"جوال الصحراء" برنامج إعلامي سعودي يستهدف للتوعية البيئية
تستعد الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، إطلاق أول برنامج توعوي من نوعه يستهدف زرع التوعية البيئية لدى أفراد المجتمع والمحافظة على الحياة الفطرية وحماية البيئة في المحميات الطبيعية السعودية، وذلك بالتعاون مع قناة جدة الفضائية المتخصصة في السياحة السعودية والبيئة والتي تبث عبر قمر عربسات.
ويتمثل البرنامج التلفزيوني الذي أطلق عليه "جوال الصحراء" باستضافة عدد من المتسابقين الشاب من السعودية والخليج وتقسيمهم إلى مجموعات وتوزيعهم على عدد من المحميات، للتعايش في البيئة الطبيعية وتكليفهم بالقيام بالمهام نفسها التي تقع على مسؤولية رجال الجوالة المكلفين بحراسة المحمية، حيث يعيشون التجربة ذاتها لمدة شهرين يتم بثها فضائيا وبشكل يومي عبر "جدة tv"، بجميع تفاصيلها من حيث تحمل المشقة والتعامل مع المتعدين على المحميات للحد من الصيد الجائر كما سيتم إطلاع المتسابقين على جميع المشاكل والصعوبات التي يواجهها حراس المحميات (الجوالة) خلال عملهم اليومي.
ويسلط البرنامج الضوء على الجهود التي تقوم بها المملكة ممثلة في الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المحافظة على الحياة الفطرية وإبراز الجمال الفطري في المحميات الطبيعية والتعريف بالدور الذي يقوم به رجال الجوالة في حماية هذه المناطق من المتعدين والعابثين بالثروة الطبيعية.
وينتهي البرنامج إلى اختيار أفضل مجموعة تتكيف مع طبيعة العمل وتتميز في اتباع السلوك الصحيح في التعامل مع البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية والمساهمة في إنمائها، ومن ثم منح المجموعة الفائزة جوائز عينية ونقدية تسلم من خلال تنظيم حفل اختتام بحضور عدد من المهتمين في مجال الدفاع عن قضايا البيئة في السعودية.
واعتبر أحمد عبد الله الحصيني رئيس مجلس إدارة قناة جدة الفضائية، أن مثل هذه البرامج يسهم في الحد بشكل كبير من التعدي على الحياة الفطرية والصيد الجائر الذي نعانيه الآن، ويوضح أهمية المحميات الطبيعية للأهالي ودورهم في دعم جهود الحفاظ عليها والاستفادة منها من خلال المشاركة الفاعلة للمواطنين وبث روح الوعي البيئي لديهم والحد من الضغوط البشرية على الموارد الطبيعية المتجددة والتي أثرت سلبا في تناقص وانحسار كثير من الأحياء الفطرية النباتية والحيوانية بالمحميات.
وتحدث الحصيني عن قناة جدة الفضائية بأنها جاءت تتويجاً لمسيرة السياحة في المملكة والاهتمام بالحياة الفطرية، خاصة وأن القنوات الفضائية التي تهتم بهذا النوع من البرامج قليلة جدا، حيث أصبح من الضروري إيجاد وسائل إعلامية للترويج للسياحة الداخلية والاهتمام بالبيئة.
وقال يبين لنا الواقع الحالي أن الدول العربية والدول الأجنبية ذات النشاط السياحي الواسع تعتمد بشكل أساس على القنوات السياحية المتخصصة في تعريف السائح بمرافقها ومنشآتها ومناطقها السياحية. هذا ويعد حجم النشاط السياحي في المملكة كبيراً بحيث يتطلب وجود قنوات فضائية تقف وراءه وتروج له.
وبين الحصيني أن القناة تسعى إلى تعزيز صناعة السياحة الداخلية والاهتمام بالبيئة من خلال الترويج لها وإبراز مزاياها، ومن شأن هذا التعزيز دفع عجلة النمو الاقتصادي للبلد وخفض البطالة وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وزيادة حجم الاستثمار في المناطق خارج المدن بحيث يتم تطوير المناطق النائية والعناية بالتراث الوطني وإبراز الثقافات المحلية المتنوعة وتعزيز الانتماء الوطني خاصة للناشئة والشباب من خلال الترويج لبرامج الرحلات السياحية الداخلية وبث رسائل توعوية للحفاظ على البيئة كي يستفيد منها الأجيال المقبلة.
وأفاد أن قناة جدة الفضائية تهتم بالسياحة الداخلية وتروج لها إذ من شأن هذا الترويج أن ينشط كثيراً من حركة السياحة الداخلية من حيث عدد السياح وحجم إنفاقهم، وسوف تشجع المستثمرين المحليين والأجانب على الاستثمار في مجال السياحة الداخلية، وضمن كل ذلك تعريف المواطن والأجنبي تعريفاً دقيقاً بفرص السياحة الداخلية مع بث برامج تثقيفية وترفيهية تزيد من وعي المواطن بالسياحة في بلده. هذا وسوف توفر القناة دعما هائلاً لشركات الخدمات السياحية الداخلية التي من نشاطها الإعداد والإشراف على الحملات السياحية الداخلية.
ويرى الحصيني أن من أهم دوافع إنشاء "جدة الفضائية " حاجة المنشآت السياحية الخاصة إليها في الترويج لخدماتها، وخدمة قطاع البيئة والحياة الفطرية كونها أول قناة تهتم بالمجال البيئي في السعودية، وتطمح القناة أن تكون لها علاقات متميزة مع القطاع العام ممثلا في الهيئة العليا للسياحة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.
وأشار إلى أنه تم اختيار "جدة tv" لتكون اسما لهذه القناة لما لهذه المدينة من وقع في نفس السعودي والعربي والمسلم، وليست جدة اليوم مدينة كبيرة ذات ميناء مهم فقط، بل إنها أيضا موطن أكثر من ثلاثة ملايين من الناس، زاخرة بالنشاطات والأعمال بمختلف صنوفها وأنواعها بحيث يجد رجال الأعمال كل اهتماماتهم فيها، وإضافة إلى كونها البوابة البحرية والميناء الجوي للحجاج والمعتمرين القادمين من كل بقاع الأرض فهي أيضا مقصد سياحي أغلب أيام السنة لما تضمه من متنزهات ومتاحف ومعالم تاريخية ومتاجر وأسواق شعبية وحديثة عصرية ومنتجعات وقرى استجمام على الساحل الجميل.