FINANCIAL TIMES

برايان أرمسترونج .. مزيد من التشفير هو حل كوارث التشفير

برايان أرمسترونج .. مزيد من التشفير هو حل كوارث التشفير

برايان أرمسترونج .. مزيد من التشفير هو حل كوارث التشفير

قبل تناولي الغداء مع برايان أرمسترونج، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة، أخبرني فريقه بأنهم حاولوا العثور على مطعم لائق في سان فرانسيسكو يقبل الدفع بالعملات المشفرة. لكن مع الأسف، لم يحالفهم الحظ في ذلك.
كنت مندهشة من موافقة هذا الشخص الانطوائي البالغ من العمر 39 عاما على التقائي. تكافح العملات المشفرة حاليا ضغوط انكماش شديدة لدرجة أنها تسببت في موجة عارمة من تسريح الموظفين وحالات الإفلاس وأوجدت لنفسها أزمة ائتمان متضخمة. بعد انتهاء لقائنا، أحد أكبر منافسي أرمسترونج، وهو سام بانكمان فرايد مؤسس بورصة إف تي إكس، سقط من مكانته العالية، بعد أن تقدمت إمبراطوريته لبورصة العملات المشفرة التي تبلغ قيمتها 32 مليار دولار بطلب للحماية من الإفلاس، في أكبر انهيار يشهده عالم العملات المشفرة حتى الآن.
أما شركة كوين بيس التي يملكها أرمسترونج، وهي منصة لبيع وشراء وتخزين الأصول الرقمية التي صنعت التاريخ في الصناعة المالية كأول شركة كبرى للعملات المشفرة يتم إدراجها علنا في الولايات المتحدة، كانت قيمتها السوقية عند 76 مليار دولار، وذلك في أول ظهور لها في السوق العام الماضي. أما اليوم فأصبحت قيمتها 11 مليار دولار فقط.
لكن ذلك لم يحط من عزيمة أرمسترونج. فبالكاد جلسنا في المطعم، حتى بدأ يشكو من "العداء المتزايد تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى" الذي يتسبب في تدمير مدينة سان فرانسيسكو. أهدرت المدينة تاج التكنولوجيا الذي ارتدته من خلال تشويه سمعة الأشخاص الذين حققوا لها النمو، كما يقول، وأن ذلك كان تقريبا هو سبب انتقاله اخيرا للعيش في لوس أنجلوس. قال "إن أفضل ما كان يميز سان فرانسيسكو بالنسبة إلي هو روح "أننا يمكننا بناء مستقبل أفضل من خلال التكنولوجيا"، أليس كذلك؟".
جلسنا في حانة ويفير تافيرن في الحي المالي في سان فرانسيسكو، وهو مكان معروف بتقديم الطعام الأمريكي وأسعاره المرتفعة. مع الاثاث الخشبي الداكن فيه ورؤوس الغزلان والطيور المحشوة التي تزين المكان، يشبه ديكوره مزيجا ما بين حانات لندن التي تقدم الطعام وبين النادي الخاص بالأعضاء في هاي لاندز.
مثل عديد من مؤسسي شركات التكنولوجيا، يرتدي أرمسترونج زيا خاصا، وهو فانيلا سوداء، وسترة سوداء منفوخة، وحذاء رياضيا أبيض اللون، ويرتدي قبعة. عندما طلبت مقابلته أول مرة العام الماضي، أخبرني فريقه بأنه لا يحب التحدث إلى الصحافة. على الرغم من أنهم لا يقولون ذلك، إلا أنني أظن أن المشكلة كانت محددة، وهي أن "فاينانشيال تايمز" لديها سمعة في دوائر وادي السيليكون أنها متشككة بشكل مفرط في العملات المشفرة.
لكن لا يبدو أن أرمسترونج كان منزعجا من ذلك. خلال ثمانية أعوام من تقديم التقارير عن قطاع العملات المشفرة، التقيت خلالها عباقرة غريبي الأطوار كما التقيت أشخاصا أصبحوا من أصحاب الملايين بالصدفة، بعد أن اتخذوا قرارا ذكيا واحدا ليعيشوا منذ ذلك الحين وكأن الحياة حفلة لا تنتهي. أين يتناسب أرمسترونج بين طيف الشخصيتين المزيفة والمتبصرة؟ أخبرني أحد الزملاء السابقين بأنه "كالرجل الذي يركب السجادة السحرية، حيث يعتقد أنه صاحب السحر، وليس صاحب السجادة".
مهما كانت حقيقة ذلك، لا يمكن لأحد أن يشك في إيمانه بنفسه. بينما كنا نتصفح قائمة الطعام، أخذ يشرح لي كيف تتوافق بورصة كوين بيس مع إيمانه الراسخ بضرورة استخدام تقنية العملات المشفرة ونظام بلوكتشين في تحدي سلطوية الحكومات المركزية، وتحسين البنية التحتية المالية، وفي النهاية، تمكين "الحرية الاقتصادية".
قال "إن المهمة ستكون طويلة المدى وهي تقريبا أزلية، أليس كذلك؟". يوضح أن الحرية الاقتصادية مهمة ليس فقط للنمو، لكن أيضا لوضع حد للحروب والفساد ولتحقيق مزيد من السعادة. قال "هناك عديد من الطرق المختلفة نجعل فيها العالم أفضل. لكن أحد هذه الطرق، مثلا، أنه إذا سمحت للأشخاص الذين يحاولون فعل الأشياء الجيدة أن يحافظوا على الجانب الإيجابي لعملهم، فسيجربون القيام بمزيد من الأشياء".
تقدم تقنية بلوكتشين الشيء نفسه من خلال "طرق بسيطة". مثلا، "يمكن لأي شخص تخزين أصوله بطريقة لا يمكن انتزاعها منه (...) ويمكنهم المشاركة في التجارة الحرة لأن العملات المشفرة بطبيعتها عالمية".
ثم سألته، عما إذا كان يعتبر مهمته سياسية، لا أستطيع أن أتذكر أي مؤسس ومدير تنفيذي غيره يتبنى وول ستريت والمنظمين بجرأة بينما يسعى علنا للتخلص من وول ستريت والمنظمين؟ قال "إن ذلك كالأسواق الحرة. ربما يكون تحرريا إذا ما وجب الوصف". هل تصف سياستك بأنها تحررية؟ أجاب "وصفي لنفسي هو أنني مستقل. أنا في الأساس غير سياسي ومستقل".
هذا التأكيد الذي بدر منه لم يكن مقنعا تماما. في 2020، حظر أرمسترونج النقاشات السياسية والدفاع عن القضايا الاجتماعية في مكان العمل بعد انطلاق حركة "حياة السود مهمة"، بحجة أن ذلك كان مدعاة لإيجاد الانقسامات. هنأه أصحاب رؤوس الأموال المغامرة على موقفه هذا، لكن 60 موظفا لديه غادروا الشركة لاحقا، وفقا لمدونة نشرت على موقع كوين بايس قبل أن يتم حذفها لاحقا. قال "أعتقد أن التكنولوجيا هي طريقتي التي اخترتها لتحسين العالم، وليس من خلال السياسة".
وصل النادل ليأخذ طلبنا. طلب أرمسترونج طبق البوبوفر الذي يشتهر به المطعم إلى المائدة، وهو النسخة الأمريكية الأكثر رقة من يوركشاير بودينج. بالنسبة إلي، طلبت خبز بوراتا وبعدها سلطة الدجاج المشوي. أما بالنسبة إليه، فطلب السلطة كمقبلات والدجاج العضوي المقلي كطبق رئيس.
يحب مؤسسو شركات التكنولوجيا عادة أن تكون لنشأتهم قصة ملهمة، وأرمسترونج ليس استثناء عنهم. حيث ولد وترعرع في سان خوسيه، كاليفورنيا، ثم ذهب ليدرس الاقتصاد وعلوم الحاسوب في جامعة رايس في تكساس، قبل أن ينتقل إلى الأرجنتين في 2009 لمدة عام.
هناك في الأرجنتين، كما يقول، "شعر بألم التضخم المفرط بشكل مباشر"، وبعد ذلك، بصفته من أوائل الموظفين في شركة آير بي إن بي، قال "إنه رأى مدى صعوبة نقل الأموال على مستوى عالمي، وأدرك أن الخدمات المالية لم تكن تبتكر شيئا". بعد مرور عام، بعد انبهاره بالورقة البيضاء الخاصة بساتوشي ناكاموتو عن عملة البيتكوين كحل لكلتا المشكلتين، دخل أرمسترونج في شركة واي كومبينيتور في وادي السيليكون الشهيرة في تسريع الشركات الناشئة ليشرع في تنفيذ فكرة منصة كوين بيس.
إذن، ما شعورك بأن تكون الرئيس التنفيذي لشركة توجد دائما في دائرة الضوء؟ توقف أرمسترونج لبرهة. كان يحدق بعيدا بشكل متكرر وهو يتحدث، وكان ينظر في عيني فقط إذا ما واتته أي فكرة. وهو، كما يقول "شخص له خصوصيته بصورة نسبية. تصادف أن يدير شركة عامة كبيرة". دافع عن "الرؤساء التنفيذيين الانعزاليين"، مستشهدا بـ"انطوائيين" مثل لاري بيدج ومارك زوكربيرج وبيل جيتس. وكان حينها يطالع كتابا بعنوان "ذا آوتسايدرز"، الذي يتحدث عن ثمانية رؤساء تنفيذيين كانوا هادئين وغير راغبين في تسليط الأضواء عليهم، لكنهم جميعا تفوقوا في أدائهم على السوق بمرور الوقت.
قد تكون مسألة شق طريق الحرية في الاقتصاد قضية نبيلة. لكن فقاعات المضاربة في العملات المشفرة التي كانت جامحة جعلت أرمسترونج وآخرين من أمثاله أثرياء بشكل هائل. إذ يقال إنه اشترى قصرا في بيل آير بقيمة 133 مليون دولار أواخر العام الماضي. في مرحلة ما، سيتقدم أرمسترونج بدفاع مثير للاهتمام عن أصحاب المليارات. قلت في نفسي، إنني لم ألتق مطلقا شخصا ليبراليا تعيسا في وادي السيليكون.
اليوم، كان التحدي الذي يواجه سعي أرمسترونج في سبيل الحرية الاقتصادية هو السوق الهابطة والمدمرة المعروفة باسم "شتاء العملات المشفرة". حيث قامت شركة كوين بيس بتسريح ما يقارب خمس قوتها العاملة - أي ما يقارب 1110 موظفين - كما انخفضت أسهمها بنحو 80 في المائة حتى الآن هذا العام. تقلص صافي ثروة أرمسترونج الآن، وفقا لمجلة "فوربس"، إلى ملياري دولار، من ثروته البالغة 6.6 مليار دولار التي كان يملكها حتى عهد قريب هذا العام.
ولد الألم الجماعي استجابتين من عشاق العملات المشفرة، أن تدافع عن زاويتك في سوق العملات المشفرة، وأن تهاجم البقية، أو أن تكرر الأقوال التي تبعث على الطمأنينة بأن عمليات البيع في السوق يمكن أن تكون نعمة.
انضم أرمسترونج إلى معسكر "الجانب المشرق للجميع". كما قال "إنه شهد أربع فترات انكماش مضنية على مدار العقد الماضي، وإن ذلك في الواقع أسهل، لأن هذه المرة لا أحد يسأل هل انتهت العملات المشفرة؟"، وقال "إن اتجاه التاريخ، كما تعلمون، هو نحو مزيد من الرقمنة، ومزيد من المدفوعات الإلكترونية، إن محفظتنا ستصبح هي هواتفنا المستقبلية".
كي أختبره، سألته عما إذا كان قد باع أي عملة مشفرة خلال الانكماش الأخير؟ فأجاب "أنا لا أتاجر في العملات المشفرة (...) أنا فقط أحتفظ بها أثناء الصعود والهبوط في الأسعار". "في لغة العملات المشفرة، هذا ما سيعرف باسم هودلر - التي تعني احتفظ بقرشك الأبيض ليومك الأسود".
لكن يبدو من الواضح أن هناك تيارا خفيا يتسم بالقلق في بعض الأحيان يظهر في الإشارات التي تتوق إلى عملية "تدافع لسحب الودائع" مستقبلا في العملات المشفرة والشكوى من أن بورصة كوين بيس تبدو حاليا "مقومة بأقل من قيمتها".
هل كان الإدراج العام أفضل الطرق التي اختارتها "كوين بيس"، نظرا لارتباط إيراداتها بالتقلبات في أسعار العملات المشفرة؟ أصر أرمسترونج مؤكدا على ذلك. قال بمرح "أنا سعيد للغاية لأننا فعلنا ذلك. يسعدني أننا نساعد السوق على فهم دورات العملات المشفرة بشكل أفضل تقريبا. لأن هذا هو تاريخنا كشركة، إننا نريد شق الطريق، وإضفاء الشرعية على الصناعة بأكملها، أليس كذلك؟ نحن لا نمانع في أن يساء فهمنا أو أن يتم استجوابنا لبضعة أعوام. نحن نقوم بهذا على المدى الطويل". تم طرح الشركة للاكتتاب العام بعد ما يقارب عقدا من تأسيسها. قال أرمسترونج "إنه يريد أن يستمر في منصب الرئيس التنفيذي لمدة عشرة أعوام أخرى".
مع وصول أطباق المقبلات، عدت إلى الحديث معه، عما سرده لي قبلا حول التضخم المفرط في الأرجنتين. أليس من المؤكد أن هذا التراجع الأخير في العملات المشفرة، في وقت ضرب فيه الركود بشكل واسع، قد دحض الحجة القائلة إن العملات المشفرة هي وسيلة للتحوط من التضخم؟
يقول وهو يومض "اعتقدت حقا أنه في سوق هابطة، وفي بيئة تضخم عالية، قد يستخدم الناس البيتكوين بشكل أكبر، كما هي الحال مع الذهب. أعتقد أنه اتضح أننا كنا مبكرين قليلا بالنسبة إلى ذلك". تنازل نادر منه. يشير أرمسترونج إلى أن الذهب لديه سجل مثبت وهو يبلغ نحو عشرة أضعاف القيمة السوقية لعملة البيتكوين. لكن "أعدك" أمهليه خمسة إلى عشرة أعوام أخرى.
لن يعجبك هذا السؤال، أحذره، بينما يجلب النادل أطباقنا الرئيسة. لقد تعمقنا في مناقشة اللامركزية وWeb3، وهي نسخة تتمحور حول الخصوصية من الإنترنت التي يرغب عشاق التشفير في بنائها على تقنية بلوكتشين. لكني أريد استكشاف أحد أكثر قراراته إثارة للجدل كرئيس تنفيذي.
في 2020، مع انتشار حركة "حياة السود مهمة" في جميع أنحاء العالم، أدخل أرمسترونج سياسته لحظر الأعمال الناشطة في مكان العمل. ويصر أرمسترونج على أن هذه الخطوة كانت "غير سياسية" وأن نيته كانت إبعاد كوين بيس من الحروب الثقافية، لكن المفارقة أنه كان لها تأثير معاكس.
"لم أكن أرغب حقا في حصول لحظة جدلية كبيرة كهذه، لم يكن هذا ما أبحث عنه. في الواقع، كنت أتمنى ألا يحدث ذلك على الإطلاق"، كما يقول. لكن "الأمر قد نجح في أن تصبح الشركة أكثر تركيزا. إن هناك انسجاما أفضل. وأعتقد أن هذا كان تغييرا إيجابيا بالنسبة إلينا".
سألته عن مقال يدينه في "نيويورك تايمز" نشر بعد دخول تلك السياسة حيز التنفيذ، حيث زعم ما لا يقل عن 11 موظفا سابقا من السود معاملتهم بعنصرية وتميزية في الشركة؟
" في الواقع، لا أعتقد أن هذا كان دقيقا على الإطلاق. إنها بضع نقاط لوجهات نظر"، يضع أدوات المائدة الخاصة به ويلقي نظرة عامة على إحصاءات التنوع والجهود المبذولة. "إن الأشخاص الذين كتبوا ذلك، نظرتهم العالمية لا تتناسب مع كيفية تفكيرهم فيما ينبغي أن يكون العالم عليه. لذلك هاجمونا. لكنها لم تعكس في الواقع التجربة الحية للأشخاص العاملين في منصة كوين بيس".
من المؤكد أنها عكست على الأقل مشاعر هؤلاء الموظفين الذين تم الاستشهاد بهم، كما أضغط عليه. يرفض أرمسترونج المقال باعتباره "صحافة سيئة أساسا".
"إذا كان لديك رواية بالفعل في رأسك، فيمكنك في الأساس الانتقال إلى موقع (لينكد إن) والبحث عن أي شخص ترك الشركة، أليس كذلك؟ نحن كبار بما يكفي. ويمكنك جعل شخص ما يسرد بشكل رسمي ويقول أي رواية تريدها، يمكنك العثور على اقتباس لذلك".
خوفا من الجدل حول الحقيقة المطلقة والنسبية، انتقلت إلى السؤال عما يحب أن يفعله من أجل المتعة؟ يجيب "بناء مركز للبحث العلمي والاستثمار في إطالة العمر والتكنولوجيا الحيوية". أشرت أن كل هذا يبدو كأنه مزيد من العمل.
قرأت أن أرمسترونج لديه تقليد في غداء الموظفين يتمثل في إعطاء 20 دولارا من العملات المشفرة للشخص الذي يعطيه أحدث التقييمات. هل هناك شيء أنت ملزم به على وجه الخصوص؟ يقول "في كثير من الأحيان يتعلق الأمر بشيء داخلي يمكننا القيام به بشكل أفضل"، مثل إدارة المواهب. كنت أنتظر مثالا دقيقا. "دعنا نرى، آه. أعني (...)" تردد أرمسترونج، ولمرة واحدة، لم يستطع التعبير.
هناك تحذير واحد كبير لسياسة معلنة لأرمسترونج تنص على اتباع سياسة صفرية فيما يتعلق بالسياسة: سياسة العملات المشفرة.
إن مستقبل العملات المشفرة - وإرث أرمسترونج - يتوقفان على الطريقة التي تقرر بها الحكومات والجهات التنظيمية في نهاية المطاف تنظيم هذا الغرب الرقمي الجامح. في الولايات المتحدة، تفكر جماعات الضغط الخاصة بالعملات المشفرة في مشاريع القوانين والأوامر التنفيذية المقدمة من كلا الحزبين. يجادل أرمسترونج بأن التنظيم "عادة ما يرسخ الشركات الكبرى" وسيثبت أنه أمر إيجابي بالنسبة إلى كوين بيس. ففي أيلول (سبتمبر)، قدم أرمسترونج أداة جديدة للتطبيق للمستخدمين الأمريكيين لرؤية "نتائج معنويات العملات المشفرة" لأعضاء الكونجرس بناء على بياناتهم العامة، وأعلن خططا لمساعدة السياسيين المؤيدين للعملات المشفرة في التماس تبرعات بهذه العملات.
في وقت سابق من محادثتنا، أعلن أرمسترونج أنه يريد أن تصبح بورصة كوين بيس أكثر جماعات التشفير ثقة وامتثالا. تتعارض الرسائل مع قراره الأخير بدعم دعوى قضائية ضد وزارة الخزانة الأمريكية بسبب عقوباتها ضد منصة تشفير متخصصة تشتهر بتسهيل غسل الأموال والتهرب من العقوبات. ثم كان هناك الوقت الذي عبر فيه على تويتر عن اتهامه هيئة الأوراق المالية والبورصات "بسلوك غامض حقا" بعد أن حذرت من أنها ستقاضي المنصة إذا أطلقت منتج إقراض مثير للجدل. "تخلت كوين بيس عن المنتج في النهاية قبل إطلاقه".
ماذا كان يقصد بالغموض؟ يتجاهل أرمسترونج السؤال ويقول، "إن كوين بيس تريد أن تكون الأكثر ثقة بالنسبة إلى عملائنا، وليس دائما إلى الحكومة، على الرغم من أن هذه الأشياء متحققة في 95 في المائة من الوقت".
مرة أخرى، أصر، ما الذي قصده بالضبط بكلمة "غامض"؟ يضحك أرمسترونج على جهودي لكنه فجأة يصبح جادا. "لا أريد حقا إنشاء نقاش لا طائل منه هنا. فأنا أعتقد أننا سعداء للغاية. كان الموظفون في هيئة الأوراق المالية والبورصات متعاونين للغاية ولدينا كثير من العلاقات الجيدة هناك. لذلك سأترك الأمر عند هذا الحد". يطلق ضحكة متوترة أخرى، وشاركته في ذلك.
بعد محاولته لإنهاء الموضوع، لم نستطع استعادة انسياب المحادثة تماما، دفعت الفاتورة وذهب كل منا في طريقه.
بعد بضعة أسابيع، اتصلت بأرمسترونج في أعقاب تحطم بورصة إف تي إكس. لقد تم تعذيب عالم العملات المشفرة بقسوة. كثرت مخاوف العدوى، وانخفضت الأسعار أكثر، حتى المؤمنون الراسخون يبدو أنهم يتأرجحون. لكن ليس أرمسترونج. فبشكل مثير للدهشة، يتمسك بالسرد. إنه "متفائل بالنسبة إلى العملات المشفرة كما كنت دائما"، لقد كان هذا من قبل "جهة فاعلة سيئة". فما حدث لمجموعة الأصول الرقمية الخارجية إف تي إكس، "لن يحدث أبدا" لـ"كوين بيس"، وهي كيان مدرج في الولايات المتحدة كما يصر، داعيا إلى مزيد من الوضوح التنظيمي. ويضيف، مستشهدا بوارن بافيت، عندما ينحسر المد، "يمكنك أن ترى من يسبح عاريا".
مثل أي مؤيد حقيقي للعملات المشفرة، لديه حل لمنع حدوث مثل هذه الكوارث مرة أخرى: مزيد من العملات المشفرة. "إن جزءا من الفائدة الكاملة للعملات المشفرة هو أنه لا ينبغي لك الوثوق بأطراف ثالثة"، كما يقول، قبل الترويج لعديد من ميزات "كوين بيس" الأكثر "لامركزية". ويوضح أن هذا يسمح لك بالثقة بـ"قوانين الرياضيات، إذا صح التعبير، بدلا من قوانين الإنسان.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES