورصدت كيفية التعامل مع ثمار تلك النخيل ''الرطب'' والذي تشكل في صورة دائرية بشكل لافت.
علامات التعجب تلك قطعها صعود رجل ستيني بكل رشاقة إلى أعلى النخل، وأمام نظرات ''الاقتصادية'' التي سيطر عليها الخوف من مصير ذلك الرجل فيما لو سقط ''لا سمح الله'' بادرنا العم علي بقوله ''إنها تدويرة العيشة.
بعد نزوله تحدث العم علي ''يمني الجنسية''، مبينا أن ما فعله يسمى ''الكر أو المطلع''، حيث جاءت التسمية من الحبل المستخدم للصعود والنزول، والذي يتم فيه شد الجسم من الوسط، ويتم تحريكه إلى الأعلى حيث يتماشى الجسم مع هذه الحركات، وكذلك بالنسبة إلى النزول من أعلى النخلة.
تلك العملية لا تخلو من الخطورة، ولكنها الخبرة التي اكتسبها العم علي خلال 40 عاما هي عصارة خبرته في ذلك المجال.
يقول ''لم أواجه أي مواقف خطرة طوال عملي هذا''، مبينا أن الصعود لأعالي النخيل ليس له وقت محدد.
وعما إذا كان يشعر بدوار أو تعب وهو يرى منظر المزرعة أسفل منه عند وصوله إلى قمة النخلة، أوضح العم علي أنه اعتاد التسلق والصعود لنخيل يصل طول بعضها إلى 30 مترا، وبالتالي لا يشعر بأي دوار أو غيرها من الأعراض.
تلك المخاطرة والعملية لا تكلف أصحاب المزارع سوى عشرة ريالات هي أجرة النخل باختلاف ارتفاعاتها، إلا أنه استدرك أن الصعود للنخل محدود، حيث يرتبط بوقت التلقيح ولمرة واحدة، وحين تلون أو استواء العذوق يتم قصها وإنزالها بالكامل، وليس عملية الجني المعتادة ''الخراف''، وذلك لتعذر الصعود بشكل يومي كما هو في حال النخيل المنخفض الارتفاع.
الكر أو المطلع يستخدم لصعود النخلة بشكل عمودي، إلا أن للنخلة ارتفاعا قد لا يطول عن 30 مترا، حيث يصعب عليه الصمود في وجه الرياح، إذ تبدأ في الانحناء، وبعضها قد تسقط بسبب الأمطار أو الهواء الشديد وذلك لعدم قدرتها على المقاومة.