سعودية تتعلم طرق استخراج المعادن الثمينة في مناجم البرازيل
سعودية تتعلم طرق استخراج المعادن الثمينة في مناجم البرازيل
تمكنت شابتان سعوديتان هما حنين بافيل وهيفاء البليسي، من خوض تجربة صناعة وصياغة الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، وتمكنتا من المزج بين الخبرة والتمويل لإنشاء المشروع وطرح إنتاجه في الأسواق، ونيل الجوائز التشجيعية عليه.
وتقول حنين بافيل إنها عاشت تجربة مهنية لم تكن في الحسبان، وخاضت تجربة مهنية غريبة في وسط المجتمع السعودي، واستطاعت أن تقتحم مجالا مهنيا يعتبر نادرا عند الشباب السعودي قبل أن يكون غريبا عند الفتاة السعودية.
وكانت حنين قد عاشت مرحلة من حياتها في البرازيل عندما كان والدها منتدبا للعمل الدبلوماسي هنالك، وفي تلك الأثناء قررت أن تشبع رغبتها وهوايتها في تعلم مهنة صياغة الذهب والفضة والأحجار الكريمة والكريستال، مستغلة بذلك وجودها في دولة تعتبر من أشهر دول العالم في صناعة وصياغة المعادن الثمينة.
والتحقت بافيل في دورات لتعلم مهنة الصياغة في البرازيل لمدة سنتين، كانت حافلة بروح التحدي والمغامرة، وكانت الدورات في بدايتها نظرية، ثم ما لبثت أن جاءت مرحلة التطبيق فاقتحمت مناجم البرازيل لتتعلم كيفية استخراج قطع الذهب والفضة والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة من باطن الأرض.
ورجعت حنين إلى المملكة لتجد نفسها وسط تحد آخر، وهو كيفية تطبيق ما تعلمته في البرازيل على أرض الواقع ليكون أمرا ملموسا يبرهن على جدية المرأة السعودية في خوض عراك العمل الناجح، فوجدت أمامها معوقات تعيقها عن البداية، أبرزها أن مثل هذا المجال محصور على الذكور.
وفي تلك الأثناء، فكرت حنين بافيل أن تبدأ في تطبيق ما تعلمته على أرض الوطن، فأطلقت مشروعاً تجارياً صغيراً بالتعاون مع قريبتها، هيفاء البليسي التي أمدتها بفكرة المشروع ورأس المال، وتمكنا سويا من فتح معمل لصياغة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وتقول لـ"الاقتصادية" هيفاء البليسي، إنها تهوى وتحب العمل الفني وبشكل خاص تصميم الأزياء وصياغة الإكسسوارات النسائية، إلا أنها لم تملك الخبرة لتأسيس عمل تجاري يدعم هويتها الفنية، فوجدت بعد عودة قريبتها حنين الفرصة متاحة لإطلاق هذا العمل بعد أن اجتمعت الخبرة العملية والتمويل.
وتضيف البليسي "قررنا البداية برأس مال متواضع إنشاء معمل للصياغة، يتكون من فرن لصهر السبائك، ومعدات معملية أخرى لعمل التصاميم والتشكيلات اللازمة للقطع الفنية، ونجحنا منذ افتتاح المعمل في استقطاب الزبائن بعد أن تم تشكيل ما بين 50 إلى 70 قطعة فنية".
وتشير البليسي إلى أن الطريقة الوحيدة لتسويق الأشغال الفنية والتصاميم الخاصة بالمشروع هي المعارض والعلاقات مع الزبائن، موضحة أن إنتاجهن كان محل إعجاب الكثير من سيدات المجتمع السعودي، خاصة وأن العمل الفني الخاص بهن ينطلق من مفهوم التراث الإسلامي العربي الأصيل، حيث صممن مجموعة من السبح التي تتشكل مقدمتها على شكل دلة قهوة أو مبخرة".
وبينت أن إنتاجهن يواجه بعض التحديات، مثل صعوبة توافر المواد الخام من الأحجار وغيرها من المواد، وارتفاع أسعار المعادن الثمينة، ومشكلة الحصول على ألوان متدرجة ومناسبة للتصميم.
وتطالب هيفاء الجهات المختصة في مجال دعم المنشآت الصغيرة بالنظر إلى مشروعهن الذي حقق إنجازات على مدى عام من إطلاقه، حيث فازت قطع فنية من إنتاج المشروع بجائزة مركز خديجة بنت خويلد للإبداع.