العمليات الروسية - الأوكرانية تتعثر .. وموسكو: العواطف تقود البرلمان الأوروبي
أكد معهد دراسات الحرب الأمريكي، أن وتيرة إجمالي العمليات على طول خط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا تباطأت، في الأيام الأخيرة، بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن من المرجح أن تزداد في الأسابيع القليلة المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة وتجمد الأرض في جميع أنحاء مسرح العمليات.
وأوضح المعهد، أن التقارير الأوكرانية والروسية الواردة من مناطق خط المواجهة المتوترة في جميع أنحاء شرق وجنوب أوكرانيا، بما فيها سفاتوف وباخموت وفوهليدار، تشير إلى أن العمليات على الجانبين متعثرة حاليا بسبب الأمطار الغزيرة التي جعلت الطرق موحلة.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في جميع أنحاء أوكرانيا خلال الأسبوع المقبل، ما سيؤدي على الأرجح إلى تجمد الأرض وتسريع وتيرة القتال مع زيادة قدرة الجانبين على التنقل.
وأشار المعهد إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان أي من الجانبين يخطط بنشاط أو يستعد لاستئناف العمليات الهجومية أو الهجومية المضادة في ذلك الوقت، لكن العوامل الجوية، التي كانت تعرقل مثل هذه العمليات، ستبدأ في الاختفاء.
واتهم الكرملين البرلمان الأوروبي بـ"الرهاب الجامح لروسيا وبكراهيتها"، مؤكدا أن العواطف هي التي تحرك البرلمانيين الأوروبيين.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس، إن هناك "قصورا هائلا في الاحترافية" في البرلمان الأوروبي.
وأضاف أن العواطف هي التي تقود البرلمانيين، لافتا إلى أن موسكو لا تأخذ إدانتها من قبل البرلمان الأوروبي "على محمل الجد".
ويتوقع محللون أن ترتفع وتيرة القتال مجددا بين القوات الروسية والأوكرانية على الجبهة الشمالية الشرقية كون الظروف الأكثر برودة تسمح بشن بهجمات جديدة على طول الجبهة.
وجاء في تقييم أجراه معهد دراسات الحرب في واشنطن أخيرا أنه "من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في أوكرانيا الأسبوع المقبل، وهذا يعني سهولة أكبر في التنقل للجنود، لأن الأرض ستكون جامدة أكثر".
لكن بالنسبة للمقاتلين على الأرض، فإن درجات الحرارة المنخفضة لا تهم كثيرا مقارنة بقصف المدفعية الروسية، بحسب "الفرنسية".
من جانب آخر، قال رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لمغادرة محطة "زابوريجيا" الضخمة للطاقة النووية، التي سيطرت عليها في آذار (مارس) الماضي بعد فترة وجيزة من بدء الحرب.
وستشكل مثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في ساحة المعركة في منطقة زابوريجيا الخاضعة للاحتلال الجزئي في جنوب شرق البلاد، التي لم يشهد خط الجبهة فيها تغيرا يذكر منذ شهور. ولطالما أثار القصف المتكرر في محيطها المخاوف من وقوع كارثة نووية.
وقال بيترو كوتين رئيس شركة إنرجو أتوم الأوكرانية للتلفزيون الوطني "في الأسابيع الأخيرة نتلقى فعليا معلومات بأن مؤشرات ظهرت على أنهم ربما يستعدون لمغادرة المحطة".
وأضاف "مبدئيا، هناك عدد كبير جدا من التقارير في وسائل الإعلام الروسية تفيد بأن الأمر يستحق إخلاء (المحطة) وربما نقل السيطرة (للوكالة الدولية للطاقة الذرية)" التابعة للأمم المتحدة. وتابع "هناك انطباع بأنهم يحزمون حقائبهم ويأخذون كل ما يستطيعون".
وتتبادل روسيا وأوكرانيا، التي شهدت أسوأ حادثة نووية في العالم في تشرنوبيل عام 1986، الاتهامات منذ أشهر بقصف مجمع محطة زابوريجيا، التي لم تعد تولد طاقة.
وردا على سؤال عما إذا كان من السابق لأوانه الحديث عن مغادرة القوات الروسية للمحطة، قال كوتين للتلفزيون "هذا مبكر جدا. لا نتوقع حدوثه الآن، لكنهم يستعدون (للمغادرة)".
والتقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بوفد روسي في إسطنبول في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) لبحث إقامة منطقة حماية حول المحطة، وهي الأكبر في أوروبا، لمنع وقوع كارثة نووية. وكانت زابوريجيا توفر نحو 20 في المائة من الكهرباء لأوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بعد يوم من الاجتماع قوله إنه يتعين اتخاذ القرار بشأن منطقة الحماية "سريعا جدا".
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن محاولات تفكيك تحالف أمني تقوده روسيا كانت موجودة دائما وستستمر، لكنه أصر على أن التحالف لا يزال ضروريا بعد انتقادات من أرمينيا أخيرا.
وشكك نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا خلال قمة عقدت أخيرا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم ست دول، في جدوى هذا التحالف.
وطلبت أرمينيا المساعدة من المنظمة في أيلول (سبتمبر)، لكنها لم تحصل سوى على وعد بإرسال مراقبين. وقارن باشينيان ذلك مع قرار اتخذه التحالف سريعا في كانون الثاني (يناير) بإرسال قوات إلى قازاخستان، وهي أيضا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لمساعدة الرئيس قاسم جومارت توكاييف على التصدي لموجة اضطرابات.
ونقلت وكالات الأنباء عن بيسكوف قوله في مقابلة أذاعها التلفزيون الرسمي "كانت هناك دائما محاولات لتفكيك منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
وتابع "لكننا نرى الآن على الأقل أنه على الرغم من كل الصعوبات، والتناقضات المحتملة حتى بين الدول الأعضاء، فإن أهمية هذا الكيان لا تزال كبيرة... وقد أثبت جدواه وفعاليته بشكل كامل، أقصد تسوية الوضع في قازاخستان".
وتخاطر روسيا، الطرف المهيمن في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بفقدان نفوذها في أجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق كانت تعدها منذ فترة طويلة مجال نفوذها، مع دخول الصراع في أوكرانيا شهره العاشر.