الطاقة- النفط

النفط يقاوم الضغوط الهبوطية .. محللون: تقلص المعروض سيدعم الأسعار

النفط يقاوم الضغوط الهبوطية .. محللون: تقلص المعروض سيدعم الأسعار

تقلبت أسعار النفط الخام بين الارتفاع والانخفاض أمس، وسط ظهور مؤشرات داعمة وأخرى ضاغطة.
وقال لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون إن معنويات السوق النفطية تطورت في المسار الإيجابي بعد أن أدلى جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بتصريحات عدت أقل تشددا فيما يتعلق بقرارات السياسة المالية والنقدية المستقبلية، حيث تقلصت مخاوف من رفع جديد وسريع لأسعار الفائدة الأمريكية.
ولفت المحللون إلى أن المعروض النفطي يتقلص ويدعم الأسعار، حيث تشهد مقاطعات ألبرتا وكولومبيا البريطانية وساسكاتشوان في كندا حرائق غابات شديدة ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج البلاد من النفط نتيجة لذلك، مشيرين إلى أن التقديرات الحالية تظهر انخفاض ما يقرب من 250 ألف برميل يوميا.
وذكر المحللون أن السوق النفطية تترقب بيانات وكالة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعية غدا، وستتم مراقبتها من كثب بعد القفزة المفاجئة الأسبوع الماضي في مخزون النفط.
وأشاروا إلى عودة مستويات الطلب على الوقود إلى مستويات ما قبل الجائحة بعد انتعاش واسع في حركة السفر الجوي، بينما شددت اجتماعات مجموعة السبع في هيروشيما على ضرورة تكثيف جهود حماية المناخ من خلال تحجيم الاستثمارات في مجال الوقود التقليدي.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن أسعار النفط تلقت دعما بشكل طفيف في بداية الأسبوع بعد أن سجلت مكاسب متواضعة في الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن بقاء المخاوف بشأن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون هو العامل الهبوطي الرئيس لأسواق النفط حتى لو ظل احتمال التخلف عن السداد منخفضا.
وأضاف أن التقلبات السعرية مستمرة وقد تتلقى السوق هذا الأسبوع دعما من بيانات جديدة عن الطلب الصيني وفي حالة إذا استمرت المعنويات الهبوطية هذا الأسبوع فقد يسجل خام برنت خسارته الشهرية الخامسة على التوالي وهو أسوأ أداء له منذ عام 2017.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن حرائق الغابات في كندا وتقلص الإنتاج يدعمان أسعار النفط الخام. في المقابل، أصبحت المفاوضات الجارية بشأن سقف الديون الأمريكية في الأيام الأخيرة العامل الهبوطي الرئيس للنفط مع تزايد المخاوف من أن التخلف عن سداد الديون ليس مستبعدا، لافتا إلى تقارير دولية ترجح أنه إذا حدث ذلك فسيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط في الولايات المتحدة.
وذكر أن التجار يراقبون بيانات الصين أيضا، مشيرا إلى تأكيد دوائر تحليلية دولية أنه إذا استمرت سوق الإسكان في الانخفاض وفشل صانعو السياسة في الاستجابة، فإن خطر التباطؤ المزدوج في الصين يزداد وهو ما ينذر بأخبار سيئة لاستهلاك النفط الخام والطلب عليه.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إن آفاق سوق النفط الخام تبدو أكثر تفاؤلا، خاصة مع صدور بيانات قوية ومعززة عن توقعات الطلب، حيث رجحت وكالة الطاقة الدولية أخيرا ظهور عجز في النصف الثاني من العام الجاري يصل إلى مليوني برميل يوميا.
وعد أن هذه التوقعات وغيرها الصادرة عن تقارير "أوبك" الشهرية سيكون لهذا تأثير إيجابي في الأسعار ما لم يتضرر الطلب بسبب تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون أو حدث آخر له التأثير نفسه، مثل المخاطر الجيوسياسية التي ما زالت تؤثر بقوة في السوق وبما يفوق أساسيات العرض والطلب والمخزونات في أحيان كثيرة.
بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، إن المخاوف تحيط باستمرار الإمدادات النفطية نتيجة وضع حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا المضطرب، مبينة أن الاضطرابات في إنتاج النفط والغاز تجعل المشترين يواجهون صعوبات ناجمة عن تخفيضات في الإمدادات ما يدعم صعود الأسعار.
ولفتت إلى أن بيانات دولية أظهرت أن تدفقات النفط الخام الروسي إلى الصين تراجعت بنسبة 23.5 في المائة في نيسان (أبريل) إلى 1.74 مليون برميل في اليوم (7.12 مليون طن متري) من المستويات القياسية في آذار (مارس) كما أظهرت أنه تم سحب مزيد من الشحنات الروسية إلى الهند.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس مدعوما بخفض المعروض من كندا ومنتجي "أوبك+"، وسط ترقب المستثمرين لمعرفة مدى تأثر الصادرات بتعهدات مجموعة الدول السبع بتطبيق الحد الأقصى لسعر الخام الروسي على نحو صارم.
وتقلبت الأسعار أمس ما بين الارتفاع والانخفاض، حيث في بداية التعاملات صعد النفط ثم تراجع ثم ارتفع، وذلك نتيجة وجود عوامل مختلطة بين التفاؤل والحذر.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا، أو 0.2 في المائة، إلى 75.72 دولار خلال التعاملات أمس، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم تموز (يوليو)، أكثر العقود الآجلة تداولا، 15 سنتا، أو 0.2 في المائة، إلى 71.84 دولار.
وارتفعت عقود خام غرب تكساس لشهر حزيران (يونيو) التي انتهت أمس خمسة سنتات إلى 71.60 دولار للبرميل.
وتعهدت دول مجموعة السبع يوم السبت في الاجتماع السنوي لزعمائها بتعزيز الجهود لمواجهة التفاف موسكو على الحد الأقصى لسعر النفط الروسي وذلك "بالتوازي مع تجنب الآثار غير المباشرة والحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية".
من جانب آخر، انخفضت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 75.71 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 76.06 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وأن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.46 دولار للبرميل.

إنشرها

سمات

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط