تقرير : مديرو المحافظ الاستثمارية يتجهون إلى الأسهم الدفاعية هربا من الانكماش الاقتصادي

تقرير : مديرو المحافظ الاستثمارية يتجهون إلى الأسهم الدفاعية هربا من الانكماش الاقتصادي

لجأ مديرو محافظ الاستثمار العالمية إلى الأسهم الدفاعية لمواجهة التراجعات القوية في أسواق الأسهم هاربين تماما من أسهم القطاعات الخاضعة لتأثيرات دورات الانكماش الاقتصادي وذلك بحسب نتائج الاستبيان الشهري الذي تجريه "ميريل لينش" في أوساط مديري محافظ الاستثمار. وأشار المسح الذي شارك فيه نحو 221 مديرا استثماريا يديرون نحو 635 مليار دولار إلى ارتفاع الحصة النقدية في المحافظ الاستثمارية من 4.2 في المائة في شهر حزيران (يونيو) إلى 4.7 في المائة في الشهر الجاري، وذكر أنه بينما كانت مخصصات المستثمرين في أسهم جميع القطاعات الاقتصادية الدفاعية المقاومة للانكماش متدنية الشهر الماضي، عكسوا الآن هذا التوجه وأقبلوا بقوة على الاستثمار فيها، ما جعل 11 في المائة من المشاركين يغرقون في الاستثمار في أسهم قطاع صناعة الأدوية، الذي يعتبر من الملاذات التقليدية في مراحل الانكماش الاقتصادي، بينما كان 2 في المائة منهم يستثمرون بنسبة أقل من المعدل الطبيعي في تلك الأسهم خلال شهر حزيران (يونيو).
وأشار المسح إلى ارتفاع حصص أسهم شركات تجارة المواد الغذائية والاتصالات أيضاً في المحافظ الاستثمارية في تموز (يوليو)، بينما تدهورت نسبة المستثمرين في أسهم شركات المواد الخام التي تخضع تقليدياً وبشدة لتأثير دورات الانكماش الاقتصادي، إلى واحد في المائة مقابل 15 في المائة الشهر الماضي كما أشار إلى تراجع أسواق الأسهم العالمية بنسبة 4.9 في المائة، خلال الفترة الواقعة بين 2 و9 تموز (يوليو) الجاري.
إلا أن المسح أكد رغم ذلك، استمرار قوة ثقة المستثمرين بانتعاش الاقتصاد العالمي، حيث ارتفعت نسبة الذين يتوقعون منهم تحسن معدلات نمو ذلك الاقتصاد خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، من 78 في المائة الشهر الماضي إلى 79 في المائة الشهر الجاري.
وقال مايكل هارتنِت، رئيس دائرة استراتيجية الاستثمار الدولي في الأسهم في بنك أوف أميركا – ميريل لينش إن ثقة المستثمرين بآفاق أسواق الأسهم العالمية ظلت هشة جداً، حيث أعربوا عن اعتقادهم بأن الاقتصاد العالمي تجاوز أسوأ مراحل الأزمة الراهنة، لكنهم ظلوا يستثمرون بشكل محدود جداً في أسهم شركات الأسواق الصاعدة وشركات التكنولوجيا.
في حين قال جاري بيكر، كبير محللي استراتيجية الاستثمار في الأسهم الأوروبية في بنك أوف أميركا ميريل لينش أن أسواق الأسهم استجابت بشكل مناسب لرغبة المستثمرين وإجماعهم على تمني تراجع تلك الأسواق، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن يتمثل في معرفة ما إذا كان المستثمرون يتمتعون بالشجاعة الكافية للتعبير عن قناعاتهم الحقيقية والاستثمار في الانتعاش الاقتصادي الذي يرونه قادماً لا محالة، في النصف الثاني من العام الجاري.
في سياق سعيهم إلى تقليص انكشافهم أمام الأسهم عالية المخاطر، زاد المستثمرون من مخصصات الاستثمار في الأسواق الصاعدة بدلاً من تخفيضها، وذلك على حساب استثماراتهم في الأسواق الأوروبية والأمريكية. وقال مايكل هارتنيت "يبدو أنه كان هناك ملحق لعملية فك الارتباط، حيث بات المستثمرون مغرقين في الاستثمار في أسواق الأسهم الصاعدة ويستثمرون بنسبة تقل عن المعدلات الطبيعية في أسهم سائر الأسواق العالمية".
وأكد 48 في المائة من المشاركين أن الأسواق الصاعدة هي المنطقة التي يرغبون في الاستثمار فيها بمعدلات تفوق الطبيعية، وذلك بزيادة 11 في المائة عمن أعربوا عن مثل هذا الرأي الشهر الماضي. وجاءت اليابان الوجهة المفضلة الثانية للمستثمرين وإن كان بفارق كبير، حيث لم يعرب سوى 2 في المائة من المستطلعة آراؤهم عن تفضيلهم للاستثمار بمعدلات مرتفعة في الأسهم اليابانية.
ولاحظ المسح أن آراء المستثمرين حول الأسهم الأوروبية والأمريكية باتت أكثر سلبية، وأن 30 في المائة من المستطلعة آراؤهم أعربوا عن رغبتهم في تقليص حصة استثماراتهم في الأسهم الأوروبية إلى ما دون المعدلات الطبيعية، ما يعتبر أكثر المواقف تشاؤماً منذ عام 2001، بينما أعرب 9 في المائة منهم عن مثل هذه الرغبة بالنسبة للأسواق الأمريكية، مقابل 3 في المائة أعربوا عن رغبتهم في زيادة حصة استثماراتهم في الأسهم الأمريكية في شهر حزيران (يونيو) الماضي.
وأشار المسح إلى أن المستثمرين يتجاهلون بذلك الرأي السائد بأن أسهم الأسواق الصاعدة تفتقر إلى القيمة الحقيقية، ويصرون على مواصلة التفاؤل بآفاق تلك الأسواق. وبينما يرى 8 في المائة من المشاركين أن أسعار أسهم الأسواق الصاعدة تفوق قيمتها الحقيقية، ترى نسبة مماثلة منهم أن أسعار تلك الأسهم تقل عن قيمتها الحقيقية.
ويشير مسح آراء المستثمرين الأوروبيين، إلى انخفاض نسبة المتشائمين منهم بانتهاء الانكماش الاقتصادي الراهن خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، من 70 في المائة إلى 52 في المائة خلال الشهر الجاري، بينما يرى 20 في المائة منهم أن أسعار الأسهم تقل عن قيمتها الحقيقية وهكذا نرى أن مديري صناديق الاستثمار الأوروبية قلصوا من حيازاتهم من الأسهم في 15 من أصل 19 قطاعاً اقتصادياً رئيسياً خلال الشهر الماضي، وعززوا من حصة أسهم القطاعات المقاومة للانكماش الاقتصادي، مثل أسهم مؤسسات وشركات الرعاية الصحية صناعة الأدوية والأطعمة والمشروبات والاتصالات والمرافق العامة، في محافظهم الاستثمارية. ولاحظ المسح أن 33 في المائة من المستثمرين الأوروبيين قلصوا حيازاتهم من أسهم شركات السلع والخدمات الصناعية خلال الشهر الماضي، وعززوها في أسهم شركات الرعاية الصحية وصناعة الأدوية والنفط والغاز والتكنولوجيا والاتصالات.

الأكثر قراءة