روسيا تستعيد 35 جنديا أسيرا من أوكرانيا .. وضربات على كييف
فيما أدت ضربات روسية إلى سقوط قتلى بينهم رضيع في عيادة ولادة في جنوب أوكرانيا، استعادت موسكو 35 جنديا كانوا متحتجزين في أوكرانيا.
وطالت الضربات بنى تحتية للطاقة في العاصمة كييف أمس، في موجة جديدة من الهجمات الممنهجة التي تسببت في انقطاع الكهرباء في مختلف مناطق البلاد.
وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية "إن صواريخ روسية أصابت مستشفى في فيلنيانسك في منطقة زابوريجيا الواقعة جنوبا"، حيث أكبر منشأة أوروبية للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.
ونشرت أجهزة الطوارئ تسجيلا مصورا يظهر عناصرها واضعين خوذات واقية ويستعينون بمصابيح مثبتة على رؤوسهم، أثناء محاولة إخراج رجل علق حتى مستوى الخصر بين أنقاض.
وأكدت الأجهزة في بيان تدمير مبنى قسم الولادة المؤلف من طابقين، مضيفة "في ذلك الوقت كانت امرأة ورضيع وطبيب يوجدون داخل المبنى".
توفي الرضيع فيما أنقذت المرأة والطبيب من بين الانقاض، بحسب المسعفين. وأضافوا أنه "طبقا للمعلومات الأولية لا يوجد أشخاص آخرون بين الركام".
وقال أولكسندر ستاروخ رئيس إدارة منطقة زابوريجيا "الحزن يملأ قلوبنا".
والضربات هي الحلقة الأخيرة من سلسلة هجمات روسية سابقة طالت مرافق طبية أوكرانية منذ الحرب في 24 شباط (فبراير).
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الهجمات الممنهجة الأخيرة على شبكة الطاقة تتسبب في أعطال كبيرة في مستشفيات أوكرانية.
وأدى هجوم عنيف في آذار (مارس) الماضي على مستشفى في ماريوبول الساحلية التي دمرتها الحرب، إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل. ودانت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الهجوم، فيما اعتبرته موسكو "مدبرا".
وطالت ضربات روسية العاصمة الأوكرانية كييف أمس، وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية المدينة "إن بنى تحتية حيوية أصيبت في القصف".
وقالت إدارة مدينة كييف على منصات التواصل الاجتماعي "روسيا تشن ضربات صاروخية على البنية التحتية الحيوية في مدينة كييف. ابقوا في الملاجئ حتى انتهاء حالة التأهب الجوي".
وانقطعت الكهرباء عن مدينة لفيف "غرب" بعد أن طالها قصف، بحسب رئيس البلدية.
وأعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية أن محطات الطاقة النووية الثلاث التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية انفصلت عن شبكة الكهرباء، بعد قصف جوي روسي جديد.
وقالت إينيرجواتو "إن الضربات أدت إلى تفعيل بروتوكولات الطوارئ في محطات ريفننسكا وبيفدينوكرانسكا وخميلنيتسكا، وإنه نتيجة لذلك انفصلت جميع المفاعلات تلقائيا عن شبكة الكهرباء".
كما "تشهد مولدافيا انقطاعا للتيار الكهربائي على نطاق واسع الأربعاء، عقب الضربات الروسية على منشآت للطاقة الأوكرانية"، على ما قال أندريه سبينو نائب رئيس الوزراء المولدافي.
وكتب سبينو على فيسبوك "نتيجة القصف الروسي لنظام الطاقة الأوكراني خلال الساعة الماضية، نشهد انقطاعات كبيرة في الكهرباء في كل أنحاء البلاد"، فيما كانت مولدافيا تواجه أصلا مشكلات كبيرة في الطاقة لأسباب مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
في منطقة خاركيف في شرق البلاد، أدى قصف روسي طال مبنى سكنيا وعيادة إلى مقتل شخصين، وفق الحاكم أوليج سينيجوبوف.
من جهته قال زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي عقب الضربات "إن العدو قرر مجددا أن يحاول اللجوء إلى الإرهاب والقتل لتحقيق ما عجز عن تحقيقه طيلة تسعة أشهر، ولن يتمكن من تحقيقه".
وذكرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق هذا الأسبوع أنها سجلت أكثر من 700 هجوم على مرافق صحية منذ بدء الحرب
وقال هانس كلوجه مدير المنظمة لمنطقة أوروبا للصحافيين "إن تواصل الهجمات على بنى تحتية للصحة والطاقة يعني أن مئات المستشفيات ومرافق الصحة العامة لم تعد تعمل بشكل كامل".
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا ملحقة بها أضرارا جسيمة قبل فصل الشتاء، وقال كلوجه "إن تداعياتها السلبية على النظام الصحي وعلى صحة الناس باتت ملموسة بالفعل".
وتعرضت بلدة فيلنيانسك - حيث تقع عيادة الولادة التي تبعد 45 كيلومترا عن خط الجبهة - لضربات روسية الأسبوع الماضي أودت بعشرة أشخاص وفق مسؤولين.
وتقع البلدة في زابوريجيا التي تقول موسكو "إنها ضمتها"، رغم عدم بسطها سيطرة كاملة على المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الاستخباراتي اليومي بشأن الحرب في أوكرانيا "إن روسيا تستخدم طائرات درون إيرانية للتعويض عن افتقارها إلى صواريخ كروز".
وأوضحت الوزارة أنه منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، نشرت القوات الروسية مئات من الصواريخ ضد أوكرانيا، بما في ذلك ما يطلق عليه "طائرات درون كاميكازي"، وأضافت "لكن هذا التوجه أحزر نجاحا محدودا". وقد أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية معظم طائرات الدرون.
وأضافت وزارة الدفاع أن "أهداف الهجمات بطائرات الدرون هي أهداف عسكرية تكتيكية بصورة أساسية إضافة إلى شبكة الكهرباء الأوكرانية". مع ذلك، طالب قادة روس أخيرا بأن تستهدف طائرات الدرون الإيرانية المنشآت الطبية والهجوم عليها بالذخيرة الموجهة.
وتابعت الوزارة أنه "لم يتم شن هجمات بطائرات كاميكازي منذ عدة أيام"، مضيفة أنه "من المرجح أن ينفد مخزون روسيا الحالي قريبا للغاية، لكنها من المحتمل أن تسعى لاعادة التزود بهذه الطائرات".
وأكد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، أن القوات الروسية تعاني نقصا كبيرا في ذخائر المدفعية، وهو أمر يقوض عملياتها في أوكرانيا.
وقال أوستن للصحافيين من داخل طائرة عسكرية أمريكية "واجه الروس صعوبات لوجستية منذ بداية الحرب في أوكرانيا وما زالوا يواجهون صعوبات لوجستية"، وأضاف "يعانون نقصا كبيرا في ذخائر المدفعية".
واستهدفت كييف مواقع تخزين تابعة لموسكو، ما تسبب للروس في صعوبات نوعا ما من ناحية كمية الذخيرة المتاحة لديهم.
ولفت أوستن إلى أن القوات الروسية تعتمد بشدة على المدفعية إذ تطلق عددا كبيرا من القذائف قبل إجراء مناورات برية.
وتابع "يحتاج هذا النوع من العمليات إلى كميات كبيرة من الذخيرة. لست متأكدا من امتلاكهم هذا النوع من الذخائر بما يكفيهم للمضي قدما".
وأشار أوستن أيضا إلى أن إمدادات الروس من الذخائر الموجهة بدقة "انخفض كثيرا" على مدى فترة النزاع الذي اندلع قبل تسعة أشهر، وأكد أن موسكو لن تتمكن من استبدالها سريعا نظرا إلى القيود التجارية المفروضة على سلع مثل الشرائح الإلكترونية الدقيقة.