ذكرى علقة الألمان في مونديال أمريكا 94 وحدت بلغاريا

ذكرى علقة الألمان في مونديال أمريكا 94 وحدت بلغاريا

نحت جماهير كرة القدم في بلغاريا جميع اهتماماتها جانبا مطلع الأسبوع الحالي لتنعم بدفء ذكريات اليوم الذي خالف فيه خريستو ستويشكوف الذي احترف في صفوف فريق النصر السعودي عام 1998، وأحرز الهدف الوحيد الذي أهل الممثل السعودي لمونديال الأندية الذي نظم في البرازيل عام 2000، ورفاقه التوقعات ليفوزوا على ألمانيا حاملة اللقب لتتأهل بلغاريا إلى قبل نهائي كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة.
وستظل مسيرة الفريق في 1994 مذكورة بأنها «الصيف الأمريكي الذي لا ينسى» وما زالت هي الإنجاز الأكبر لبلغاريا حتى الآن على المستوى الدولي في كرة القدم، لكن هذا أمر يشك كثيرون في مشاهدته يحدث مرة أخرى. وتراجع مستوى المنتخب الوطني ويريد مسؤولون ومن بينهم بوريسلاف ميهايلوف حارس بلغاريا في كأس العالم 1994 أن تقدم الدولة يد المساعدة وأن تنقذ اللعبة في البلاد من الانهيار. وقال ميهايلوف الذي يشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد البلغاري لكرة القدم للصحافيين «كرة القدم ظاهرة اجتماعية وأعتقد أن الدولة يجب أن تتولى العناية بها. نحن نحاول بقوة أن نحافظ على مستوى لائق لكن هذا لا يكفي». وجاء الجيل الأول من اللاعبين الذين سمح لهم بالانتقال للعب خارج البلاد بعد سقوط الحكم الشيوعي في 1989 ليوحد الأمة، بل تسبب في انخفاض معدلات الجريمة بعد مسيرة بلغاريا الرائعة في نهائيات كأس العالم 1994.
وكان الوصول لدور الثمانية أبعد مما توقع الجميع من بلغاريا لتكتسح البلاد موجة من الحماس، وذكرت الشرطة أن معدلات الجريمة انخفضت في ذلك الوقت بشكل كبير أيضا.
وقال أيفاليو يوردانوف الذي لعب خمس مباريات مع بلغاريا في كأس العالم 1994 يوم الجمعة الماضي، أثناء الاحتفال بذكرى مرور 15 عاما على لقاء دور الثمانية أمام ألمانيا «الشيء الأهم هو أننا نجحنا في توحيد الأمة بأكملها. فعلنا ما فشل فيه كثير من رجال السياسة حتى الآن». وفي العاشر من تموز (يوليو) عام 1994 حولت بلغاريا تأخرها بهدف لتفوز 2 -1 على ألمانيا بطلة العالم حينذاك في استاد جاينتس في نيويورك وتصعد لقبل النهائي.
وافتتح القائد لوتار ماتايوس التسجيل لألمانيا من ركلة جزاء في بداية الشوط الثاني لكن بلغاريا ردت بقوة.
وأدرك ستويشكوف التعادل لبلغاريا من ركلة حرة رائعة في شباك بودو أيلنر حارس ألمانيا في الدقيقة 75، ثم أضاف يوردان ليتشكوف لاعب الوسط الهدف الثاني للفريق بضربة رأس قوية بعد ثلاث دقائق.
وقال كراسيمير بالاكوف لاعب وسط منتخب بلغاريا السابق «من الصعب شرح كيف نجحنا في تحقيق هذا الإنجاز. دعنا نقول فقط إن الله كان بجانب بلغاريا في ذلك الصيف». وكان ستويشكوف هداف كأس العالم عام 1994 برصيد ستة أهداف بالمشاركة مع الروسي أوليج سالينكو يشغل تفكير المنتخب الإيطالي قبل مباراة قبل النهائي بين الفريقين.
وقال صحافي لاريجو ساكي مدرب المنتخب الإيطالي متسائلا قبل المباراة «كيف ستوقفون ستويشكوف». ورد ساكي قائلا «لا أعلم كيف ربما باستخدام مسدس».
واقتربت بلغاريا من تحقيق مفاجأة أخرى لكنها خسرت 1/2 أمام إيطاليا وأبدت اعتراضها على الحكم الفرنسي جويل كينيو الذي ذكرت أنه تغاضى عن احتساب ركلة جزاء لمصلحتها بعد «لمسة يد واضحة» من أحد لاعبي الفريق المنافس داخل منطقة الجزاء.
وقال ستويشكوف بعد صافرة نهاية المباراة «الله كان بجانبا لكن الحكم كان فرنسيا».
وبدأت رحلة بلغاريا نحو نهائيات كأس العالم بعدما تغلبت على فرنسا في باريس بفضل هدف سجله الجناح اميل كوستادينوف في اللحظات الأخيرة من مباراة الفريقين بالتصفيات المؤهلة عام 1993. وبدا أن بلغاريا ستكتفي بدور المشاركة فقط وليس المنافسة بعد هزيمتها 3/ 0 أمام نيجيريا بطلة إفريقيا في بداية مشوارها في كأس العالم في الولايات المتحدة.
جاءت الهزيمة المريرة ليستمر سجل بلغاريا خاليا من الانتصارات في 17 مباراة في ست مشاركات في كأس العالم، وكان من الصعب تقبلها وأفرغ عديد من اللاعبين أحزانهم في حانات مدينة دالاس حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. لكن الفوز الساحق برباعية نظيفة على اليونان بدا انه نقطة التحول لبلغاريا التي تغلبت بعد ذلك على الأرجنتين 2/0 في ختام دور المجموعات قبل أن تتخطى عقبة المكسيك في دور الستة عشر بعد ركلات ترجيح غاية في الإثارة.
واحتفالا بذكرى مرور 15 عاما على هزيمة ألمانيا فاز المنتخب البلغاري المشارك في كأس العالم 1994 على فريق من اللاعبين الدوليين القدامى، ومن بينهم الألماني فريد بوبيتش بخمسة أهداف مقابل ثلاثة في سليفن التي يشغل ليتشكوف منصب رئيس بلدتها ويتولى رئاسة ناديها المحلي المنافس في دوري الدرجة الأولى في البلاد، إضافة لوظيفته كنائب لرئيس الاتحاد الوطني للعبة.
وغاب ستويشكوف الذي تولى مسؤولية نادي ماميلودي صنداونز في جنوب إفريقيا قبل أسبوعين عن اللقاء لكنه أرسل خطابا إلى الجماهير وزملائه السابقين في الفريق.
وقال ديميتار هينكوف (37 عاما) أحد مشجعي كرة القدم ويعمل سائقا «حياتنا لم تكن سهلة منذ انهيار الشيوعية».
وأضاف «لكن كنت سعيد الحظ بما يكفي لأن أشهد مهرجان الاحتفال الرائع في الشارع وهو واحد من أبرز الأحداث في حياتي. رغم الأوقات الصعبة كان الجميع يتبادلون القبلات ويرقصون».
وأوضح كراسيمير نيكولوف (46 عاما) خبير في المعلومات «كانت هذه أفضل أيام حياتي بالتأكيد. أنا مشجع لكرة القدم الإنجليزية وأتذكر أنه كان يطلق على فريق ويمبلدون اسم العصابة المجنونة في الثمانينيات من القرن الماضي، لكني أعتقد أن منتخب بلغاريا في 1994 كان أكثر جنونا وسحرا». لكن بعد نجاح عام 1994 عندما احتلت بلغاريا المركز الرابع في كأس العالم جاءت فترة من الإحباط.
ولم يستمر مستوى الفريق على حاله كثيرا وصعدت بلغاريا لنهائيات كأس الأمم الأوروبية في إنجلترا عام 1996 ثم وصلت إلى كأس العالم في فرنسا في 1998 لكن مرحلة الانهيار بدأت بعد ذلك. ومنذ ذلك الحين لم تشارك بلغاريا في أي بطولة كبرى باستثناء كأس الأمم الأوروبية عام 2004 في البرتغال، عندما ودع الفريق المنافسات دون أن يحصل على أي نقطة.
وأمضى ستويشكوف ثلاث سنوات مدربا لمنتخب بلغاريا لكنه فشل في الصعود بالفريق إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006.
وما زال أغلبية نجوم بلغاريا في كأس العالم عام 1994، على صلة باللعبة، وبعض الجماهير المحلية تقول إنهم أهدروا فرصة ذهبية للصعود بمستوى كرة القدم في البلاد.

الأكثر قراءة