روسيا: استعادة أوكرانيا للقرم بالقوة لن يحدث

روسيا: استعادة أوكرانيا للقرم بالقوة لن يحدث
روسيا: استعادة أوكرانيا للقرم بالقوة لن يحدث

قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، أمس، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس مهتما بالتوصل إلى حل سلمي للصراع بشأن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إليها من أوكرانيا في 2014.
وأضاف بيسكوف أن زيلينسكي يسعى إلى استعادة القرم بالقوة العسكرية، وهو ما يرقى إلى "نزع ملكية أرض روسية"، مؤكدا أن هذا لن يحدث "تحت أي ظرف".
ويأتي تعليق المتحدث باسم الكرملين في أعقاب مقابلة أجراها الرئيس الأوكراني مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أوضح فيها أن أوكرانيا تعتزم استعادة شبه جزيرة القرم، بالقوة العسكرية إذا ما لزم الأمر.
وبقى نحو نصف سكان العاصمة الأوكرانية كييف محرومين من التيار الكهربائي أمس، بعد يومين على ضربات روسية استهدفت منشآت حيوية، على ما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو.
وكتب كليتشكو على تليجرام "ثلث المساكن في كييف بات لديها تدفئة، يواصل الخبراء إعادة "التيار الكهربائي" إلى العاصمة. لا يزال نصف المستهلكين محرومين من الكهرباء".
وأضاف "خلال النهار، تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب". ولامست الجمعة درجات الحرارة الصفر مئوية، مع تساقط أمطار.
وعد فولوديمير كودريتسكي رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو"، أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب" بعد الهجوم الذي استهدفه.
وقال على فيسبوك إن الكهرباء عادت جزئيا في المناطق و"شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي".
وأمضى ملايين الأوكرانيين نهار الخميس من دون كهرباء، ولا سيما في العاصمة كييف، غداة ضربات روسية كثيفة استهدفت مرة جديدة منشآت إمدادات المياه والكهرباء.
وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون أن هذه الاستراتيجية الروسية ترقى إلى مستوى "جرائم حرب".
وشنت القوات الروسية هجوما صاروخيا، صباح أمس، على ضواحي مدينة زابوريجيا جنوبي وسط أوكرانيا، حسبما ذكر أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في المدينة.
وقال ستاروخ على حسابه على تليجرام "الروس استهدفوا ضواحي زابوريجيا مجددا بضربات صاروخية، وجار التحقيق في تفاصيل الهجوم" وفقا لوكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية "يوكرينفورم".
وتضم مدينة زابوريجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أورويا، وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف المحطة، ما أثار مخاوف من تعرض المحطة لأضرار قد تهدد بحدوث كارثة نووية على غرار تلك التي حدثت في انفجار مفاعل تشيرنوبل في 1986.
وأعلنت وكالة الطاقة الذرية الروسية دعمها لإقامة منطقة حماية حول محطة زابوروجيا، وفقا لما اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن بشروط روسية.
وطرح رئيس روساتوم، إليكسي ليخاتشيف اقتراحاته بشأن كيفية تشغيل المحطة، التي تشمل عدم إطلاق أوكرانيا النار على المنطقة، أو محاولة استعادتها.
وقال ليخاتشيف، "وفي المقابل، روسيا لن تضع أي أسلحة هجومية أو قوات، باستثناء تلك الخاصة بالحماية ومراقبة المحطة".
وقالت موسكو إن القرار الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي ويصنف روسيا "دولة راعية للإرهاب" بسبب نشاطها العسكري في أوكرانيا "لا يمت بصلة" لمكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن القرار "لا يمت بصلة للوضع الحقيقي في الحرب ضد الإرهاب الدولي"، ووصف القرار بأنه "خطوة غير ودية" وجزء من "حملة يشنها الغرب ضد بلادنا".
وشاركت قوات لحلف شمال الأطلسي أمس، في مناورات في شمال بولندا وهي منطقة ذات أهمية بالغة لأمن الجناح الشرقي للحلف.
ومنطقة سوفاوكي جاب ذات كثافة سكانية منخفضة وهي أراض بولندية تقع بين روسيا البيضاء وجيب كالينينجراد الروسي. ولهذه المنطقة أهمية استراتيجية لأن استيلاء روسيا عليها سيعزل دول البلطيق عن بقية دول الحلف.
وعززت بولندا قواتها المسلحة بعد الحرب وتخطط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وقال وزير الدفاع البولندي، ماريوش بلاشتاك "كجزء من هذه المناورات، هناك تدريبات.. تم إعدادها بناء على خبرتنا ومراقبتنا لساحة المعركة في أوكرانيا". وأضاف "نعرف الأساليب التي تستخدمها روسيا وأساليب (الدفاع) الفعالة".
وقالت وزارة الدفاع البولندية إن تدريبات توماك-22 تضم 2000 جندي من القوات البرية والجوية. واشتملت على أكثر من ألف قطعة من معدات الدعم القتالي واللوجستي.
وفي يوم مثلج، تضمنت المناورات تدريبات على عبور المياه والهبوط. وتردد دوي انفجارات في بحيرة كيبنو بالقرب من قرية كلوسة مع بدء محاكاة هجوم.
وقال الكولونيل توماش بيدجاك "ما حدث اليوم في بحيرة كيبنو كان جزءا من مناورة أكبر تجري منذ أسابيع عدة".
وتضمنت التدريبات عبور عشرات الجنود البولنديين وحلفائهم المياه بمركبات عسكرية على ناقلات برمائية، بينما نفذت قوات أمريكية في دبابات إبرامز محاكاة مطاردة للعدو. ومنعت السحب المنخفضة الطائرات العسكرية من المشاركة في المناورات عند بحيرة كيبنو.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن روسيا "ستحقق أهدافها" في أوكرانيا، خلال لقاء مع أمهات جنود ومجندين روس نقل التلفزيون الرسمي وقائعه.
وهاجم بوتين "أعداء في المجال الإعلامي" يسعون بحسبه لـ"التقليل من أهمية" الهجوم الروسي على أوكرانيا، مضيفا "علينا أن نحقق أهدافنا، وسنحققها".
وأوضح بوتين أنه يتفهم قلق وخوف أمهات الجنود وآلام من فقدان أبنائهن في أوكرانيا، مضيفا "أود أن تعرفن أنني شخصيا وباقي قيادة البلاد نشعر بآلامكن".
وأضاف "ندرك أنه لا شيء يمكن أن يعوض عن فقد ابن، خاصة للأم... نشارككن الشعور بهذا الألم".
وقال بوتين إنه لا يشعر بأي ندم على شن ما يسميه "العملية العسكرية الخاصة" لروسيا في أوكرانيا، ووصف الحرب بأنها لحظة فاصلة وقفت فيها روسيا أخيرا في وجه هيمنة غربية متعجرفة بعد عقود من الامتهان في الأعوام التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991.

الأكثر قراءة