لدينا مستشفى مصغر في دار الرعاية في مكة وزارتنا من أكثر الوزارات اهتماماً بالدورات وورش العمل

لدينا مستشفى مصغر في دار الرعاية في مكة وزارتنا من أكثر الوزارات اهتماماً بالدورات وورش العمل

رئيس تحرير ''الاقتصادية''
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشير إلى ما ورد في مقال الأستاذ عبد الله باجبير والمعنون بـ (ادعوا الله أن ينجيني وينجيكم هذا المصير) وذلك بالعدد (5698) وتاريخ 23/5/1430هـ الموافق 18/5/2009م.
يطيب لي بداية أن أشكركم وأشكر كاتب المقال على اهتمامه بأوضاع هذه الفئة الغالية علينا جميعاً (وما يمكن أن يقدم لها من رعاية شاملة اجتماعياً وصحياً ومادياً من خلال ما يطرح في هذه الجريدة من أفكار ومقترحات هدفها دون شك المصلحة العامة). ولهذا وددت أن أوضح ما يلي تعقيباً على ما ورد في المقال:
1. أشار الكاتب الكريم إلى أن هناك دراسة علمية حديثة كشفت أن 65 في المائة من المسنين المقيمين مع أسرهم أو في دور الرعاية الاجتماعية يعانون انخفاض مستوى الخدمات الصحية ..... إلخ.
بينما أؤكد لأخي الكريم الأخ عبد الله أن الوزارة تولي الجانب الصحي في جميع فروعها الإيوائية ومن ضمنها دور الرعاية الاجتماعية اهتماما كبيراً ومتابعة مكثفة ومستمرة لكل ما يقدم من خدمات صحية من قبل الإدارة العامة للخدمات الطبية التي تشرف وبشكل مباشر على عمل الأطباء والممرضين وجميع الكوادر الصحية (الفنية) التي تضم جميع التخصصات، إضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية المتنوعة.
2. أشار الكاتب إلى أن الدراسة المشار إليها أجرتها جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على عينة عشوائية من المسنين والمسنات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وشملت العينة المسنين مع ذويهم والمسنين المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية ... إلخ، وتأكيداً لما أشرت إليه سابقاً من اهتمام الوزارة بالجانب الصحي، أرفق لكم بيانا يوضح الكوادر الصحية (الفنية) العاملة في دار الرعاية الاجتماعية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهما الفرعان الذان تم اختيار عينة عشوائية منهما لتعزيز الدراسة التي أجريتها جربتها الجامعة والتي استند عليها الكاتب العزيز:
*الكادر الصحي (الفني) بدار الرعاية الاجتماعية بمكة المكرمة:
طبيب باطنية، طبيب نساء وولادة، سبعة ممرضين، خمس ممرضات، فني رعاية فم وأسنان، فنية رعاية فم وأسنان، فنييا علاج طبيعي، وفنية علاج طبيعي.
الكادر الصحي (الفني) بدار الرعاية الاجتماعية في المدينة المنورة:
طبيب أمراض نفسية وعصبية، طبيبة أمراض باطنية، تسعة ممرضين، ثماني ممرضات، فني رعاية فم وأسنان، فنية رعاية فم وأسنان، فنيا علاج طبيعي ذكور، فنيتا علاج طبيعي إناث.
ومن خلال الكوادر الطبية والفنية العاملة في الدارين التي أشير إليها، إضافة إلى عمال وعاملات للعناية الشخصية التي تعمل لخدمة المسنين والمسنات التي تعد بمثابة مستشفى مصغر، فإنني أتساءل كيف يمكن أن يكون هناك معاناة للمسنين والمسنات بعدم القدرة على الاستحمام وارتداء الملابس والعجز عن التحرك داخل الغرف بسهولة؟ أما ما يتعلق بضعف البصر والأمراض التي تصيب العين فهي أمراض كما تعلمون شائعة وبالذات لكبار السن من الجنسين، ولا علاقة للخدمة المقدمة فيها.
3- أشار الكاتب في مقاله إلى أن المسنين الذكور تنحصر مشكلاتهم في عدم وجود مصروف مادي، كما كان سابقا، وعدم تقدير الآخرين لهم مع عدم القدرة على الذهاب إلى المسجد.
فما يتعلق بالمكافأة الشهرية التي تصرف عادة للمسنين والمسنات كانت في السابق 150 ريالا شهريا، وخفضت منذ سنوات إلى 60 ريالا، نتيجة دراسة أعدت من قبل الوزارة في ذلك الوقت، أكدت من خلالها عدم حاجة المسنين إلى هذا المبلغ خاصة مع توفير جميع احتياجاتهم ومتطلباتهم، (إعاشة، ملبس، عناية شخصية... إلخ) مع العلم أن أغلبية المقيمين هم من المرضى الذين لا يحسنون التصرف بالمال، مما أدى إلى تكدسها لسنوات، ولكن هذا لا يمنع من أن تعاد المكافأة إلى ما كانت عليه سابقا متى ما تبينت الحاجة الفعلية إليها من قبل المسنين والمسنات المقيمين بدور الرعاية الاجتماعية.. وما أشير إليه من عدم تقدير الآخرين لهم والذهاب بهم إلى المسجد.. فإذا كان المقصود بعدم تقدير العاملين بالدار لهم فهذا الاتهام غير صحيح إطلاقاً، وهذا يؤكده الواقع العملي في الميدان، أما الصلاة في المسجد فالجميع له الخيار في ذلك، ولم يسبق أن منع شخص من الذهاب للصلاة إلى المسجد .... علماً بأن هناك مساجد في جميع دور الرعاية الاجتماعية لتمكين المسنين من أداء الصلاة بكل سهولة ويسر تقديراً لظروفهم الصحية وكبر سنهم إذا استحسنوا تأديتها في مسجد الدار.
4. أشار الكاتب كذلك إلى افتقاد بعض العاملين في الدور الاجتماعية الخبرة وحاجتهم إلى الالتحاق بالبرامج والدورات التدريبية لتطوير مستواهم العملي ... إلخ.
كما أذكر أن هذه الوزارة من أكثر الوزارات اهتماماً بالجانب التدريبي وإقامة الدورات وورش العمل لتطوير قدرات وإمكانيات العاملين معنا في الوزارة، وخصص مركز خاص لذلك هو (المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية)، كما أن هنالك دورات تدريبية يشارك بها منسوبو الوزارة في معهد الإدارة العامة، إضافة إلى دورات داخلية وخارجية كلها تهدف إلى تطوير قدرات الموظف وتأهيله لتمكينه من تقديم عمل مميز قدر الإمكان مع جميع الفئات المشمولة بالرعاية مسنين أو غيرهم، وختاماً أكرر شكري لكم وللكاتب ولجميع العاملين في صحيفتكم الغراء على ما تلقاه هذه الوزارة من اهتمام في نشر أخبارها ومتابعة أعمالها وانتقادها بهدف المصلحة العامة ... مع دعوتي للكاتب الكريم لزيارة فروعنا والوقوف على أوضاع المسنين وما يقدم لهم من خدمات وبرامج شاملة كتأكيد على شمولية وجودة ما تقدمه.

أ.د. عبد الله بن عبد العزيز اليوسف
وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية المكلف

الأكثر قراءة