تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا .. ودعم غربي جديد لكييف

تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا .. ودعم غربي جديد لكييف

استعادت وزارة الدفاع الروسية تسعة أسرى حرب في إطار عملية تبادل للأسرى مع أوكرانيا أمس.
وقالت الوزارة في بيان "نتيجة لعملية التفاوض، أعيد تسعة جنود روس كانوا يواجهون خطر الموت في الأسر من الأراضي التي يسيطر عليها النظام الحاكم في كييف".
وحصدت أوكرانيا، أمس، وعودا جديدة بالحصول على دعم في مواجهة موسكو، وذلك في الذكرى الـ90 للمجاعة (هولودومور) التي تسبب بها النظام الستاليني عمدا في ثلاثينيات القرن الماضي والتي يتردد صداها بشكل أكبر منذ بدء الحرب.
وتوجه قادة أوروبيون عدة إلى كييف، أمس، لإحياء ذكرى المجاعة التي تعدها أوكرانيا "إبادة جماعية".
وأجرى رئيسا حكومة بولندا وليتوانيا ماتوش مورافيتسكي وإنجريدا سيمونيت محادثات مع نظيرهما الأوكراني دينيس شميجال.
وأصدر المسؤولون الثلاثة بيانا مشتركا بعد الاجتماع أكدوا فيه مواصلة دعم أوكرانيا.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن شعبه سيصمد في وجه الهجمات التي تتسبب بانتظام في انقطاع كبير للكهرباء والمياه مع حلول فصل الشتاء.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو على تطبيق تيليجرام إن "الأوكرانيين مروا بأمور رهيبة. وعلى الرغم من كل شيء احتفظوا بالقدرة على عدم الانصياع وبحبهم للحرية. في الماضي أرادوا تدميرنا بالجوع واليوم بالظلام والبرد".
كما توجه رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إلى كييف في أول زيارة له لأوكرانيا منذ بداية الحرب.
وأفاد وكالة الأنباء البلجيكية "بيلجا" بأنه يحمل معه دعما ماليا إضافيا بقيمة 37.4 مليون يورو موجهة خصوصا لمساعدة السكان على التكيف مع فصل الشتاء في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وكتب على تويتر "وصلنا إلى كييف. بعد القصف العنيف في الأيام القليلة الماضية، نقف إلى جانب الشعب الأوكراني. اليوم أكثر من أي وقت مضى".
أما المستشار الألماني أولاف شولتس فقد أعلن في مقطع فيديو مساعدة إضافية بقيمة 15 مليون يورو لدعم صادرات الحبوب الأوكرانية المتأثرة بالحرب.
كما وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم ستة ملايين يورو إضافية لدعم هذه الصادرات التي تعد حيوية لتزويد عديد من الدول في إفريقيا وآسيا.
وقال في رسالة "لقد اخترنا أن نتضامن مع الدول الأكثر ضعفا. وروسيا من جانبها تواصل استغلال الجوع وسيلة ضغط والطعام سلاح حرب".
وتبنى البرلمان الألماني الأربعاء مشروع قرار يصنف "هولودومور" على أنها "إبادة جماعية"، وقد تسببت المجاعة في وفاة ملايين عدة من الأوكرانيين في عامي 1932 و1933 على خلفية تأميم الأراضي.
ترفض روسيا بشكل قاطع هذه الصفة، مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفياتي في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط، بل كذلك من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولجا وأفراد شعوب أخرى.
وفي دنيبرو بوسط أوكرانيا، تسبب قصف روسي في جرح 13 شخصا على الأقل وفق حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو.
أما في العاصمة حيث قضى جزء من السكان الأيام الثلاثة الماضية دون كهرباء بعد الضربات الروسية الواسعة الأربعاء، فأعلنت البلدية أنها أصلحت 75 في المائة من شبكة الكهرباء و90 في المائة من شبكة التدفئة مع اقتراب درجات الحرارة من الصفر.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن روسيا في الأغلب ما تزيل رؤوسا نووية من صواريخ كروز نووية متقادمة وتطلقها على أوكرانيا.
وأوضحت وزارة الدفاع إن صورا مفتوحة المصدر تظهر حطام صاروخ كروز أطلق من الجو على أوكرانيا يبدو أنه كان مصمما في الثمانينيات من القرن الماضي كنظام قصف نووي، موضحة أنه يجري على الأرجح وضع ثقل مكان الرؤوس الحربية.
ومثل هذا نظام سيحدث دمارا من خلال الطاقة الحركية للصاروخ والوقود غير المستهلك. وأضافت الوزارة في نشرتها اليومية للمخابرات المنشورة على تويتر إن من غير المرجح تحقيق نتائج موثوقة ضد الأهداف.
وقالت الوزارة "أيا كان هدف روسيا فإن هذه التصرفات المرتجلة توضح مستوى نفاد مخزوناتها من الصواريخ طويلة المدى".
وحلت أمس الذكرى السنوية لضحايا المجاعة. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) 1932، نشر الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين قوات الشرطة لمصادرة جميع الحبوب والماشية من المزارع الأوكرانية التي أدخلت حديثا تحت مظلة الشيوعية، يما يشمل البذور اللازمة لإنبات المحصول الجديد.
وتضور ملايين المزارعين الأوكرانيين جوعا في الأشهر التالية فيما وصفه تيموثي سيندر المؤرخ في جامعة ييل بأنه "إبادة جماعية متعمدة بكل وضوح".
وأدى قصف روسي على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى مقتل 15 مدنيا الجمعة وفق ما أعلنت مسؤولة في المدينة، فيما لا يزال نحو نصف سكان كييف محرومين من الكهرباء في ظل درجات حرارة منخفضة.
وقالت جالينا لوجوفا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قتل اليوم 15 من سكان مدينة خيرسون وأصيب 35 آخرون بينهم طفل نتيجة قصف العدو".
وأضافت أن "منازل خاصة عدة وبنايات شاهقة تضررت" جراء الهجمات.
وغادر قطار خيرسون متجها إلى خميلنيتسكي وعلى متنه المواطنون المائة الأوائل من خيرسون الذين استفادوا من الإجلاء الحكومي، بينهم 26 طفلا، فضلا عن سبعة مرضى طريحي الفراش وستة معوقين.
وأعلن حاكم منطقة خيرسون في وقت سابق إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة.
وقال ياروسلاف يانوشيفيتش على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "بسبب القصف الروسي المتواصل، نقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات خيرسون".

الأكثر قراءة