قطاع الألبان يتجاوز ارتفاع تكاليف المدخلات وفرق العملة وينمو 4.5 %
قطاع الألبان يتجاوز ارتفاع تكاليف المدخلات وفرق العملة وينمو 4.5 %
سجل قطاع الألبان الطازجة السعودية نموا بلغ 4.5 في المائة للعام 2005 ، اعتبرها المتابعون في مجال إنتاج وتصنيع الألبان تطورا إيجابيا رغم الصعوبات التي واجهت القطاع خلال الأعوام الماضية.
وبين مختصون في قطاع إنتاج الألبان الطازجة أن الزيادة في الإنتاج ارتفعت عن عام 2004 بنسبة 4.5 في المائة تمثلها 24 مزرعة أبقار، حيث بلغ الإنتاج من الحليب واللبن ومشتقاتهما لعام 2005 نحو 937 ألف طن سنوي، بما يعادل 937 مليون لتر، فيما سجل معدل الإنتاج اليومي ما يقارب 2.567 طن في اليوم (2.567 مليون لتر يوميا).
وبلغ إجمالي عدد قطيع الأبقار في مزارع الألبان المتخصصة للعام 2005 نحو 206 آلاف بقرة منها 103 آلاف بقرة حلوب، فيما وصل عدد مصانع إنتاج الألبان الطازجة 15 مصنعا تساهم في تقديم منتجات غذائية استراتيجية طازجة وصحية تعول عليها الدولة والمستهلكون الكثير.
وشهد الوضع في سوق الألبان لعام 2005 زيادة في تصريف منتجات الألبان الطازجة بمعدل بلغ 3.5 عن العام 2004، يراه المختصون في إنتاج الألبان الطازجة أنه من أفضل الأعوام نتيجة لالتزام منتجي الألبان الطازجة بالاتفاقيات الموقعة بين المنتجين ومن أبرزها عمليات الترويج، حيث لم تسجل أي تجاوزات تذكر، إضافة إلى ارتفاع نسبة تصدير المنتجات الطازجة إلى الدول المجاورة لتصل إلى 14 في المائة من إجمالي الإنتاج.
وجاءت هذه الأرقام لتؤكد من جديد نجاح قطاع الألبان السعودية الطازجة والذي تبلغ قيمة استثماراته في البلاد نحو ثمانية مليارات ريال، رغم الصعوبات التي واجهت القطاع في الأعوام الماضية, ومن أبرزها ارتفاع تكاليف بعض مدخلات الإنتاج، خاصة في الأعلاف المركزة، حيث ارتفعت تكلفة بعضها إلى ما يقارب 40 في المائة مقارنة بعام 2003، إضافة إلى ارتفاع تكلفة قطع الغيار الناجم عن فرق العملة، ورغم ذلك أكدت شركات الألبان محافظتها على كفاءتها الإنتاجية والضغط على مصاريفها للمحافظة على المستوى السعري للمنتجات النهائية للمستهلك على الرغم من رفع أسعار منتجات الألبان في البلدان المجاورة مطلع العام الحالي.
وشهد 2005 تضاعف مبيعات العصائر الطبيعية التي تنتجها شركات الألبان الطازجة السعودية، ويرجح خبراء تسويق أن تكون مبيعات العصائر الطبيعية المنتجة في السعودية قد وصلت إلى أكثر من 750 مليون ريال مقارنة بحجم مبيعات العام الماضي 2004 التي ناهزت 570 مليون ريال، ووفق مصادر في السوق إلى مضاعفة شركات الألبان الطازجة المنتجة للعصائر الطبيعية من مبيعاتها في العصائر داخل الأسواق السعودية والخليجية أكثر من مرة خلال العام الماضي.
ومن المتوقع أن تشهد سوق العصائر الطبيعية في المملكة نموا كبيرا خلال الأعوام المقبلة بنسب تصل إلى نحو 40 في المائة، مما يعني بالتالي زيادة حجم السوق، وهو ما سيعني زيادة في حجم الإنفاق على توسعات جديدة ستشهدها شركات الألبان الطازجة التي بدأت أخيرا في التوسع وتنويع قاعدة منتجاتها لتضم إليها منتجات العصائر الطبيعية مع الألبان وتعزز من مبيعاتها في الأسواق المحلية وتتجاوزها إلى دول الخليج وعدد من الدول العربية، مما يعني كفاءة المنتج الوطني، وتعزيز ثقة المستهلك به.
ويأتي نجاح شركات الألبان الطازجة السعودية مرتبطا بالدعم المعنوي والمادي والفني من قبل وزارة الزراعة، وحرص الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وزير الزراعة ومتابعته الميدانية المباشرة للمشاريع الزراعية في البلاد، لتقديم منتجات تحمل جودة عالية، تحمل بصمة المنتج السعودي.
وسجل عام 2005 بصمة جديدة في اقتصاديات مشاريع الألبان الطازجة، إذ أطلق عليه البعض عام الشراء لبعض مشاريع ومزارع الأبقار المنتجة للألبان، حيث قامت شركة المراعي بشراء مشروع ألبان الرياض، ثم قامت بشراء المزرعة الخضراء، فيما توقع مختصون أن يشهد هذا العام اندماجات بين شركات قائمة، وهو ما كان يصرح به مسؤولين في مشاريع إنتاج الألبان من أهمية الاندماج لتكوين كيانات قوية تستطيع مواجهة التحديات التي يواجهها قطاع الألبان.
كما شهد العام المنصرم تطورات جديدة فقد ساهم في تأكيد حرص الشركات السعودية على الاهتمام بالمستهلك حيث طرحت الشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك" وشركة المراعي منتجاتهما من الحليب واللبن والعصائر في عبوات جديدة
بلاستيكية PET الشفافة، حيث تعد العبوات الجديدة من أحدث تقنيات التعبئة والتغليف، وحصولها على موافقة منظمة الآيزو العالمية، وانتشار استخدامها أخيرا بشكل واسع، إذا تتميز العبوات الجديدة خلاف شكلها الأنيق، خفة الوزن، قوة التحمل وعدم تعرضها للكسر عند سقوطها، بالإضافة إلى شفافيتها المماثلة للزجاج مما يجعل المنتج جذابا ظاهرا ، وأيضا محافظة العبوات على صلاحية المنتج لفترة أطول.
ويأتي هذا التوجه نحو إيجاد عبوات صحية رغم ارتفاع تكلفة إنتاج العبوات البلاستيكية الشفافة الجديدة مقارنة بالعبوات الحالية، والتي تصل الزيادة فيها إلى أكثر من 12 في المائة إلا أن ذلك يأتي من حرص شركات الألبان السعودية لتقديم الأفضل وكذلك كون المواد المصنعة منها والتي يطلق عليها (صديق البيئة) للمساهمة في المحافظة على البيئة حيث يمكن تدوير العبوات المستخدمة والاستفادة منها في تصنيع منتجات أخرى مفيدة تهتم لاستخدامها في تعبئة منتجاتها.