كرة القدم تمنح الحياة لعراقيين أعاقتهم الحروب
كرة القدم تمنح الحياة لعراقيين أعاقتهم الحروب
فقد العراقي صادق علي ساقه اليُمنى حين كان يلعب مع أصدقائه خارج منزله وأصابته شظية من قذيفة مورتر.
وقال علي البالغ من العمر 26 عاما "في 2006 كنت جالسا قرب الباب عند بيتنا ألعب مع أصدقائي، سقطت قذيفة هاون وجاءت شظية بترت رجلي، حين أخذوني للمستشفى، دخلت للعمليات، قال لي الدكتور لا يوجد حل سوى البتر".
وبينما كان يحاول التأقلم مع حياته الجديدة، شعر علي بالعزلة وبدأ يدخل في نوبة اكتئاب إلى أن التحق بالمنتخب الوطني لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتابع "بالبيت كنت أشعر بأني معزول عن الحياة، لكن منذ انضممت للمنتخب وشاهدت حالات مثل حالتي استطعت التغلب على هذا الألم، وأشعر الآن بأني أحسن حالا من الأصحاء، فقد رجعنا إلى الحياة".
ويضم المنتخب الوطني، الذي أسسه الطبيب محمد النجار الذي فقد هو أيضا ساقه خلال المعارك ضد مقاتلي تنظيم داعش، 70 لاعبا من خمسة فرق محلية من جميع أنحاء البلاد.
وقال النجار "جاتني فكرة تأسيس هذه الرياضة بالعراق لإن لدينا الكثير من الشباب من ذوي الإعاقة المحبين لكرة القدم الذين حرموا منها بسبب الإصابة نتيجة الأعمال الإرهابية أو مشاركتهم بالمعارك ضد داعش وغيرها، فتمنيت تأسيس هذه الرياضة لجذب هؤلاء الشباب وإخراجهم من أجواء العزلة والكآبة التي يشعرون به نتيجة فقدان عضو من جسدهم".
وأردف قائلا "وصلنا تقريبا إلى أكثر من ٧٠ لاعب في عموم العراق، لدينا خمس فرق ومنهم اخترنا تشكيلة المنتخب، ونظمنا له معسكرات تدريبية داخلية وخارجية للمشاركة في البطولات، بجهودنا الذاتية ونفقاتنا الشخصية، ثم شاركنا في تصفيات كأس العالم التي أُقيمت في إيران في شهر آذار الماضي واستطعنا الحصول على المركز الثالث آسيويا والتأهل إلى نهائيات كأس العالم".
وقال حارس المرمى علي محمد (22 عاما)، وهو رياضي سابق في فريق نادي القوة الجوية للأشبال بُترت يده في انفجار سيارة ملغومة ببغداد عام 2014 "اعتاد الآن أن أصد الكرة بيد واحدة، كنت أتردد في الخروج إلى الكرة لكن الحمدالله تأقلمت مع الوضع ".
ورغم أن الاتحاد العالمي لكرة القدم لمبتوري الأطراف اعترف بالمنتخب، لا يزال غير معترف به رسميا في العراق ولا يتلقى تمويلا من الدولة.