أنظمة غذائية لصحة الإنسان والبيئة والاقتصادات «2 من 2»

يمكن أيضا استخدام التمويل العام للمساعدة على الحد من مخاطر استثمارات القطاع الخاص التي تستوفي معايير اجتماعية وبيئية أعلى. ويمكن أيضا استخدام المساندة لتحفيز التكنولوجيات الجديدة المبشرة بالفعل، مثل إضافات أعلاف الماشية أو أساليب إنتاج الأرز التي تحد من التلوث.
ومن شأن اعتماد سياسات ملائمة أن يحد من تشوهات الأسعار، ويعزز نمو الإنتاجية المستدام والقادرة على الصمود، ويعزز سلاسل القيمة. وسيعمل هذا بدوره على تحسين الأمن الغذائي والتغذية، وتعزيز دخول المزارعين، وتأمين أفضل قيمة مقابل المال في البرامج العامة.
وثمة تحد آخر يتمثل في أن النظام الغذائي العالمي شديد التعقيد والتجزؤ. وعلى الرغم من الزيادات الكبيرة في الناتج، فإن النظام يفتقر إلى الكفاءة والهدر، حيث توجد الوفرة والجوع جنبا إلى جنب. وفي صميم هذه الإخفاقات، هناك نقص في إمكانية الحصول على المعلومات بين المزارعين وداخل الأسواق، حيث تشجع الأنظمة غير المرنة على ارتفاع تكاليف المعاملات.
ومن شأن تحسين استخدام البيانات والتكنولوجيا الرقمية أن يساعد على ربط مزارع العالم البالغ عددها 570 مليون مزرعة بنحو ثمانية مليارات مستهلك. ويمكن للزراعة الرقمية المدفوعة بالبيانات أن تساعد على تحسين غلة المحاصيل، والحد من الهدر، وخفض التكاليف، وخفض التلوث، وكلها عوامل تسهم كثيرا في الحد من عدم المساواة والجوع في العالم.
لكن لا يوجد حل واحد يناسب الجميع. فلكل بلد مجموعة من التحديات الخاصة به ويحتاج إلى تحديد الخيارات والاستراتيجيات لتحقيق نتائجه المرجوة. ويتطلب إحداث تحول في الأنظمة الغذائية في نهاية المطاف لتحقيق نواتج إنمائية أفضل، إجراء تحليل محلي خاص بكل بلد على حدة ـ مدعوما بالحوار بين أصحاب المصلحة المتعددين لإدراج جميع الأصوات في عملية وضع السياسات.
وفي إطار برنامجنا للأنظمة الغذائية 2030، يساند البنك الدولي الدول المعنية لإحداث تحول في أنظمتها الغذائية بهدف القضاء على الجوع بحلول 2030. ويتم تمويل هذا البرنامج بمساندة من ألمانيا والمملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية ومؤسسة بيل ومليندا جيتس. ونعمل مع 25 بلدا، ونبحث عن نقاط دخول خاصة بكل بلد لإعادة توجيه السياسات والمساندة الزراعية، وإيجاد نماذج عمل لتحفيز تمويل القطاع الخاص، وتشجيع الزراعة المراعية للمناخ، وتطبيق الابتكارات الرقمية، والاستراتيجيات لجعل الأنظمة الغذائية السليمة المغذية ميسورة التكلفة.
وتقف مجموعة البنك الدولي وعديد من شركائها على أهبة الاستعداد للعمل مع الحكومات والشركاء من خلال تبادل المعارف بشأن السياسات والاستثمارات التي تعمل على إحداث تحول في النظام الغذائي العالمي. ويمكن أن يكون المنتدى العالمي مكانا للعاملين في مجال الغذاء والزراعة لتبادل الخبرات المثبتة في جهودنا الرامية إلى تحقيق المكاسب الثلاثية لتحويل الأنظمة الغذائية، صحة الناس والبيئة والاقتصادات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي