ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

ذاكرة الرحيل
ضمن نثر مقتصد ولكنه حي وزاخر بالتفاصيل، تصور هذه الرواية المؤثرة، المشاهد والأصوات والمناظر الطبيعية الغريبة والمميزة لمدينة ساحلية في شرق إفريقيا، والولادة الروحية لصبي حساس في سن الـ15 ينتمي إلى عائلة ينخرها الفقر وتعيث الرذيلة فيها والفساد، كما تحيط به حلقة مفرغة مستديمة من العنف واليأس. في غمار هذه المشقة يزمع الشاب اليافع حسان عمر أمره على الهروب. اصطدام أسرار الماضي مع آمال المستقبل، ومزيج الخوف والإحباط، والجمال والوحشية، توجد كلها مجتمعة حكاية عنيفة ومريرة ترتكز على قدرات إبداعية لا سبيل إلى إنكارها. إن نقطة التحول في حياة حسان عمر، ترمز إلى قضية أكبر في النهاية، ذلك أن مطامح البطل ومعضلاته تعكس كفاح العالم الثالث في إفريقيا للتخلص من جلده الاستعماري، وما لحق به طويلا من فقر وحرمان وقمع، والسعي إلى تأسيس هويته الجديدة. عبد الرزاق قرنح، من مواليد زنجبار (1948). روائي وأكاديمي تنزاني من أصول يمنية، يقيم في المملكة المتحدة ويحمل الجنسية البريطانية.

النصف المتلاشي
لطالما كانت الفتاتان فيجنيه متطابقتين، ولكن بعد هروبهما من مجتمعهما الصغير المقيد في سن 16 عاما، لم يتغير شكل حياتهما اليومية وحسب، بل تغير كل شيء آخر، أسرتهما ومجتمعاتهما وحتى هويتهما العرقية. من خلال نسج حكايات أجيال متعددة من هذه العائلة، من أعماق الجنوب إلى كاليفورنيا، من الخمسينيات إلى التسعينيات، تقدم لنا بريت بينيت قصة عائلية عاطفية وملهمة واستكشافا رائعا للتاريخ الأمريكي. وإذا نظرنا بإمعان إلى ما وراء قضايا العرق، فإن رواية النصف المتلاشي تأخذ في الحسبان التأثير الدائم للماضي لأنه يشكل قرارات الشخص ورغباته وتوقعاته، ويستكشف بعض الأسباب والعوالم المتعددة التي يشعر فيها الناس أحيانا بالرغبة في العيش في قالب آخر لا ينتمي إلى أصولهم. وكما هو الحال مع عملها الأول الأكثر مبيعا في نيويورك تايمز "الأمهات"، تقدم بريت بينيت هنا وقفة ملهمة حول الأسرة والعلاقات الأسرية لا يسعنا إلا أن نصفها بأنها وقفة غامرة واستفزازية ورحيمة وحكيمة في الآن نفسه.. "النصف المتلاشي الحكاية الخيالية التي نحتاج إليها الآن لتخبرنا الحقيقة كما هي".

ثرواتنا
ذات مساء، يصل رياض، صاحب الـ20 عاما، طالب في باريس إلى الجزائر العاصمة. يذهب إلى عنوان: شارع حماني، شاراس سابقا، وهو يحمل مفاتيح "الثروات الحقة"، مكتبة صغيرة متداعية، مهمته هي تصفيتها. مهمة يشرع في إنجازها دون تردد، هو الذي لا تعني له الكتب شيئا، لكن سيكون ذلك دون احتساب تأثير الشيخ عبدالله، الحارس الوفي، عليه، والذي سيعرفه تدريجيا على سحر المكان. ففي الحقيقة لا يعرف رياض شيئا عن ماضي هذا المكان - الذي كان ذات زمن القلب النابض للحياة الثقافية في الجزائر الاستعمارية، في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي - مكان سهر على إحيائه إدمون شارلو، بائع كتب وناشر شغوف، وصديق مقرب من جان سيناك، وجان الموهوب عمروش، والذي اكتشف، من بين آخرين، الشاب ألبير كامو، وكان أول من نشر له. بذكاء، تسبر هذه الرواية التي تتناوب فيها دفاتر اليوميات (المتخيلة) لإدمون شارلو، والحياة اليومية لشارع عاصمي عام 2017، أغوار المسألة الشائكة لنقل الإرث (بمعناه الواسع). كما يأتي ضمير الجمع المتكلم ليحوم في أرجاء النص، كصوت معبر عن الضمير، وصوت للذاكرة الجماعية التي تلزمنا، نحن القراء، بتحويل هذا السرد الخيالي إلى جزء من تاريخنا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون