صناديق التحوط تعاني .. مليارات عالقة في «إف تي إكس»

صناديق التحوط تعاني .. مليارات عالقة في «إف تي إكس»

علقت مليارات الدولارات لصناديق التحوط في بورصة إف تي إكس المتعثرة للعملات المشفرة، وقد تواجه أعواما من الانتظار لتستعيد أي شيء من سوق كانت تعتقد أنها إحدى أكثر الرهانات الموثوقة في القطاع.
في حالة تذكرنا بما حدث مع مصرف ليمان براذرز في 2008، الذي أبقى مليارات الدولارات من أصول صناديق التحوط عالقة لأعوام، وجد المستثمرون الذين تداولوا في البورصة التي تقع في الباهاماس أنفسهم بين آلاف الدائنين في إفلاس معقد للغاية.
هذا الشهر، فاجأ فشل "إف تي إكس"، التي بلغت قيمتها 32 مليار دولار هذا العام، المستثمرين الذين دعموها والمتداولين الذين استخدموها. كشفت الملفات القانونية أن "إف تي إكس" مدينة لأكبر 50 دائنا فيها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، يحتمل أن يكون من ضمنهم مجموعة واسعة من صناديق التحوط ومديري أصول تقليديين أكثر ومتداولين آخرين.
كتب ترافيس كلينج، مؤسس شركة إيكيجاي لإدارة الأصول، التي علقت "الأغلبية الكبرى" من أصول صندوق تحوطها في "إف تي إكس"، تغريدة على موقع تويتر، "فقدت أموال المستثمرين بعدما وضعوا ثقتهم في لإدارة المخاطر، وأنا آسف حقا على ذلك"، وأضاف "دعمت إف تي إكس علنا عد مرات. لقد كنت مخطئا".
لصناديق التحوط التي تركز على العملات المشفرة انكشاف مباشر على مجموعة إف تي إكس أو إف تي تي، رمز "إف تي إكس" الرقمي الذي روجت له لتحفيز التداول أكثر على بورصتها الأساسية، بما يقارب ملياري دولار، وفقا لمجموعة البيانات كريبتو فند ريسيرتش.
كشفت "فاينانشيال تايمز" هذا الشهر أن ما يقارب نصف رأسمال صندوق جالوا كابيتال - الذي ينسب لمؤسسه كيفن جو اكتشاف انهيار العملة المشفرة لونا - عالق في "إف تي إكس".
أقر جو بأنه "آسف للغاية"، وأنه قلل من تقدير "مخاطر الملاءة المالية بالاحتفاظ بأموالنا في إف تي إكس"، وقال "إن الأمر قد يستغرق بضعة أعوام لاستعادة نسبة مئوية معينة من أصولنا".
تقدر "كريبتو فند ريسيرتش" أن لما بين مائة و150 صندوق تحوط للعملات المشفرة، أو نحو 25 إلى 40 في المائة من مجموع عدد مثل هذه الصناديق المتخصصة، انكشاف مباشر على مجموعة إف تي إكس أو رمز إف تي تي.
يبلغ متوسط الانكشاف بين 7 إلى 12 في المائة من مجموع أصول الصناديق تحت الإدارة، مع احتفاظ بعض الصناديق بمعظم أصولها في البورصة، وفقا لمجموعة البيانات.
يمكن أن يبلغ الانكشاف، بما في ذلك شركات مثل "جينيسيس تريدنج"، التي أوقفت عمليات السحب في وحدة الإقراض الخاصة بها، و"بلوك فاي"، التي اتخذت خطوات مماثلة، أربعة إلى خمسة مليارات دولار، حسبما قالت "كريبتو فند ريسيرتش".
قالت "إف تي إكس" في ملفات قانونية الأسبوع الماضي "إنها مدينة بما لا يقل عن مائة مليون دولار لكل دائن من دائنيها العشرة الأكبر. أما أكبر 50 دائنا، الذين حجبت أسماؤهم في الملفات، فجميعهم مدينون بأكثر من 20 مليون دولار".
أصبحت المؤسسات التي تتداول في العملات الرقمية تتساءل عمن يمكنها الوثوق به، إذا كانت "إف تي إكس" التي كان يزعم أنها صلبة قد انهارت بسرعة كبيرة. كان المديرون يسحبون الأموال من البورصات بدافع الحذر.
"أعتقد أننا سنشهد مزيدا من فشل الأعمال التجارية خلال الأسابيع المقبلة، لذا قللنا انكشافنا في جميع الأطراف الأخرى"، كما قال أحد مديري الصناديق.
على عكس البورصات التقليدية، التي توصل ببساطة المشترين بالبائعين، عادة ما تحتفظ بورصات العملات المشفرة بأصول العملاء لفترات طويلة من الوقت، لتسهيل التداول للعملاء. مع ذلك، يجعل هذا المستخدمين عرضة للخطر إذا واجهت البورصة نفسها مشكلة.
على عكس وضع "ليمان"، حيث تم سداد أكثر من مائة في المائة من الأصول للدائنين في نهاية المطاف، ليس من الواضح على الإطلاق مقدار المبلغ المتبقي لاستعادته.
في علامة تنذر بالسوء، قال جون راي الثالث، الرئيس التنفيذي الجديد لـ"إف تي إكس"، "إنه لم ير مثل هذا الفشل التام في ضوابط الشركة"، وأضاف راي أنه "لم يثق بالميزانيات التي رآها".
لقد وجدت "إف تي إكس" حتى الآن 740 مليون دولار فقط من العملات المشفرة، وهو "جزء بسيط من الأصول الرقمية" التي تأمل استعادتها، مقارنة بتسعة مليارات دولار من الالتزامات في اليوم السابق لانهيارها إلى الإفلاس. علاوة على ذلك، تحقق "إف تي إكس" في المعاملات "غير الطبيعية" التي حدثت في بورصاتها بعد إفلاسها.
انخرط كثير من صناديق التحوط المتخصصة في العملات المشفرة في أصول "إف تي إكس"، لأنه كان ينظر إليها على أنها واحدة من أكثر البورصات الممتازة في القطاع غير المنظم إلى حد كبير.
قال أندريس كفامي جينسين، مدير صندوق إيه كيه جيه للأصول الرقمية، "كانت إف تي إكس القمة، والأكثر جاذبية. كان ينظر إليها على أنها نظير متطور ونظيف، الصورة التي كانت الدافع الرئيس خلف نجاحها".
كما أضاف "إن صناديق التحوط للعملات المشفرة لا تركز بشكل كبير عامة على تحليل المخاطر في البورصات الرئيسة. إجراء تدقيق شامل أمر صعب، بسبب الافتقار إلى التنظيم وبعد مواقع كثير من البورصات".
غرد سو زو، المؤسس المشارك لصندوق التحوط المنهار ثري آروز كابيتال، بأنه نقل التداول إلى "إف تي إكس" العام الماضي، بتشجيع من الشروط السخية ودعم مجموعة من أسماء رأس المال المغامر الكبيرة. "لقد افترضت أن شخصا ما هناك قام بالتدقيق والفحص ولا بد أن يكونوا قد نموا".
جذبت "إف تي إكس" أيضا مزيدا من صناديق التحوط الرئيسة التي كانت تفكر في تداول العملات المشفرة للاستفادة من عوائد الأصول المرتفعة. كما روجت نفسها للعملاء المحتملين، وفقا لأحد تنفيذيي صناديق التحوط، على أنها بدأت بالعملات المشفرة لكنها ستتوسع في تداول العملات والعقود الآجلة، ما يسمح باستخدام أموال الصناديق بكفاءة عبر جميع حسابات الهامش الخاصة بها.
كتبت شركة الاستثمار سينو جلوبال كابيتال، "مثل كثير منكم، وثقنا بأن تكون إف تي إكس جهة فاعلة جيدة ملتزمة بدفع القطاع إلى الأمام"، مضيفة أن "انكشافها المباشر على البورصة كان (متوسط سبعة أرقام). نحن نادمون بشدة على تلك الثقة التي كانت في غير محلها".

الأكثر قراءة