تجار العيص: لم تناقش قضايانا إعلاميا فيما استرزق الآخرون

تجار العيص: لم تناقش قضايانا إعلاميا فيما استرزق الآخرون

كما أن الحركة التجارية قد توقفت تماما في بلدة العيص مع نزوح الأهالي إلى القرى والمدن المجاورة بسبب الهزات الأرضية التي ما زالت مستمرة منذ نحو شهرين على حرة الشاقة المجاورة فإن الوضع الاقتصادي لأصحاب المحال التجارية والباعة في سوق الخضار المركزي في المركز الذي يبدو خاليا منذ نحو شهر يظل عالقا بين الأمل في التعويض عن فترة الركود الإجبارية للسوق والخوف من المجهول الذي ينتظر البلدة جيولوجيا.
ورغم تطمينات كبار الباحثين الذين تحدثوا لـ»الاقتصادية» عن وضع عادي للبلدة يشبه في وضعه الجيولوجي وضع المدينة المقابلة على البحر الأحمر في مصر «أبو دباب» التي تهتز فيها الأرض منذ عشرات السنين دون أن يحدث عقب تلك الاهتزازات بركان يذكر في المدينة المصرية المشابهة لجغرافية منطقة غرب المدينة المنورة, إلا أن السكان في العيص والتجار على وجه الخصوص ما زالوا يشعرون أن الوضع بعد الاهتزازات الأخيرة لن يكون كالوضع قبلها.
يقول صاحب إحدى البسطات في سوق الخضار المركزي في العيص عيد الجهني قبل إن يغادر مثل الكثيرين إلى خارج المدينة:»كما ترون نحن الآن في وضع هادئ جدا والوضع كان قبل شهر تقريبا في مثل هذه الساعة ليس بإمكانك الوقوف بمثل هذه السعة, إذ كنا نعاني ازدحاما وحركة تجارية محمومة في فترة الضحى من كل يوم وحتى الظهر».
ويعلق الجهني على الوضع الحالي قائلا:» الحركة أصبحت متوقفة تماما والكل أصبح مقتنعا بضرورة النزوح إلى مدن أكثر أمنا مع هذا الرعد الأرضي الذي نسمعه يوميا ونشعر معه باهتزاز أوضاعنا الاقتصادية, غير أن الجهني يبدي أملا عريضا بالعوض الإلهي أولا وباهتمام المسؤولين المحليين بالأهالي عموما وبأوضاعهم الاقتصادية ومعايشهم ألا تنتقص على وجه الخصوص.
ورغم أن الجهني يعترف بأن كثيرين في العيص وقراها حاولوا الاستفادة من هذه الأزمة الطبيعية عبر استدرار العطف الحكومي واستعجال طلبات حكومية كثيرة مثل القروض والخدمات إلا أنه يلفت إلى أن التجار وحدهم كانوا الأبعد إعلاميا عن ساحة الأزمة ولم يتطرق إلى قضاياهم أحد وهو أمر غير مقبول بالنظر إلى خسائرهم الكبيرة وباعتبارها مصدر دخلهم الوحيد الذي ينقطع مع انقطاع الناس.
من جهته يشير نافع الحافظي وهو صاحب بقالة في قرية القراصة التي تبعد نحو عشرة كيلو مترات عن العيص إلى مشكلة انتهاء الصلاحية لكثير من المواد الغذائية الاستهلاكية مع استمرار إغلاق البقالة وانقطاع الناس بسبب مخاطر الهزات الأرضية, غير أن الحافظي يعد ذلك ضريبة يجب على التاجر دفعها مثل غيره ممن يخسرون أشياء أكثر في مثل هذه الكوارث الطبيعية.
ويبقى السؤال معلقا حول مدى تكيف هؤلاء التجار الصغار مع الأزمة الطبيعية التي تقطع الآن شهرها الثالث في ظل انقطاع أعمالهم ومصادر أرزاقهم سوى من معيشة تصرف لهم من جانب وزارة المالية, إلا أن تجارا كبارا في العالم لم يستطيعوا مع الأزمة المالية العالمية الوقوف على أقدامهم فسقطوا, فكيف بالأزمتين على رؤوس تجار كتجار العيص؟ كما يتساءل أحد المراقبين.

الأكثر قراءة