جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. . مبادرات جديدة لتطوير الأداء الأكاديمي والبحثي
أنشئت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في عام 1963 ميلاديا في مدينة الظهران على الساحل الشرقي، وكانت عند نشأتها كلية صغيرة تسعى إلى تخريج إخصائيين في هندسة البترول للعمل لدى أرامكو آنذاك، وفي فترة قصيرة من عمر الجامعات نمت الكلية لتصبح جامعة متخصصة في العلوم والهندسة والإدارة الصناعية.
يميز الجامعة تخصصها الدقيق في مجالات حيوية بالنسبة للاقتصاد الوطني السعودي، حيث أسهم خريجوها، وما زالوا، بفاعلية في خدمة القطاعات الحكومية والصناعية والتجارية في المملكة.
وتمنح الجامعة درجات علمية في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لخريجي كلية العلوم، كلية العلوم الهندسية، كلية العلوم الهندسية التطبيقية، كلية تصاميم البيئة، كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، وكلية الإدارة الصناعية.
وتتميز الجامعة بطريقتها التعليمية التي تعتمد على مزج التدريس بالتدريب العملي في المختبرات والمعامل المتخصصة، الذي يليه في مرحلة لاحقة تدريب الطلاب ميدانيا في مواقع العمل الحقيقية لدى الجهات التي تتعاون معها الجامعة في داخل المملكة وخارجها، كما تتميز الجامعة بقدرات تعليمية إضافية تتمثل في المناهج الهندسية المجازة من هيئة الاعتماد الأمريكي للتعليم الهندسي ABET، وبرامج الإدارة المعتمدة من الهيئة الأمريكية لتطوير التعليم في كليات الأعمال AACSB ، والتعليم باللغة الإنجليزية، وبرنامج السنة التحضيرية، وبرنامج تطوير المهارات الشخصية.
وتعتبر الجامعة رائدة في مجال البحث العلمي من حيث تخصصها في خدمة صناعة النفط والتكرير في المملكة وحول العالم، إضافة إلى مجالات الطاقة الكهربائية والطاقة البديلة وحماية البيئة ومصادر المياه والبحوث الهندسية في مختلف نواحيها، إضافة إلى البحوث ذات الطبيعة الاستراتيجية، وتقدم الجامعة خدماتها البحثية التطبيقية من خلال مراكز بحثية متخصصة في مركز البترول والمعادن، مركز التكرير والبتروكيماويات، مركز البحوث الهندسية، مركز البيئة والمياه، مركز الحاسبات والاتصالات، مركز الاقتصاد والنظم الإدارية، ومركز الدراسات الاستراتيجية.
وتحتضن الجامعة مراكز للتميز البحثي في مجالات ذات أهمية فائقة على الصعيد الوطني من خلال إجراء بحوث تؤدي إلى دفع عجلة الاقتصاد والتنمية في المملكة بهدف ترسيخ موقعها في خريطة البحث والتطوير في العالم، وهذه المراكز هي مركز التميز في بحوث تقنية النانو، مركز التميز في بحوث الطاقة البديلة، مركز التميز في بحوث الصدأ والتآكل، مركز التميز في بحوث التكرير والبتروكيماويات، ومركز التميز في بحوث الدراسات المصرفية والتمويل الإسلامي.
وبفضل تطور قدراتها في البحث العلمي وخاصة في مجال التكرير والبتروكيماويات، فازت الجامعة في منافسة بين الجامعات حول العالم للمشاركة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتأسيس مركز التطوير للأبحاث المتقدمة في البتروكيماويات وتطوير حفاز الزيولايت لإنتاج الألفينات من الميثانول والمواد العطرية، لتكون بذلك الجامعة الوحيدة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط التي تشارك في هذا البرنامج.
وكانت الجامعة سباقة في مجال دعم البحوث والابتكارات لخدمة الصناعة، حين أنشأت وادي الظهران للتقنية الذي يحتوي على واحة للعلوم وحاضنات للتقنية والأعمال وتتمثل في وادي الظهران، مجمع الملك عبدالله للأبحاث الصناعية، مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، مركز الابتكارات، حاضنات الأعمال والتقنية، مكتب الارتباط مع الصناعة، ومركز الخدمات الاستشارية.
وللجامعة مبادرات تميزت في إطلاقها على الصعيدين الوطني والإقليمي، وأصبحت مرتبطة باسم الجامعة نظرا لما حققته من نجاحات، ومنها المجلس الاستشاري الدولي، صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية (الوقف)، كراسي الأستاذية، برامج التكامل مع الجامعات العالمي، اتفاقيات تبادل الأساتذة والطلاب، برنامج زيارة العلماء المتميزين، التعليم الإلكتروني، الجامعة الإلكترونية، والمكتبة الرقمية.
وتأكيدا لنجاح الجامعة في تحقيق أهدافها، فقد تم تصنيفها لتكون الأولى والوحيدة عربيا ضمن أفضل 2 في المائة من جامعات العالم وبين أفضل 400 جامعة عالمية في تصنيف QS Times الأخير للجامعات، الذي يصنف آلاف الجامعات العالمية.
#2#
إنجازات متميزة
نجحت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، طوال مسيرتها وفي السنوات الأخيرة على نحو خاص، في تحقيق إنجازات متميزة على أصعدة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وانطلقت هذه الإنجازات من خلال مجموعة من المبادرات أطلقتها الجامعة وأسهمت في تطوير الأداء الأكاديمي والبحثي ونشر ثقافة الجودة وبناء شراكة فاعلة مع قطاعات المجتمع، ونجحت هذه المبادرات، التي تعد مؤشرا على حرص الجامعة الدائم وقدرتها المتجددة على الالتزام بالتميز، في تحقيق نقلة نوعية.
وأكدت هذه المبادرات قدرة الجامعة على الاستفادة من الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي توفره لمؤسسات التعليم العالي حكومتنا الرشيدة، وقدرة الجامعة في الوقت ذاته على مواكبة النهضة التعليمية التي تشهدها بلادنا، التي تتمثل بعض مظاهرها في الارتقاء الكمي والنوعي في التعليم العالي من خلال توسيع قاعدة التعليم العالي بإنشاء الجامعات الجديدة والاهتمام بقضايا الجودة النوعية وتعزيز ربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية.
وأسهمت الخطة الاستراتيجية للجامعة في تحديد الرؤى والأهداف وإثراء دور الجامعة في مجالات التدريس والبحث وخدمة المجتمع، واستطاع المجلس الاستشاري الدولي للجامعة بما يضمه من شخصيات محلية ودولية بارزة في المجالين الأكاديمي والصناعي، تقديم المشورة التخصصية التي أسهمت في مساعدة الجامعة على تعزيز انفتاحها على نظيراتها من الجامعات العالمية وتطوير علاقات شراكة فاعلة معها، إذ يضم المجلس الأستاذ الدكتور مارتن جيسكي رئيس المجلس الاستشاري الدولي الرئيس السابق لجامعة بوردو في الولايات المتحدة، عبد الله بن صالح جمعة نائب رئيس المجلس الاستشاري الدولي رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين السابق، أنتوني ميجز نائب الرئيس لقطاع التكنولوجيا في شركة بريتيش بتروليوم البريطانية، أندرو جولد كبير الإداريين التنفيذيين لشركة شلمبرجير البترولية، الأستاذ الدكتور جون إتشمندي وكيل جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، جون رايس نائب رئيس شركة جنرال إلكتريك رئيس شركة جنرال إلكتريك للبنى التحتية وكبير إدارييها التنفيذيين، الدكتور جيرالد وين كلوف رئيس جامعة جورجيا تك في الولايات المتحدة، الدكتور خالد بن صالح السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ديفيد أورايلي رئيس مجلس الإدارة وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة شيفرون البترولية، الأستاذ الدكتور شوون فونج شيه رئيس جامعة سنغافورة الوطنية، الدكتور كازو أويكي رئيس جامعة كيوتو في اليابان، المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة كبير الإداريين التنفيذيين في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، الدكتور هنري روزوفسكي الرئيس الأسبق بالإنابة لجامعة هارفرد في الولايات المتحدة، الدكتور هوجو سوننشاين الرئيس الأسبق لجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور خطاب بن غالب الهنائي المشرف على العلاقات العامة والتعاون الدولي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
ونجح صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية (وقف الجامعة) في تنويع الموارد المالية للجامعة على النحو الذي يوفر ضمانا وترسيخا للبرامج التعليمية، وبلغ إجمالي موارد الصندوق أكثر من 300 مليون ريال سعودي حتى الآن، وحقق وادي الظهران للتقنية نجاحا كبيرا في توسيع دائرة الشراكة بين الجامعة والقطاع الصناعي.
وادي الظهران
ويضم وادي الظهران المكونات الأساسية، التي تتمثل في: مجمع الملك عبدالله بن عبد العزيز للأبحاث الصناعية (كاسب) وتتركز أنشطته على زيادة التفاعل بين الشركات العاملة فيه والجهات الأكاديمية والبحثية في الجامعة، ويهدف إلى تسجيل براءات اختراع مشتركة بين الجامعة وهذه الشركات، وإضافة بعد عملي يثري التأهيل الأكاديمي للطلاب والباحثين، مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك) ويهدف إلى تثقيف أفراد المجتمع، والنشء بشكل خاص، بمبادئ العلوم وتطبيقاتها وشرحها وتبسيطها من خلال عرضها بأسلوب تفاعلي يعتمد على التعليم بالترفية والتعليم بالتجربة والمشاهدة، مركز الابتكارات ويسعى لتوفير الدعم المالي والتسويقي والقانوني، إضافة إلى استغلال التقنيات المتوافرة لتطوير وإدارة الأفكار، وحاضنات الأعمال.
الكراسي العلمية
نجحت تجربة الكراسي العلمية في إشراك القطاع الخاص في دعم البحث العلمي داخل الجامعة، وتنطلق هذه التجربة من اقتناع عميق بقدرة هذا القطاع على أداء أدوار جديدة تخدم مسيرة التنمية، وتدعم دور المؤسسات التعليمية في تقديم أفكار ابتكارية وإنتاج المعارف وتطوير المجتمع ودعم المسيرة التنموية.
وسعت الجامعة منذ نشأتها إلى توظيف التقنيات الإلكترونية المتطورة في تيسير عمليتي التعليم والتعلم، وتبنت أحدث الأنظمة والتوجهات العالمية للوصول إلى جامعة إلكترونية وتعاملات إلكترونية متكاملة، وتمثل ذلك في نظام تخطيط الموارد (مشروع رائد)، الذي يهدف إلى تحسين جودة وفاعلية العمليات الأكاديمية والإدارية للجامعة، كما يهدف المشروع أيضا إلى تطوير القدرات المهنية للموارد البشرية وجودة الخدمات لجميع منسوبي الجامعة والمتعاملين معها، كما يعد مركز تقنية المعلومات من أوائل مراكز الحاسبات الآلية التي أنشئت بالوطن العربي، ويعمل على تلبية احتياجات الجامعة الأكاديمية والإدارية والبحثية في مجال تقنية المعلومات. وقد أسهم المركز في تحقيق عدد كبير من الإنجازات منها الشبكة اللاسلكية للحاسبات في المدينة الجامعية، برنامج توزيع أجهزة الحاسبات المحمولة على أعضاء هيئة التدريس والطلاب، نظم تطبيقات الحاسب الآلي بمساندة الويب، إعادة تصميم وصيانة الموقع الإلكتروني للجامعة، ربط جميع مباني الجامعة والمكاتب والفصول والمعامل ومساكن هيئة التدريس والطلاب بشبكة متكاملة من كوابل الألياف البصرية الحديثة، توفير خدمة الاتصال عن بعد بشبكة الحاسبات لجميع منسوبيها على مدار الساعة، دعم معامل الحاسبات فائقة السرعة، تشغيل 55 معملا للطلاب، وتقديم خدمات الدعم الفني والمساندة للحاسبات في الأقسام الأكاديمية والقاعات الدراسية.
مكتبة رقمية
ونجحت الجامعة في تحويل المكتبة المركزية إلى مكتبة رقمية تفاعلية تقدم خدمات إلكترونية مهمة منها الخدمات المرجعية والبحثية في مقتنيات المكتبة مباشرة عن طريق الموقع الإلكتروني للمكتبة، البحث الآلي في الفهارس الإلكترونية من داخل المكتبة أو من أي مكان في الجامعة أو خارجها، البحث في قواعد المعلومات الإلكترونية المتضمنة البيانات الببليوجرافية والنصوص الكاملة التي تتيح لجميع منسوبي الجامعة الحصول على نسخ منها من أي مكان دون الحضور إلى المكتبة، توفير عديد من الخدمات عن بعد، مثل تجديد الإعارة، وطلب شراء الكتب الجديدة، والبحث في قواعد المعلومات، والإعارة بين المكتبات، والبحث في الفهرس الآلي للمكتبة، وتقديم الخدمات الإرشادية، والاستفسار عن المعلومات.
وإسهاما من الجامعة في خدمة المجتمع, فقد تبنت مبادرة الدخول المفتوح التي تهدف إلى نشر جميع الإنتاج البحثي والعلمي لأعضاء هيئة التدريس على صفحة الإنترنت وجعله متاحا للجميع، وأسست الجامعة برنامجا رائدا للتعلم الإلكتروني من خلال المقررات الإلكترونية، التي تدعمها الجامعة والتي أسهمت في فتح آفاق جديدة لطلاب الجامعة وأصبح بإمكانهم مراجعة المادة العلمية والاستزادة من المعرفة من غير حدود مكانية أو زمانية.
ونجحت الجامعة بتحويل جميع الفصول الدراسية، والتي يصل عددها إلى 202 فصلا دراسيا إلى فصول ذكية، ويحتوي كل فصل على أحدث الأجهزة اللازمة لتقديم المادة العلمية والتفاعل بين الطالب والأستاذ مثل أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة بأجهزة العرض المرئي، إضافة إلى الوسائل التكميلية الأخرى والارتباط بشبكة الإنترنت والشبكة اللاسلكية.
نظام عالمي للتسجيل
ومواكبة للتطورات المتسارعة في التقنية أدخلت الجامعة نظاما عالميا للتسجيل يسمى Banner، يتم استخدامه في أكثر من 1600 جامعة، لاحتوائه على مزايا كثيرة وفريدة، كما يمتاز بتوافقه مع الأنظمة والتطبيقات المستخدمة في نظام تخطيط الموارد في الجامعة وسهولة ربطها في نظام إلكتروني موحد.
وفي إطار التعاون الدولي، حرصت الجامعة منذ نشأتها على بناء شبكة اتصال قوية مع الجامعات والمراكز والمؤسسات البحثية والتعليمية العالمية وتفعيل الشراكات معها، ولتعزيز هذا التوجه أسست الجامعة «مكتب التعاون الدولي».
ومن أمثلة التعاون الذي بدأ تفعيله بقوة، التعاون بين الجامعة ومعهد ماساشوستس للتقنية MIT وجامعة سنغافورة الوطنية، وذلك في مجالات البحث المشترك، وتطوير المناهج الدراسية، والاستفادة من أسلوب التعليم من خلال التجربة، وتبادل الزيارات والخبرات، وإنشاء قنوات مشتركة للإشراف العلمي على الطلاب، وتبادل أعضاء هيئة التدريس والباحثين والفنيين والطلاب للارتقاء بجودة العملية التعليمية والبحثية.
برنامج الأساتذة الزائرين
يستقطب برنامج الأساتذة الزائرين أبرز الأساتذة على مستوى عالمي في الهندسة والعلوم والإدارة، أو الحاصلين على جوائز عالمية شهيرة مثل جائزة نوبل وميداليات العلوم وغيرها بهدف القيام بدور ريادي مع أساتذة وطلاب الجامعة في البحث والاستشارة والإشراف والتعليم، كما يهدف برنامج التبادل الطلابي إلى اطلاع طلاب الجامعة على تجربة التعدد الثقافي والحضاري والتعاون العلمي من خلال القيام بزيارات إلى البلدان المتقدمة والتعرف على الجامعات والصناعات والتقدم الحضاري بها.
واهتماما من الجامعة بموظفيها، استحدثت الجامعة برنامجا طموحا لتطوير القوى البشرية أطلق عليه اسم «ارتقاء» ويهدف إلى تأكيد مفهوم الجدارة كمعيار أساسي لشغل الوظائف والترقية من خلال الارتقاء بجميع العناصر المؤدية للتميز الوظيفي.
عمادة التطوير الأكاديمي
ولتعزيز العملية التعليمية وتطويرها، تم إنشاء عمادة التطوير الأكاديمي التي تهدف إلى تقديم الدعم اللازم لأعضاء هيئة التدريس وتزويدهم بالاستشارات اللازمة لتطوير مهاراتهم التعليمية، إضافة إلى تحقيق أعلى معايير الجودة في البرامج التعليمية وطرائق التعليم والتعلم وتحديثها.
وتضم العمادة مركز التدريس والتعلم الذي يسعى إلى توفير الموارد والدعم المطلوب لأعضاء هيئة التدريس لتحقيق أعلى مستويات التعلم لدى الطلاب والتميز في التدريس والبحث.
ويهتم مركز تقويم البرامج بنشر ثقافة التقويم الذاتي على مستوى الجامعة لتطوير أعلى معايير الجودة في التعليم والبحوث بتوظيف تقنيات التعليم ومواكبة احتياجات سوق العمل المحلية وفق المعايير العالمية.
ويهدف مركز التعلم الإلكتروني إلى مسـاعدة المجتـمع الأكاديمي لرفع كفاءة العملية التعليمية، والاستفادة من تقنيات التعلم الإلكتروني الحديثة، وتشجيع أساليب التعليم المتمركز حول المتعلم، وذلك بتطوير مقررات إلكترونية ذات جودة عالية، وتطوير مواد تفاعلية على صفحات الإنترنت كمادة مساندة للمقررات الأكاديمية.
ويهدف مركز القياس والتقييم لإعداد الاختبارات الموضوعية وتأهيل العاملين عليها ليكون ذلك محفزاً للتعلم الفعلي والتدريس الموضوعي مثل اختبارات القبول، واختبارات تحديد المستوى، واختبارات التخرج، ودراسة مؤشرات الأداء الأكاديمي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وكان من نتاج هذا المركز إعداد اختبارات القبول للجامعة قبل تولي المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي هذه المهمة، واعترافا بأهمية الاعتماد الأكاديمي، سعت الجامعة لاعتماد برامجها الأكاديمية من هيئات عالمية مشهود لها بالحيدة والنزاهة، وقد حصلت البرامج الهندسية على الاعتماد من هيئة تقويم التعليم الهندسي والتقني ABET عام 1993، وتم التجديد لهذا الاعتماد لعدة مرات، كما حصلت برامج كلية العلوم على تقييم من عدة فرق مثل فريق من جامعة بيركلي عام 1996، وفرق أخرى من جامعات براد وجورجيا تك، وغيرها، وحصل معهد البحوث بالجامعة على اعتماد هيئة اليونسكو عام 1997، وفي عام 2002، حصلت كلية الإدارة الصناعية على اعتماد اتحاد تقييم كليات إدارة الأعمال AACSB.
ولضمان التميز والجودة في مدخلات الجامعة من الطلاب، تسعى الجامعة إلى قبول الطلاب المتميزين دراسيا من خريجي الثانوية من قسم العلوم الطبيعية بناء على ثلاثة معايير هي نسبة الثانوية، واختبار القدرات العامة، والاختبار التحصيلي، ويتم احتساب نسب مئوية موزونة لكل منها وإيجاد درجة مركبة يتم بموجبها قبول الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات حسبما تحدده الجامعة.
ودأبت الجامعة على تطوير برنامج السنة التحضيرية، ومن ذلك تعزيز منهجية تدريس اللغة الإنجليزية، وإعداد اختبارات شاملة لقياس مدى تحصيل الطالب للغة خلال البرنامج، والرقي بطرق تقديم المادة العلمية في الرياضيات إلى مستويات عليا من التفكير، وإدخال مقررات جديدة مثل العلوم الطبيعية، ومهارات الدراسة الجامعية، وتطبيقات الحاسب الآلي، وربط المقررات بتوجه الجامعة في تفعيل التعلم الإلكتروني.
برنامج تطوير المهارات
واستحدثت الجامعة برنامج تطوير المهارات الذي يعنى بتزويد طلاب الجامعة بالجدارات المطلوبة في سوق العمل، وتنطلق أهمية البرنامج من أن نجاح الفرد وفاعليته في العمل والحياة الاجتماعية لا يتوقف على ما يحصل عليه من معلومات ومعارف أو ما يتمتع به من نسبة ذكاء عقلي أو تفوق أكاديمي فقط,بل أيضا ما يتمتع به من جدارات ذاتية وعقلية وتفاعلية.
ويعنى مركز التوجيه والإرشاد بتقديم النصح والمشورة والمساعدة في الأمور الأكاديمية والاجتماعية والتربوية المتخصصة لجميع طلاب الجامعة، وذلك بإعانتهم على الاستفادة القصوى من قدراتهم الذاتية وتطوير مهاراتهم، وتحفيزهم نحو التميز، ومساعدة أنفسهم للتخرج في الجامعة في المدة المحددة مزودين بالخبرات العلمية والمهارات الشخصية.
برنامج رعاية الموهوبين
وأنشأت الجامعة برنامج رعاية الطلاب الموهوبين في الجامعة الذي يهدف إلى رعاية الموهوبين وصقل موهبتهم وتوجيهها فيما يعود بالنفع على المجتمع.
وعلى صعيد البحث العلمي والتطبيقي، يعد معهد البحوث في الجامعة بيت الخبرة المتميزة للبحوث التعاقدية والاستشارات العلمية التي يجري تنفيذها بموجب عقود لصالح الجهات المستفيدة، ويجري في الغالب تنفيذ نحو 50 مشروعا تعاقديا في السنة، وإنتاج أكثر من 100 تقرير خاص بهذه المشاريع سنويا، إضافة إلى إنجاز عدة مئات من خدمات التحاليل والقياسات المعملية، كما ينتج الباحثون بالمعهد سنويا أكثر من 100 ورقة بحثية منشورة وعدد من براءات الاختراع، ويقدر عدد الجهات المستفيدة من المعهد بأكثر من 170 جهة، كما تقدر تكلفة البحوث والدراسات التعاقدية التي نفذها المعهد منذ إنشائه بأكثر من 500 مليون ريال سعودي.
وتقوم عمادة البحث العلمي بتخطيط ودعم وإدارة وتشجيع الأنشطة البحثية في الجامعة من خلال الدعم الداخلي والخارجي لأعضاء هيئة التدريس والباحثين في الأقسام الأكاديمية، ومن هذه الأنشطة مشاريع الأبحاث والزيارات العلمية وحضور المؤتمرات والتفرغ العلمي وجوائز التميز في البحث العلمي، ويتم تخطيط وإدارة معظم أنشطة العمادة من خلال مجلس البحث العلمي، إضافة إلى عدد من اللجان تشمل لجنة البحوث ولجنة الأبحاث العربية ولجنة المؤتمرات.
وسعت الجامعة إلى تعزيز قدراتها البحثية لتحقيق ريادة محلية وعالمية في البحوث التي تناسب الاحتياجات الوطنية وتلبي متطلبات قطاع الصناعة في المملكة من خلال التركيز على مجالات محددة لتحقيق التميز فيها، إضافة إلى المجالات الأخرى التي تدعمها الجامعة، إذ أنشأت مركز تقنية النانو بموافقة كريمة ودعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة الاحتياجات الملحة في مجالات الطاقة والبيئة وكثير من المجالات الأخرى، كما أنشأت مركزي التميز في تكرير البترول والبتروكيماويات والطاقة المتجددة، وذلك ضمن مشروع دعم إنشاء مراكزَ للتميز العلمي والبحثي في الجامعات تمولها وزارة التعليم العالي.
الجوائز العلمية
وفي إطار سعي الجامعة للتميز في البحث العلمي والمنافسة العالمية فيه، تشجع الجامعة العلماء والباحثين من أساتذتها للوصول بأبحاثهم إلى التميز والعالمية، حيث في نهاية كل عام دراسي يحصد عديد من أساتذتها وعلمائها الجوائز العلمية في مجالات أبحاثهم المتميزة، كما يسجل آخرون منهم براءات الاختراع، وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين بدعم وتشجيع الحاصلين على براءات الاختراع المسجلة عالميا بتقليدهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجتين الممتازة والأولى، ويعد الحصول على براءات اختراع مسجلة عالميا، وكذلك الحصول على جوائز علمية مؤشرا عالميا لجودة وطاقة البحوث العلمية في المؤسسات التعليمية، حيث يبلغ عدد براءات الاختراع التي حصل عليها أساتذة الجامعة إلى عام 1430هـ أكثر من 40 براءة مسجلة في أمريكا أو اليابان، إضافة إلى أكثر من 140 براءة تحت إجراءات التسجيل.