طي صفحة أخطر أزمة أمنية في روسيا .. والكرملين: قائد فاغنر سيذهب إلى بيلاروس

طي صفحة أخطر أزمة أمنية في روسيا .. والكرملين: قائد فاغنر سيذهب إلى بيلاروس

سيغادر يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر روسيا إلى بيلاروس ولن يواجه اتهامات، بعد أن أنهى البارحة الأولى تقدم قواته نحو موسكو بموجب اتفاق أبرمه مع الكرملين لطي صفحة أخطر أزمة أمنية في روسيا منذ عقود، فيما أكد المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تمرد فاغنر المجهض لن يؤثر في مسار الحرب في أوكرانيا.
وبعد أن وعد في اليوم السابق بـ"تحرير الشعب الروسي" من خلال إرسال قواته باتجاه موسكو، أعلن بريغوجين تراجعه من أجل تجنب إراقة "الدماء الروسية"، قائلا "أرتالنا تعود أدراجها إلى المعسكرات الميدانية".
وأعلن فاسيلي جولوبيف حاكم منطقة روستوف الروسية (جنوب غرب) البارحة الأولى، أن قوات المجموعة غادرت المدينة بعدما احتلت صباحا مقر الجيش الروسي فيها، الذي يعد مركز العمليات في أوكرانيا.
وصدر قرار إنهاء التمرد بعد أن صار مقاتلو فاغنر في وقت سابق على مسافة تقل عن 400 كيلومتر من العاصمة.
وبعد مغادرة قواته روسيا، ستسقط السلطات الدعوى القضائية المرفوعة على بريغوجين الذي سيتوجه إلى بيلاروس، بحسب ما أعلن الكرملين، كما لن تتم محاكمة أي من مقاتلي المجموعة التي أدت دورا قتاليا رئيسا إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الاتفاق مع بريغوجين هدفه تجنب إراقة الدماء، مؤكدا أن الهدف الأسمى هو تجنب حمام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وأشاد المسؤول بتسوية من دون مزيد من الخسائر.
كما لن يلاحق مقاتلو المجموعة قضائيا، وفق ما أعلن بيسكوف قائلا، "لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة".
واضطلع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بدور رئيس في الوساطة، وقد أعلن مكتبه أنه هو من اقترح على رئيس فاغنر وقف تقدمه في روسيا.
في هذا الصدد، قال المتحدث باسم الكرملين، "ممتنون لرئيس بيلاروس على جهوده"، لافتا إلى أن "المحادثة المسائية بين الرئيسين كانت طويلة جدا".
وإثر إعلان الاتفاق، بدأت السلطات الروسية رفع الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي اتخذت في مواجهة تقدم فاغنر.
وقال إيجور أرتامونوف حاكم منطقة ليبيتسك الواقعة جنوب موسكو التي دخلها مقاتلو المجموعة، عبر تطبيق تيليجرام "بدأ رفع القيود المفروضة اليوم".
وأضاف "في الأمد القريب، سنسمح بعودة الحركة في طرق المنطقة".
وكان رئيس بلدية موسكو قد دعا السكان إلى الحد من التنقل في المدينة، ووصف الوضع بأنه "صعب" وأعلن الإثنين عطلة.
كما فرضت قيود على التنقل في منطقة كالوجا الروسية التي تقع عاصمتها على بعد 180 كيلومترا جنوب موسكو.
ويأتي ذلك بعدما استنكر بوتين "الخيانة" وتحدث عن شبح "حرب أهلية" في بداية التحدي الأكبر الذي واجهه منذ وصوله إلى السلطة في نهاية عام 1999.
كما حذر في وقت سابق الدول الغربية من أي محاولة "لاستغلال الوضع الداخلي في روسيا لتحقيق أهدافها المعادية للروس".
وأعلنت كييف تحقيق مكاسب ميدانية. وأعلن الجيش الأوكراني "تقدمه في جميع الاتجاهات" على الجبهة الشرقية، حيث أكد شن هجمات جديدة.
وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده صارت مسؤولة عن "أمن الجناح الشرقي لأوروبا"، حاضا الغرب مجددا على تسليم بلاده "جميع الأسلحة اللازمة"، ولا سيما مقاتلات إف-16 الأمريكية الصنع.
من جهتها، تتابع الدول الغربية عن كثب الوضع المتأزم في روسيا. وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ومع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أشار إلى "تأثير محتمل" لهذا التمرد على الحرب في أوكرانيا.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستبقى على "تنسيق وثيق" مع حلفائها بشأن تطورات الوضع في روسيا.

الأكثر قراءة