FINANCIAL TIMES

ارتفاع السوق يقدم دروسا صعبة لمديري الصناديق

ارتفاع السوق يقدم دروسا صعبة لمديري الصناديق

آه، يا مديري الصناديق التعساء. لم الوجوه الحزينة؟
كان تموز (يوليو) رائعا، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أفضل أداء له منذ أواخر 2020، محققا مكاسب بلغت 9 في المائة. لقد كان أحد أفضل الشهور في السوق على الإطلاق. من المؤكد أن سحب سخاء البنوك المركزية الأكثر أهمية في العالم يجلب موجة جديدة من التقلبات في أسعار الأصول، لكن يجب أن يكون هذا هو الانتعاش الذي كنا ننتظره جميعا، أليس كذلك؟
الجواب، على ما يبدو، كلا. بدلا من ذلك، يبدو أن هذه حركة مفاجئة أخرى في السوق. على الرغم من الارتفاع السريع في الشهر الماضي، يشير بانك أوف أمريكا إلى أن 28 في المائة فقط من مديري الصناديق النشطة الذين يركزون على الأسهم الكبيرة تفوقوا على معايير مؤشر رسل 1000. وجميع الأنماط الرئيسة للصناديق المشتركة كانت ضعيفة الأداء – في الجوهر، والنمو، والقيمة.
تحية للأقلية، لكن كيف تمكن الآخرون من تدبير الأمر؟ طوال العام، كان المستثمرون يتوقون إلى حدوث تغيير إيجابي في حركة السوق، وأخيرا ظهر تلميح من الاحتياطي الفيدرالي بشيء من التساهل، لكنهم ما زالوا متخلفين عن معاييرهم النموذجية. ويبدو أن كثيرا من المال كان مقيدا في الحفرة المخفية الآمنة للنقود، ولم يتم استخدام سوى قليل جدا في هذا الارتفاع.
قالت سافيتا سوبرامانيان، محللة بانك أوف أمريكا وزملاؤها في مذكرة للعملاء، إن الموقف الهبوطي "من المحتمل أن يؤثر في الأداء". أضافت أن فرص التغلب على السوق لا تزال نادرة، ما يجعل هذا "بيئة صعبة" للصناديق التي تختار الأسهم بدلا من الاعتماد على المؤشرات.
أحد التفسيرات لذلك هو أن المستثمرين المحترفين ليسوا حمقى. هذا التلميح إلى التساهل من أقوى بنك مركزي في العالم تم تفسيره بشكل مبالغ فيه للغاية، كونه جاء مع محاذير أكثر بكثير مما أشار إليه رد فعل السوق الأولي.
فكل ما قاله رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جاي بأول، إنه من المحتمل، لكن ليس بالتأكيد، أن يكون من المناسب إبطاء وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل. أخذ بعض المشاركين في السوق ذلك باعتباره إشارة لتكثيف الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة والعودة إلى الأسهم التي عانت، بينما كان الاحتياطي الفيدرالي يقول إنه سيتصرف بحزم ضد التضخم. في الأسبوع الماضي طلبت سلسلة من المتحدثين في الاحتياطي الفيدرالي من الأسواق الهدوء. قالوا إنهم لم يقتربوا من نقطة محورية بعد والتوقعات بخفض أسعار الفائدة العام المقبل سابقة لأوانها.
هناك طريقة أخرى للتفكير في هذا وهي سؤال من كان يقوم بالشراء. يبدو أن جزءا كبيرا منه جاء من الصناديق التي كانت هبوطية للغاية، بوجود كثير من المراكز المكشوفة - أو الرهانات ضد الأسهم - في دفاترها. انسحبت صناديق التحوط ومطاردو الزخم، مثل مستشاري تداول السلع - من الأصول الخطرة ثم سارعوا للحاق بالركب عندما ارتفعت الأسهم، وهي ممارسة تعرف باسم تسوية المراكز المكشوفة.
كتب المحللون في باركليز، "إن انتعاش الأسهم (...) في يوليو حدث جراء تسوية المراكز المكشوفة. والأسهم الأكثر بيعا على المكشوف تفوقت بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة".
يقول نيل كامبلينج، محلل الأسهم في ميرابود، إن سلة ذات أوزان متساوية من أكثر من 50 سهما تم بيعها على المكشوف في مؤشر رسل 3000 "تقودها الأسماء الأكثر مضاربة (...) الأسماء غير الربحية" ارتفعت نحو 31 في المائة منذ حزيران (يونيو)، والآن تلحق أوروبا بالركب.
أنيك سين، رئيس الأسهم في صندوق باين بريدج إنفسمنتس، هو ما تسميه بالمستثمر في الأسهم الفردية، حيث يقوم ببناء محافظ تركز على عدد صغير نسبيا من الأسهم - من 30 إلى 40. وتتمثل مهمته في انتقاء الأسهم الجيدة وتحييد تأثير تحركات أوسع في المؤشرات. هذه المهمة، كما يقول، تزداد تعقيدا بسبب الدور الكبير الذي تلعبه تدفقات الأسهم من الصناديق الكلية ومستشاري تداول السلع.
يقول، "كنت أفعل هذا منذ أكثر من 35 عاما، ما يقارب 40 عاما. ربما يكون الانفصال بين الأسهم الفردية واتجاهات السوق الذي رأيته هو الأوسع. الأسواق لا تتحرك بواسطتك أنت وأنا، بل من قبل متداولي الماكرو (...) تدفقاتهم تفوق تدفقات المستثمرين الأساسيين ".
لهذا تأثيران متعاكسان. يرى سين أن ارتفاع يوليو "مستدام" وأن الأسواق كانت كئيبة للغاية خلال معظم هذا العام. ويعتقد أن بعض قصص الشركات أقوى بكثير مما يمنحها المستثمرون الفضل فيه. يقول، "لا يمكننا أن نفهم سبب كون الأسواق سلبية جدا"، مضيفا أن الحرب في أوكرانيا، والتضخم، وقيود سلاسل التوريد، وإغلاقات كوفيد في الصين، أخفت عوامل إيجابية.
لكن الأداء الرتيب لصناديق الاستثمار المشتركة في يوليو يؤكد على مدى تأثير التحولات الواسعة في توزيع الأصول المرتبطة باتجاهات الاقتصاد الكلي القوية على اختصاصيي الأسهم وأفعالهم.
شعوري من التحدث إلى مديري الصناديق هو أن هذا أصبح محبطا للغاية. لقد أخطأوا في أن يكونوا إيجابيين للغاية في بداية العام ثم أضاعوا حيلة في يوليو. النهج الأفضل الآن ربما يكون فلسفيا إلى حد ما.
على قدر ما يبدو هذا مملا، فإن التمسك في الأسواق في المدى الطويل لا يزال دائما أفضل تكتيك. "من الصعب للغاية التغلب على السوق من خلال محاولة تخمينها"، كما يقول ممدوح مدحت، وهو باحث كبير في "دايمنشنال فند أدفايزرز". يضيف بلهجة هادئة كمعالج نفسي، "يقوم الناس أحيانا باتخاذ القرارات الصحيحة بدافع الحظ الخالص. كن رزينا (...) إذا نوعت محفظتك على نطاق واسع، فإنك تحصل على فرصتك للربح دون مجازفة".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES