الطاقة- النفط

ارتفاع أسعار النفط بقوة قاب قوسين أو أدنى .. انتعاش الطلب الصيني وتراجع المخزونات

ارتفاع أسعار النفط بقوة قاب قوسين أو أدنى .. انتعاش الطلب الصيني وتراجع المخزونات

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام، لكنها أظهرت زيادة عندما أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بزيادة مخزونات النفط الخام بنحو 500 ألف برميل في الأسبوع الماضي، وهي أقل من المتوقع.
وسجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة زيادة 3 في المائة على متوسط الأعوام الخمسة لهذا الوقت من العام، بينما أظهرت مخزونات الوقود اتجاهات متباينة.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون "إن التفاؤل يعم السوق النفطية بعد أن ارتفعت أسعار الخام إلى أعلى مستوى لها في سبعة أسابيع، قبل أن تنكمش في وقت لاحق هذا الأسبوع إلى حد ما، حيث جنى التجار الأرباح".
وأضاف المحللون أن "التوقعات بانتعاش سريع للطلب الصيني على النفط الخام والوقود لا تزال قوية، وفي الوقت نفسه يبدو أن القلق بشأن الآفاق المباشرة للاقتصاد العالمي لا يزال كبيرا".
ويرجح المحللون أن تظل أرباح شركات الطاقة الدولية قوية، رغم تراجع أسعار النفط والغاز مقارنة بالفترة الأولى التي أعقبت الحرب الروسية - الأوكرانية، إلا أنها لا تزال أعلى مما كانت عليه في معظم فترات العقد الماضي.
وأشاروا إلى رفض معظم المنتجين الأمريكيين زيادة الإنفاق الرأسمالي وزيادة الإنتاج العام الماضي -خلافا لرغبات الرئيس الأمريكي جو بايدن- واستخدموا بدلا من ذلك المكاسب غير المتوقعة لسداد الديون وإعادة مزيد من الأموال إلى المساهمين.
وقال هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف "إن عديدا من العوامل المتضادة وواسعة التأثير في السوق النفطية ما زالت مستمرة، حيث واجهت السوق ضغوطا هبوطية جراء صدور أحدث البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة التي أظهرت تقلص النشاط التجاري في يناير الجاري، للشهر السابع من الانكماشات على التوالي".
ولفت إلى بيانات صادرة عن بنك "جي بي مورجان" الاستثماري الدولي التي تشدد على المعنويات الحذرة تجاه أسعار النفط الخام وترجح انتعاشا سريعا للطلب الصيني، مع توقع أنه من غير المرجح أن يتجاوز سعر خام برنت مائة دولار للبرميل مرة أخرى.
من جانبه، ذكر أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات أن قيود زيادة الإنتاج من جانب تحالف "أوبك +" على الأرجح ستستمر خلال العام الجاري وتتزامن مع زيادات حذرة ومحدودة من جانب المنتجين الأمريكيين وهو ما جعل تقارير دولية تحذر من خطر نقص المعروض من النفط الخام مع ارتفاع الطلب العالمي بوتيرة أسرع من العرض، حيث توقعت فجوة بنحو 900 ألف برميل يوميا بين العرض والطلب في الأمد القصير. وأوضح أن ارتفاع الأسعار بوتيرة قوية ومستقرة قد يكون قاب قوسين أو أدنى، بينما أدى ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة وأرباح الشركات الباهتة حتى الآن إلى إبقاء المكاسب تحت السيطرة، موضحا أنه في المقابل حفزت الثقة بانتعاش نمو اقتصاد الصين على تحقيق تقدم إيجابي في السوق النفطية.
من جانبه، قال أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، "إن حالة عدم اليقين تسيطر على السوق النفطية على نطاق واسع"، موضحا أن أسعار النفط الخام ظلت دون تغيير إلى حد كبير في الشهر الجاري بعد بداية ضعيفة لهذا العام.
وعد التوقعات الإيجابية بالنسبة إلى تعافي الطلب على النفط الخام والوقود في الصين إلى جانب ضعف الدولار أمام العملات الرئيسة ساعدت على نحو كبير على جعل السلع المسعرة بالعملة أكثر جاذبية، مبينا أن النفط الخام نجح في استعادة بعض القوة، كما يراقب التجار من كثب علامات ومؤشرات على زيادة الطلب الصيني بمجرد انتهاء احتفالات رأس العام القمري الجديد. بدورها، قالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، "إن السحب السريع من المخزونات النفطية الأمريكية في العام الماضي أدى إلى انخفاض مخزونات الولايات المتحدة الأسبوعية من النفط الخام في احتياطي البترول الاستراتيجي بأكثر من 40 في المائة في عامين"، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ونقلت عن شركة "وود ماكينزي" الاستشارية الدولية تأكيدها أن مستويات احتياطي البترول الاستراتيجي منخفضة حاليا مقارنة بالعقود السابقة، لكن لا يزال من الممكن سحبها أثناء حالات الطوارئ وإن كان بمعدل أبطأ، مشيرة إلى أنه مع زيادة إنتاج النفط الأمريكي توفر هذه بعض الدعم أيضا في حال الحاجة إلى تلبية الطلب الأمريكي في سوق النفط العالمية المنخفضة بالفعل في العرض.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس بعد زيادة أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، بينما يترقب المستثمرون مزيدا من الوضوح بشأن الإمدادات، بما في ذلك اجتماع "أوبك +" وحظر الاتحاد الأوروبي الوشيك على المنتجات المكررة الروسية.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 86.28 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 31 سنتا أو 0.4 في المائة، لتصل إلى 80.46 دولار للبرميل.
وقال محللون في "سيتي جروب" في مذكرة أمس "السوق تنتظر مزيدا من الوضوح بشأن الحظر الأوروبي المرتقب على المنتجات الروسية المكررة وما يليه من تعديل في التدفقات، بينما يتوجه مندوبو "أوبك +" إلى اجتماعهم المقبل".
وأضاف المحللون "الحظر المقبل من الاتحاد الأوروبي على المنتجات الروسية المكررة يظل مصدرا كبيرا للقلق بالنسبة إلى السوق، مع توقع حدوث اضطرابات واسعة النطاق".
وطرأ تغير طفيف على أسعار النفط بعد أن أظهرت البيانات زيادة أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية "إن مخزونات الخام زادت 533 ألف برميل إلى 448.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يناير". ويقل هذا بكثير عن توقعات بزيادتها مليون برميل. لكن رغم هذا فإن مخزونات الخام بلغت أعلى مستوى منذ يونيو 2021.
ويؤدي ارتفاع المخزونات إلى الحد من مكاسب الأسعار، لأنه يعكس ضعف الطلب على الوقود، إضافة إلى مخاوف أوسع نطاقا من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
كما قالت مصادر في "أوبك +"، "إن المجموعة، التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وحلفاءها، من المرجح أن تبقي على مستويات الإنتاج الحالية في الاجتماع المقرر عقده في الأول من فبراير".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط