صحوة السوق السعودية.. متى؟

صحوة السوق السعودية.. متى؟

هل انتهى الانهيار؟ وما نقاط الارتداد الجديدة؟ وهل التجميع الحالي حقيقة أم مجرد مضاربة؟ كثير من التساؤلات التي يستفسر عنها مساهمو ـ ضحايا ـ السوق السعودية عندما يصبحون على كوب من القهوة أمام شاشات أسعار الأسهم، مترقبين أن تحدث المعجزة وينتفخ المؤشر بين ليلة وضحاها، وفي الحقيقة أن النفخ لا يجدي لأن هناك ثقبا كبيرا ليس في المؤشر وإنما في معظم عقول من ينظرون إلى هذه الشاشات برؤية غير ناضجة .
تلك الرؤية غير الصحيحة تكونت عبر مُحللي الفضائيات الذين رسموا للمساهم مؤشرات ورسوما بيانية ضعيفة و خيالية لا تأتي إلا بزيادة الخسارة يوم عن آخر.
إذن تأتي الكارثة من كون المساهم تابع لا متابع ومسير لا مٌخير حيث تستطيع بعض القنوات ووسائل الإعلام والمنتديات الموجهة رسم خط سير وهمي لتوجيه تعاملات وقرارات المستثمرين نحو مصلحة جهات تمول تلك الوسائل الإعلامية المضللة.
لذا فإن الإجابة على السؤال الذي طرحناه في مقدمة هذا المقال تختلف باختلاف العقلية التي تفسر ما يحدث للسوق، فالبعض يري أن الأسعار الحالية مغرية للشراء والبعض الآخر يفكر في الهروب بما تبقى من أمواله التي حرقها السوق والبعض الثالث يفكر في عمل متوسطات بشراء كميات جديدة بأسعار أقل حتى يستطيع أن يصل إلى سعر قريب من السعر الحالي.
الغريب في الأمر أننا مازلنا نعتمد في قراراتنا الاستثمارية على نصائح الآخرين كزميل أو سمسار أو عضو نشيط في منتدى أو محلل في قناة فضائية ونسينا أن نشغل عقلنا الذي يساعدنا على تحقيق مكاسب خيالية إذا ركزنا في بعض الأمور البديهية فإنا لا أطلب من المساهم أن يكون ضليع في التحليل الفني والمالي ولكن يكفي أن يكون محفظته على أسس من التنويع وتوزيع المخاطرة ويشتري على أسس فيدرس الشركة ونشاطها والسياسات المحاسبية تفاصيل بنود القوائم المالية.
وبعض المؤشرات المالية المهمة مثل مضاعف الربحية والقيم العادلة ومعدل دوران السهم، وعائد السهم والقيمة السوقية إلى العائد وغيرها من العناصر الأساسية للتعرف على المستقبل المالي لأي شركة.
لكنني في النهاية ما زلت أؤكد أنه من خلال قراءتي المتواضعة لسلوك السوق في الفترة الأخيرة تكوّنت لديّ قناعة أن مؤشر السوق سيبتسم من جديد لكثير ممن قرروا الدخول في الوقت الحالي من خلال عمليات شراء جديدة أو عمل متوسطات لعمليات شراء سابقة وسيكشر في وجه من اشتروا في الماضي ولم يتفاعلوا مع عمليات التراجعات المتتالية السابقة سواء ببيع جزء من الكميات التي لديهم أو حتى عمل متوسطات... والله أعلم .
عدد القراءات: 495

الأكثر قراءة