جوتام أداني .. طموحات إعلامية عالمية لأغنى رجل في آسيا

جوتام أداني .. طموحات إعلامية عالمية لأغنى رجل في آسيا

يريد جوتام أداني بناء علامة تجارية عالمية للأخبار، في إشارة إلى التأثير المتزايد والطموح الدولي العالي لأغنى رجل في آسيا.
في المقابلة واسعة النطاق مع "فاينانشيال تايمز"، سلط أداني الضوء على خطط الاستثمار التي تراوح بين إطلاق "تطبيق خارق" في الهند والمزايدة على مشاريع طاقة في إسرائيل، كما دافع عن منجم الفحم المثير للجدل كارمايكل التابع للمجموعة في أستراليا، لكنه أقر بأنه لم يكن سيستمر في تطويره لو علم كم المعارضة التي سيثيرها.
أعلنت شركة أداني الرائدة المدرجة، "أداني إنتربرايزز"، الجمعة أنها ستسعى إلى موافقة المساهمين على جمع 200 مليار روبية هندية "ما يقارب 2.4 مليار دولار" في طرح أسهم عامة.
توضح تعليقات رئيسها كيف أن المجموعة، من الموانئ إلى الطاقة - التي تمتلك تأثيرا متزايدا حيث إن المؤسس يناصر جدول أعمال التنمية لناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي - تتوسع في الخارج وتدخل إلى قطاعي الإعلام والمستهلكين.
"لم لا يمكنك دعم مؤسسة إعلامية لتصبح مستقلة وتملك أثرا عالميا؟"، سأل الملياردير الذي شنت وحدته الإعلامية الجديدة استحواذا عدائيا على شبكة "إن دي تي في" التلفزيونية الهندية الرائدة في آب (أغسطس). "لا تملك الهند منبرا واحدا فقط ليقارن بـ(فاينانشيال تايمز) أو (الجزيرة)".
قال أداني متحدثا من ناطحة السحاب مقر المجموعة خارج أحمد آباد، أكبر مدينة في مسقط رأسه كجرات، "إنه نظر إلى دخوله إلى الإعلام، بما في ذلك شراء (إن دي تي في)، كمسؤولية بدلا من فرصة تجارية".
عرض استحواذ مجموعة أداني الذي لا يزال غير مكتمل أثار الجدل في الهند حول استقلال وسائل الإعلام، حيث ينظر إلى الملياردير على أنه متحالف مع حكومة مودي، بينما تعرف "إن دي تي في" ببث أصوات ناقدة لها.
قال أداني "الاستقلال يعني أنه إذا فعلت الحكومة أمرا خاطئا، تقول إنه خاطئ. لكن في الوقت نفسه، عليك أن تتحلى بالشجاعة عندما تفعل الحكومة الأمر الصائب كل يوم، فعليك قول ذلك أيضا".
يقول "إن تكلفة إنشاء مجموعة إعلامية دولية سيكون لا يذكر بالنسبة إلى المجموعة، وإنه دعا برانوي روي، مالك ومؤسس (إن دي تي في)، ليبقى رئيسها. اشترت شبكة أداني الإعلامية "إيه إم جي" أيضا سهما هذا العام في منصة (بي كيو برايم) للأخبار التجارية، (بلومبيرج كوينت) سابقا".
حير ارتفاع أسعار أسهم شركات أداني هذا العام بعض المحللين بينما تزيد ثروته أسرع من أي من المليارديرين الآخرين. يتنافس أداني الآن، مع وصول ثروته إلى 136 مليار دولار وفقا لـ"فوربس"، مع إيلون ماسك، ملياردير التكنولوجيا، وبيرنارد أرنو، عملاق العلامات التجارية الفاخرة، على قمة تصنيفات الثروة العالمية.
على عكس بعض المليارديرين الهنود الآخرين، فإن أداني صنع ثروته بنفسه. من شركة تجارة سلع أسست في 1988، وسع اهتماماته التجارية ليصبح أكبر لاعبي الهند الخاصين في البنية التحتية، بـ13 ميناء وثمانية مطارات.
يزعم سياسيو المعارضة أن أداني يستفيد من ارتباطه الوثيق بمودي، الذي من كجرات مثله. كان مودي رئيس وزراء كجرات لمدة 13 عاما قبل أن يصبح رئيس وزراء الهند في 2014.
رفض أداني مزاعم المخالفات، لكنه أقر بأن مجموعته أيدت أولويات الحكومة التنموية، قال "إن المستثمرين كانوا يشترون في قصة النجاح الهندية".
تعد مجموعة أداني أيضا أكبر شركة فحم خاصة في الهند، حيث تقوم بتشغيل المناجم ومحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم. لكن مع دفع حكومة الهند الآن إلى التحول الطموح إلى مصادر الطاقة المتجددة، تعهدت المجموعة باستثمار 70 مليار دولار بحلول 2030 في تقنيات من تصنيع الألواح الشمسية إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر.
إضافة إلى إطلاق "تطبيق خارق" في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة لربط ركاب مطار أداني بخدمات مجموعة أداني الأخرى، قال أداني "إنه خطط لاستثمار أكثر من أربعة مليارات دولار في مجمع بتروكيماويات في مينائه الشاسع موندرا والمنطقة الاقتصادية الخاصة في ولاية كجرات".
قال أداني "هناك طلب ضخم ينفتح، والهند ليس لديها ما يكفي من الهيدروكربونات"، حيث يريد بناء وحدة تكسير الإيثان، كجزء من العملية الصناعية لتحويل الغاز الطبيعي إلى بلاستيك، إلى جانب مصنع لتحويل الفحم إلى مادة كلوريد الفاينيل قيد الإنشاء بالفعل.
نفى أداني أن الانتقال إلى البتروكيماويات سيفتح منافسة جادة مع زميله الملياردير موكيش أمباني، الذي أنشأت شركته ريلاينس إندستريز وحدة تكسير للإيثان في 2017، قال "لا توجد منافسة. الهند سوق نمو ضخم والجميع مرحب بهم".
يهدف أداني أيضا إلى التوسع الدولي على نطاق أوسع، والفوز بعقود موانئ في سريلانكا، وبناء محطة طاقة في الهند لتزويد بنجلادش المجاورة.
قال "إن المجموعة تتطلع إلى دخول قطاع الكهرباء في إسرائيل، ومن المرجح أن تزايد على مشروع طاقة يعتمد على الغاز. اشترت شركة أداني بورتس، إلى جانب مجموعة جادوت الإسرائيلية، امتياز ثاني أكبر ميناء تجاري في البلاد في حيفا مقابل 1.2 مليار دولار في تموز (يوليو)".
واصفا الساحل الشرقي في إفريقيا بأنه "فرصة كبيرة"، قال أداني "إنه سيفكر في الاستثمار في أعمال التعدين والمعادن الإفريقية"، بينما تقيم شركته جدوى إنتاج الهيدروجين في المغرب وسلطنة عمان. وقعت شركة أداني وشركة النفط الفرنسية توتال إينيرجيز شراكة هيدروجين أخضر بقيمة 50 مليار دولار هذا العام.
جادل أداني بأن أسعار الطاقة المرتفعة تؤكد أهمية مشروع منجم الفحم كارمايكل المثير للجدل التابع لمجموعته في حوض الجليل في أستراليا، مؤكدا أن فحمه عالي الجودة وسيلة موفرة للطاقة لتلبية الطلب المتزايد في الهند.
لكنه أضاف أنه "بعد فوات الأوان، ونظرا إلى المعارضة الشديدة من نشطاء البيئة، لم يكن سيطورها". كافح أداني لتمويل المنجم والتأمين عليه وعلى الرغم من حصوله على موافقات على 60 مليون طن من الفحم سنويا، قال "إن المنجم ينتج حاليا 17 مليون طن فقط".
"إذا أدركنا أن هناك كثيرا من الاعتراضات، وأن كثيرا من المقاومة ستأتي، فلن نتمكن من الدخول، لم نكن سنفعل ذلك. لكن عليك أن تفهم أنه بمجرد أن تنفق بالفعل اثنين إلى ثلاثة مليارات دولار، تحصل على جميع الموافقات وفقا للمعايير، وعلى دعم حكومي من كلا الجانبين، ودعم من السكان المحليين.. هل تعتقد أن أي مؤسسة يجب أن تنسحب لأن شخصا ما لديه اعتراضات؟".

الأكثر قراءة