في ظل مخاوف من تكرارها .. "الكرملين": لا تعبئة أخرى للحرب

في ظل مخاوف من تكرارها .. "الكرملين": لا تعبئة أخرى للحرب

تطرق الكرملين إلى المخاوف واسعة الانتشار، بشأن حدوث موجة ثانية لتعبئة جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب في أوكرانيا، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إنه "لا توجد مناقشات" بهذا الشأن في الكرملين، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء الروسية.
وكانت روسيا قد قالت في وقت سابق إنها انتهت من تعبئة 300 ألف جندي احتياط في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقد تم بالفعل نشر نحو 82 ألف فرد على الخطوط الأمامية في مطلع نوفمبر. وكان الآخرون يتدربون على القتال في روسيا.
وفي الإعلان السابق، قال وزير الدفاع سيرجي شويجو، بالفعل إنه لن يتم التخطيط للقيام بتعبئة أخرى.
يذكر أن التعبئة كانت قد أثارت حالة من الذعر العام في روسيا، حيث فر مئات الآلاف من الأفراد إلى الخارج، ولو بصورة مؤقتة، كما سافر كثيرون إلى كازاخستان أو جورجيا المجاورتين، فيما اختبأ آخرون داخل بلادهم لتجنب أن يتم تجنيدهم.
وعلى الرغم من التصريحات الرسمية الصادرة عن الكرملين ووزارة الدفاع، هناك مخاوف كبيرة من حدوث تعبئة أخرى في روسيا.
ومن جانب آخر، أدى ظهور مقاطع فيديو يبدو أنها لإطلاق النار على جنود روس بعد استسلامهم في أوكرانيا إلى تحقيقات دولية وتعهدات من موسكو بالعثور على المسوؤلين.
وقال ناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف لوكالة الأنباء الألمانية أمس، إنه على دراية بالتقارير.
وأضاف "يجب التحقيق بشكل فوري وكامل وفعال في المزاعم التي تفيد بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة لأشخاص عاجزون عن القتال، وتحميل الجناة المسؤولية. واستخدم في وصف هذا مصطلحا فرنسيا في القانون الدولي يعني عدم الضلوع في قتال نشط أو غير قادرين على أداء مهام قتالية في الحرب.
وأظهرت المقاطع المصورة على شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي عديدا من الجنود الروس- تحت حراسة أوكرانية- مستلقين على الأرض، مع سماع صوت أعيرة نارية. وأظهرت لقطة أخرى نحو 12 جثة، ويقال إن المقاطع التقطت في منتصف نوفمبر عندما استعاد الجيش الأوكراني قرية ماكيفكا في منطقة لوهانسك في شرق البلاد.
وبحسب الخبراء الذين استشارتهم صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مقاطع الفيديو حقيقية، رغم أن كثيرا عن خلفية الصور ما زال غير واضح.
وتقول كييف إن مقتل الروس كان دفاعا عن النفس، حيث إن أحد جنود الأعداء فتح النار فجأة. ورد الأوكرانيون على إطلاق النار وبالتالي تصرفوا بشكل صحيح، بحسب المفوض الأوكراني لحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه يجب محاسبة المسؤولين مؤكدا أن موسكو ستبحث بنفسها عن الجناة.
وبعد نحو تسعة أشهر من بدء الحرب، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة الوحدة بين دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" الديمقراطية ضد روسيا.
وقال زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو أمام جلسة عامة للجمعية البرلمانية لحلف الناتو في مدريد أمس، حسبما أفادت الترجمة الفورية للكلمة "أدعوهم إلى بذل كل ما في وسعهم لضمان عدم إضعاف مجتمعنا أبدا".
وأكد زيلينسكي مجددا رغبة بلاده في أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وقال زيلينكسي إن عواقب الهجمات الروسية على السكان المدنيين الأوكرانيين وخيمة.
كان محققون في كييف قد أعلنوا أن أكثر من 8300 مدني من بينهم 437 طفلا قتلوا وأصيب أكثر من 11 ألف آخرين حتى الآن في حرب روسيا ضد أوكرانيا.
كما أثنى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إرادة شعبه في المقاومة.
وقال زيلينسكي، في خطاب عبر الفيديو اليوم الإثنين بمناسبة يوم الكرامة والحرية: "مستعدون للتضحية بكل ما لدينا، مستعدون للحرب حتى النهاية".
وأضاف زيلينسكي إن أوكرانيا دفعت ثمنا غاليا للحرية وستواصل دفع الثمن، مشيرا إلى آلاف الضحايا جراء الحرب.
وفاقمت انفجارات وقعت نهاية الأسبوع في محطة زابرويجيا للطاقة النووية الواقعة في أوكرانيا والخاضعة لسيطرة القوات الروسية، المخاوف مجددا من إمكان وقوع حادث في أكبر محطة ذرية في أوروبا.
سيطرت موسكو على الموقع في الرابع من مارس بعد وقت قصير من بدء الحرب.
ومنذ مطلع أغسطس، تدهور الوضع في المحطة، بينما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محيطها.
ونهاية الأسبوع، سجلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو عشر ضربات، وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي "فليتوقف الجميع .. هذا الجنون".
وأجرى جروسي الذي حذر من "كارثة نووية" محتملة محادثات مع الجانبين الروسي والأوكراني بهدف إقامة منطقة أمنية في محيط المحطة. وتنشر الهيئة الرقابية التابعة للأمم المتحدة، التي تتخذ من فيينا مقرا، عددا من الخبراء في الموقع.
وبينما وصف جروسي الضربات بأنها "متعمدة ومحددة الهدف"، قال إن القصف الأخير "قريب إلى حد خطير من.. أنظمة نووية رئيسة للسلامة والأمن في المحطة.. نتحدث عن أمتار، لا كيلومترات".
وأوضحت الوكالة الدولية أن مبنى للتخزين والنفايات المشعة كان من بين المواقع، التي تضررت، مضيفة أن مستويات الإشعاعات في الموقع ما زالت طبيعية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الشتاء سيهدد حياة ملايين الأوكرانيين، بعد سلسلة ضربات روسية مدمرة استهدفت البنى التحتية للطاقة في البلاد.
وصرح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة في أوروبا هانس كلوج للصحافيين أن "هذا الشتاء سيعرض حياة الملايين في أوكرانيا للخطر"، مضيفا "ببساطة، هذا الشتاء سيكون مسألة بقاء".

الأكثر قراءة