FINANCIAL TIMES

كيف تنجح الخلافة في الشركات العائلية؟

كيف تنجح الخلافة في الشركات العائلية؟

أدلى كبير المسؤولين الماليين في شركة تايسون فوودز باعتراف للمستثمرين الأسبوع الماضي. بعد مراجعة عوائدها، أضاف جون راندال تايسون ملاحظة شخصية، "أنا متأكد من أنكم رأيتم الأخبار التي تخصني. إنني محرج وأريد إعلامكم بأني أتحمل كامل مسؤولية أفعالي".
كانت الأخبار أن ابن رئيس "تايسون" البالغ من العمر 32 عاما، وابن حفيد المؤسس، اتهم بسلوك شائن في العلن والتعدي على ممتلكات الغير. بدلا من طرده - المصير المحتمل لأي عضو من خارج العائلة - طلبت الشركة الأمريكية من المديرين مراجعة تصرفه.
"لا تنسوا أنه كان مشاركا في هذه الشركة طوال حياته بشكل أساسي"، كما رد دوني كينج، الرئيس التنفيذي لـ"تايسون" عندما سأل محللون عن سبب شغله وظيفة عادة ما يشغلها تنفيذيون ذوو خبرة في الخمسينيات من عمرهم. هذا صحيح، لكن تلك هي المؤهلات التي عادة ما تجعل الشخص ملكا أو ملكة عوضا عن مدير مالي في إحدى أعلى 500 شركة أمريكية عامة.
تعاملت شركة ريد بول مع الخلافة بحكمة أكثر، حيث عينت ثلاثة تنفيذيين لخلافة المؤسس ديتريش ماتيشيتز بعد موته في تشرين الأول (أكتوبر) بدلا من ابنه. "لا أعتقد أنه يجب أن يكون الشخص موظفا وشريكا في الوقت نفسه في الشركة ذاتها"، كما كتب مارك ماتيشيتز، الذي ورث حصة أبيه البالغة 49 في المائة من شركة صنع مشروبات الطاقة النمساوية.
لا يعني ذلك أن نجله سيدع الآخرين يديرون العمليات بمفردهم بما في ذلك فريق ريد بول في فورمولا ون. "سأعبر عن نفسي بطريقة منطقية بالنسبة لي وما أجده ضروريا"، كما قال بعدما أصبح شريكا إلى جانب عائلة يوفيدهيا التايلاندية. إن توظيف الآخرين وفصلهم من العمل قوي مثل القيام بوظائفهم بنفسك.
الخلافة هي أكثر الأسئلة المشحونة عاطفيا التي تواجه رواد الأعمال. مع تقدمهم في العمر، هل سيبيعون الشركة لأحد من الخارج أم سيعينون أحد أبنائهم أو بناتهم ليكون وريثا ورئيسا في الوقت نفسه؟ يقترب هذا التحدي من كثير من مؤسسي القرن الـ20، حيث يقترب أكثر من 1.5 مليون مالك لشركة عائلية صغيرة ومتوسطة الحجم في ألمانيا من التقاعد.
تتجلى المعاناة في الشركات العامة التي لا تزال تحت سلطة العائلة مثل فوكس كوربريشن ونيوزو كورب، كلاهما تحت سيطرة روبيرت مورداك البالغ من العمر 91 عاما. عين مورداك ابنه لاكلان لخلافته بعد عقود من المناورة العائلية، كما صور ذلك في مسلسل "سكسشن" أو "الخلافة" من إنتاج شركة إتش بي أو.
يبدو أن بيرنارد أرنو يفضل المنافسة العائلية أيضا. يعمل أبناؤه الخمسة الآن في مجموعته الفاخرة إل في إم إتش وقد مدد مدة تقاعده الإجباري إلى عمر الـ80. يوفر ذلك وقتا للمواجهة ويدعو إلى التكهنات بشأن من سيخلفه لدرجة أن لاكلان مورداك وصف الأمر لي مرة بأنه مصدر إزعاج.
أستطيع أن أرى سبب جاذبية مثل هذه المنافسات للآباء، أمثال الملك لير "من مسرحية وليام شكسبير"، يعطون أبناءهم البالغين حافزا ليتعهدوا بالولاء والمحبة، ويستخدمونهم لترسيخ سلطتهم. إذا كنت تملك شركة لأعوام طويلة، فبالتأكيد ستكون فكرة أن يقودها بعد موتك موظف لديه شهادة ماجستير في إدارة الأعمال مزعجة.
تعد الفوائد للجيل الأصغر أقل وضوحا. إذا تنافس البعض على التقدم، فسيكون تخريب الاجتماعات العائلية مضمونا. حتى إن كان هناك ابن واحد فالسؤال المحرج يظل قائما، هل ستكون لهذا الشخص فرصة لو لم يكن الأمر يتعلق باسمه؟ عادة ما يكون الجواب لا.
لا ينفي ذلك أن لسيطرة العائلة بعض الفوائد. كثيرا ما تكون المؤسسات العائلية مدرة للأرباح أكثر ولديها تركيز أطول من الشركات التي يديرها تنفيذيون محترفون بالنسبة إلى كثير من المستثمرين.
كما أنه ليس عبثيا أن يتعرف أفراد العائلة الذين يرثون حصصا في الشركات عليها من الداخل. أيا كان ما سيحدث، لقد تعلم جون تايسون درسا صعبا بشأن الطريقة التي يجب على تنفيذيي الشركات العامة أن يتصرفوا بها، وانضباط تدقيق المستثمرين. إن الشعور بالحرج علنا أصح من أن تبقى شابا مترفا ينتظر مكتوف الأيدي ليرث.
لكن لا يعني هذا بالضرورة أن يكون الخلفاء مديرين وملاكا في الوقت نفسه. وجدت دراسة حول الشركات الدنماركية أن الخلافة العائلية يسفر عنها نتائج أسوأ من منهجية "ريد بول" بتعيين متخصصين ليتولوا المنصب بعد المؤسس. بصفتها المستثمر المتحكم، تحتفظ العائلات بكثير من القوة للتأثير في الشركات على أي حال.
أدرك بعض الورثة ذلك، لا يدير جون إيلكان، نجل عائلة أجنيلي التي تدير شركة فراري وفريق يوفينتوس لكرة القدم، الشركات بنفسه بل يشرف عليها من خلال مجالس الإدارة وشركة عائلته القابضة. أصبحت مارتا أورتيجا بيريز، ابنة مؤسس "إنديتكس"، رئيسة المجموعة الأم لمحال زارا العام الماضي، لكن المسؤوليات اليومية تقع على عاتق الرئيس التنفيذي.
إنه أمر طبيعي. بعد أعوام من مراقبة كيف تعمل الشركات، يجب أن يكون كثير من الأجيال الناشئة قد لاحظوا أن لكون الشخص مسؤولا عن كل شيء علنا سلبيات. أن يكون الشخص خليفا لا يتطلب منه إدارة العمل بالكامل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES