التحذير من رسائل بريد إلكترونية تستهدف سرقة الحسابات البنكية
لم يعد الأمر يتطلب اتصالا دولياً يقتحم هاتفك بصوت نسائي ليقوم بسرقة بياناتك البنكية في مرحلة لاحقة تحت ذريعة تسوق افتراضي، لم تكن بحاجة إليه قبل لحظة فقط من الاتصال بك، فالاقتصاد المعرفي يتطور مستجيباً لعجلة العولمة، وأساليب الاحتيال كذلك تزداد مهارة في تسخير التقنية رغبة في جني المال واستجابة كذلك لمتطلبات الأزمة التي جعلت الحصول عليه في ظل الإطار المشروع أمراً من الصعوبة بمكان.
النسخة الجديدة من عروض عالم النصب الرقمي هي رسائل البريد الالكتروني، والفئة المستهدفة هي تلك التي تنفذ معظم عملياتها البنكية والمصرفية عن طريق الإنترنت، فالبريد يصل إليهم مرسلا من جهة تنتحل اسم البنك وتعرض عليهم التسجيل في خدمة التداول أو تحديث بياناتهم الشخصية، وذلك من خلال رابط وهمي غير رابط البنك الرسمي، ولو افترضنا أن طلبات غير معتادة مثل (الرقم السري لبطاقة الصراف والهاتف المصرفي) لن تثير ريبة العميل، فالوهلة البصرية الأولى وعدم الانتباه لتفاصيل الرابط يمكن أن تقوده لتنفيذ عملية التسجيل الوهمية ولاسيما في وجود شعار البنك والتصميم المتطابق تماما مع صفحاته الإلكترونية المعتادة.
"الاقتصادية" بحثت في مدى انتشار هذه الرسائل التي تستهدف عملاء بنكي "الأهلي" و"الرياض" لتكتشف أنها وصلت إلى عدد كبير من الإيميلات، والطريف أن بعضها يخص موظفين في تلك البنوك نفسها، ليتواصل الاستفسار عن موقف"رسمي" للبنكين لتوضيح الأمر لعملائهما، وهو ما حدث فعلا بعد سؤالنا للمسؤولين هناك، حيث أصدر بنك الرياض تحذيرا موجها لعملائه يطالبهم بالحذر والحيطة وعدم إفشاء معلوماتهم المصرفية دون التأكد من أن الجهة التي يتعاملون معها تمثل البنك فعلاً. التحذير أشار كذلك إلى احتمال أن يتصل شخص مجهول مدعياً صفة خدمة العملاء، ويضيف"وفي حال ورود بريد الكتروني يطلب منكم زيارة رابط إلكتروني لموقع على شبكة الإنترنت لبنك الرياض، نرجو التأكد من عنوان الموقع المطلوب هو أحد عناوين بنك الرياض المعروفة وذلك بالقراءة المتأنية لعنوان الرابط".
من جانبه، أوضح عمر هاشم رئيس إدارة الخدمات المصرفية الإلكترونية بالبنك الأهلي وجود عديد من البرامج الإرشادية، وأخرى توعية أمنية شاملة على موقع البنك AlAhliOnline يتم تحديثها بشكل مستمر، مؤكدا أهمية توعية العملاء والتأكد من أنهم على دراية كاملة بالمخاطر المحتملة، وخاصة تلك المتصلة بالمعاملات المصرفية عبر الإنترنت. في ظل مخاطر وتقنيات الاحتيال التي تتجدد بشكل مستمر.
وقال هاشم في حديثه لـ "الاقتصادية" إن إحدى الرسائل الرئيسية التي يحرص البنك الأهلي على ترسيخها لدى الجميع وبوضوح، أن البنك لن يقوم أبداً في أي ظرف من الظروف بإرسال رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب من العميل الذهاب إلى موقع آخر لتسجيل أو تحديث بياناته الشخصية، موضحاً "هذا خطأ شائع يقع فيه الكثير بافتراض الأمان المطلق فيقعون ضحية أعمال احتيال ماكرة قد تظهر بطابع احترافي ورسمي، ولذا فإن البنك الأهلي يشدد على أن يكون لدى عملائه إدراك كامل بالبيئة الإلكترونية والتعاملات المصرفية على شبكة الإنترنت".
يحتاج الأمر إذن بعض التأني لتفادي الوقوع في موقف كهذا، فالتقنية والتصميم والبرمجة تستطيع كذلك الاجتماع في عملية نصب مواكبة للعصر، وبشكل قد يسفر عن خسائر فادحة لا علاقة لها هذه المرة لا بالأزمة المالية ولا بسوق الأسهم.