FINANCIAL TIMES

المجاعة في مدغشقر .. جرس إنذار للكوكب

المجاعة في مدغشقر .. جرس إنذار للكوكب

المجاعة في مدغشقر .. جرس إنذار للكوكب

وصفت الأمم المتحدة مجاعة مدغشقر بأنها أول مجاعة في العالم ناجمة عن تغير المناخ.
تتفق حكومة مدغشقر على أنها نتيجة لأسلوب الحياة الغربي الذي يغذيه الكربون. ويختلف بعض العلماء والخبراء، قائلين: إنها في الواقع نتيجة للفقر وسوء الإدارة.
بالنسبة إلى الشعب جنوب مدغشقر، غير المدركين للضجة الدولية، تعرف ببساطة بكير - الجوع.
فعلت سوانافوري توجنيمار، امرأة تبلغ من العمر 22 عاما تعيش مع زوجها وطفليها الصغار، كل ما في وسعها لإبقاء طفليها على قيد الحياة. تقول: "لقد أطعمت أطفالي فاكهة الصبار والأوراق البرية"، وهي تحمل ابنتها هوفا البالغة من العمر عامين، التي شخصت في مرحلة ما بسوء تغذية حاد. "كنا نغلي الأوراق ونضيف الملح. لم يكن لها طعم، لكنها كانت تملأ بطوننا"، كما تقول. "كير تعني الجوع. لا طعام كل يوم. هذا كير".
لم ينزل المطر منذ ثلاثة أعوام في جنوب مدغشقر، وهي منطقة شبه قاحلة في دولة جزيرة بحجم كاليفورنيا قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا، والتي ترتبط في الأغلب بالغابات الاستوائية وأشجار الباوباب وحيوانات الليمور أكثر من الجوع.
لكن في الجنوب، على بعد أكثر من ألف كيلومتر من العاصمة أنتاناناريفو، أو ثلاثة أيام من التمايل على طريق ترابي يبدو وكأنه طريق سريع، حتى في أفضل الأوقات، يجاهد الناس للعيش. في جزء من البلد حيث الهواتف المحمولة والدراجات النارية نادرة، وحيث لا يسافر إلا ميسورو الحال على عربات ذات عجلتين تجرها حيوانات ذات قرون طويلة، أدى نقص الأمطار إلى دفع مئات الآلاف إلى الجوع الشديد.
لا يزال نحو 1.68 مليون شخص، أو ثلث سكان منطقة جراند سود، يعانون "أزمة" أو "حالة طوارئ إنسانية"، وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو معيار قياسي من خمس نقاط للجوع المتصاعد. في الطبيعة المليئة بالصبار حيث يرتدي الناس قبعات واسعة الحواف على غرار رعاة البقر ويفخرون بتاريخهم في مقاومة السلطة المركزية، اضطر كثير منهم إلى أكل النباتات والأوراق التي تطعم عادة للماشية.
تصف مارسيلين فواتساسينانجارا، التي نشأت فيها وتعمل الآن في منظمة "أنقذوا الأطفال"، الآثار الجسدية للجوع الشديد. تقول: "لا يمكنك التحرك. عيناك فقط تظهر أنك على قيد الحياة".
تعترف الحكومة بأن كثيرا من الناس يعانون الجوع، لكنها حذرة من استخدام كلمة "المجاعة"، لما يترتب عليها من فشل الدولة. مع ذلك، يقول أحد المسؤولين المحليين: إنه يعرف على وجه اليقين أنه في يوم واحد فقط، مات 26 شخصا من الجوع.
يقول لالينا راكوتوندرامانانا، محافظ أمبوفومبي، وهي عاصمة إحدى المناطق الإدارية الثلاث التي تشكل جراند سود: "لم يكن لديهم ما يأكلونه، لذا أكلوا أوراق الصبار أو أوراقا وجدوها على الأرض".
يقول: إن الأطفال في المدينة يتسولون للحصول على الطعام. أما البالغون فباعوا أمتعتهم القليلة، بما فيها القدور والمقالي، لشراء نبات الكسافا أو الأرز أو لشراء الماء، وهو سلعة ثمينة لدرجة أن أحد السكان قارنه بالذهب السائل. مثل الأشخاص الذين فروا من العاصفة الغبارية في أمريكا في ثلاثينيات القرن الماضي، حزم بعض الناس أمتعتهم بالكامل وتوجهوا إلى مكان آخر. تم تصوير بعضهم وهم يغلون صنادلهم الجلدية ويأكلونها، رغم أن راكوتوندرامانانا يصر على أنها أكذوبة.
تمس المأساة بطيئة الحركة بعض القضايا التي تتجاوز ظروف مدغشقر الخاصة. مثل كثير من البلدان، تركت أعوام من إهمال الحكومة المركزية المجتمعات المهمشة عرضة للصدمات المفاجئة، سواء أكان ذلك من المناخ أو من أحداث كالحرب الغذائية التضخمية في أوكرانيا.
سلط تدخل وكالات الإغاثة الضوء على دورها في انتشال الأشخاص اليائسين من حافة الهاوية، لكن لديها سجل غير متسق في منع الناس من الوقوع في الأزمات في المقام الأول.
الأهم من ذلك، أن الأزمة الإنسانية في مدغشقر تثير مسألة التدمير البيئي الذي يصنعه الإنسان، سواء على المستوى العالمي أو المحلي. بينما يكافح سكان جراند سود للعيش من التربة الجافة، فإنهم يقدمون تحذيرا للبلدان الأخرى، وربما الكوكب نفسه، حول ما يحدث عندما يدفع البشر الطبيعة إلى أقصى حدودها.
كتب العالم الجغرافي جاريد دايموند في كتابه "الانهيار"، أنه يمكن لمجتمعات بأكملها، مثل الموجودة في جزيرة إيستر في المحيط الهادئ التي كانت مزدهرة ذات يوم، أن تنحدر فجأة نحو التدمير الذاتي. مثلما يزعم أن أحد سكان جزيرة إيستر قطع آخر الأشجار التي يعتمد عليها بقاء الجزيرة، يقول بعض العلماء: إن سكان مدغشقر، حيث كانت إزالة الغابات متفشية أيضا، معرضون لخطر تدمير الطبيعة التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة.
نظرا لأن الناس في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء يستغلون البيئة لمواردها ويستخدمونها كبالوعة كربون ونفايات، فإن ما يحدث في جنوب مدغشقر يمكن أن يكون نذيرا للمجتمعات في كل مكان. يعتقد كثير من العلماء أنها مسألة وقت فقط قبل أن يجد البشر في أجزاء كثيرة من العالم أنهم يعيشون في أماكن لا يمكنها ببساطة أن تحافظ على الحياة.
تقول باتريشيا فولا، وهي منظمة مجتمعية في جراند سود: "من الصعب العيش هنا، ليس هناك أمطار كافية، لذلك لا يمكننا زراعة المواد الغذائية".
تتبع الأسباب
لقد أصبحت مجاعة مدغشقر جاذبة للنقاشات حول تغير المناخ، ولا سيما ما إذا كان الاحترار العالمي قد أسهم في أزمة الجزيرة. كان ديفيد بيزلي، الحاكم الجمهوري السابق لولاية ساوث كارولينا والمدير التنفيذي الحالي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، هو أول من ربط بين المجاعة وتغير المناخ. قال بعد زيارة في يونيو الماضي: "لقد كانت هناك موجات جفاف متتالية في مدغشقر دفعت المجتمعات إلى حافة المجاعة. هذا ليس بسبب الحرب أو الصراع، بل بسبب تغير المناخ".
أخذت حكومة مدغشقر هذا الادعاء. في مؤتمر تغير المناخ كوب 26 للأمم المتحدة، الذي عقد في جلاسكو في نوفمبر الماضي، انتقدت باوميافوتسي فاهينالا راهاريرينا، وزيرة البيئة آنذاك، الغرب لفشله في التعامل بجدية مع الروابط بين تدابيره ومحنة الفقراء. لماذا استمر الأوروبيون في أن يجوبوا قارتهم في رحلات رخيصة؟، حسبما تساءلت. حتى الوفود في مؤتمر تغير المناخ يأكلون في الخارج وهم متدفئون بواسطة سخانات الغاز.
قالت: إن الدول الغنية لم تحترم تعهدها، الذي قطعته لأول مرة في 2009، بحشد 100 مليار دولار سنويا لمساعدة البلدان الفقيرة على التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه أيضا. من خلال نصيبها من تلك الأموال، كان بإمكان مدغشقر إنشاء خط أنابيب لجلب المياه إلى منطقتها الجنوبية الجافة، كما أضافت.
في موجة ارتفاع درجات الحرارة في المملكة المتحدة، والتحذيرات من "نهاية العالم بسبب الحرارة" في فرنسا، كذلك حرائق الغابات المدمرة التي امتدت من أستراليا إلى الولايات المتحدة، قد يتضح لنا أن الجفاف المستمر في مدغشقر هو نتيجة لتغير المناخ العالمي. تأثرت بعض المناطق في إفريقيا، من الساحل إلى القرن الإفريقي، حيث ينتشر الجوع أيضا، بشكل سلبي بسبب أنماط الطقس المدمرة، التي يصعب التنبؤ بها.
مع ذلك، وجد تقرير صادر عن مبادرة ويرلد ويذر أتريبيوشن، وهي مبادرة بحثية تعاونية مرموقة، في ديسمبر الماضي أنه في مسألة مدغشقر، "التقلب الطبيعي للمناخ" وليس "تغير المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان" هو السبب الرئيس المرتبط بالطقس، والذي يحدث مرة واحدة كل 135 عاما. غير أن هذا الأمر تكرر لغاية الآن مرتين خلال 30 عاما. علاوة على ذلك، "انعدام الأمن الغذائي في مدغشقر لم ينتج عن الجفاف المرتبط بالحالة الجوية فقط، بل كان نتيجة لمجموعة من العوامل الأخرى مثل التركيبة السكانية والفقر والبنية التحتية والسياسة والصدمات غير المناخية"، وفقا للتقرير.
استخدم بعض المنتقدين هذا التقرير دليلا على أن كلا من الأمم المتحدة وحكومة مدغشقر قد استغلتا قضية تغير المناخ ذريعة لجمع التبرعات. اعترفت إحدى المؤسسات الخيرية التي تعمل في جنوب مدغشقر بأن المساعدات زادت بعد ظهور مقالات تربط بين المجاعة والاحتباس الحراري.
فيما وصف إيمري ساري، صحافي مقيم في مدغشقر، هذا الادعاء بأنه "أحد أكثر الحيل الإعلامية نجاحا في الأعوام الأخيرة". مستثنيا تغير المناخ، ألقى ساري باللوم على فشل السياسات الحكومية وسرقة المواشي وعوامل محلية أخرى في بلد أصبح الآن أفقر مما كان عليه عند استقلاله 1960.
إهمال الحكومة لعب دورا في هذا بلا شك. في جنوب مدغشقر، يعد توافر المدارس والطرق وكل شيء آخر غير كاف أو لا وجود له أصلا. يقول راكوتوندرامانانا، محافظ أمبوفومبي: "لقد أهملت المناطق الجنوبية لفترات طويلة".
كان السياسيون في أنتاناناريفو يعدون بإصلاح الطريق الرئيس منذ عقود، وهو ما يعتقد أنه قد يتم الآن، على الأقل في قسم واحد من الطريق، بعد الزيارة الرئاسية له أخيرا. كما هو الوضع، يمكن أن تتعطل السيارات والشاحنات لأيام أو حتى أسابيع، ما يرفع تكلفة البضائع ويجعل من الصعب نقل الفائض من المحاصيل الزراعية – إن وجدت – إلى المدن.
يقول مسؤولون محليون: إن المسألة الأكثر إلحاحا هي جلب المياه إلى المنطقة، إما عن طريق مد الأنابيب أو عن طريق الاستفادة من الاحتياطي من المخزونات الموجودة تحت الأرض.
من جانبه، يقول بول ويلكين، الخبير في شؤون مدغشقر في الحدائق النباتية الملكية في كيو في لندن: "لقد تراجعت المناطق الريفية في مدغشقر اقتصاديا في العقود القليلة الماضية. لم يتسبب تغير المناخ بحدوث الجفاف بشكل مباشر، بل السبب هو الفقر".
إذا نحينا الإخفاقات في السياسات جانبا، فإن لدى بعض العلماء تفسيرا مختلفا لحدوث الجفاف. تقول باتريشيا رايت، الخبيرة في بيئة مدغشقر في جامعة ستوني بروك في نيويورك، إن الممارسات البشرية غير المستدامة دفعت البلاد نحو حافة الكارثة. "مدغشقر سقطت في دوامة خطيرة نحو الأسفل. الناس يزدادون فقرا كل عام. تغير المناخ ضيق الخناق عليهم، ما يزيد الأمر سوءا ويسرع أيضا حدوث كل شيء".
قطع الأشجار للحصول على الفحم البناتي
تاريخ الاستيطان البشري في مدغشقر، التي بحسب بعض التقديرات، انفصلت عن الكتلة الأرضية القارية منذ أكثر من 80 مليون عام، هو حديث نسبيا. قبل عشرة آلاف عام، وجد بعض الأفارقة طريقهم عبر قناة موزمبيق إلى الجزيرة، على بعد 400 كيلومتر من الساحل، لكن سكان إندونيسيا هم من استعمروا الجزيرة بشكل جماعي، منذ تقريبا 2500 عام. أما أقرب لغة إلى الملاجاسي، اللغة الوطنية في مدغشقر، فيتم التحدث بها في المناطق الداخلية من بورنيو، التي تبعد نحو عشرة آلاف كيلومتر عنها.
وجد المستوطنون الجدد جزيرة تملؤها الغابات الكثيفة – مدى كثافتها محل خلاف – التي كانت نباتاتها وحيواناتها تستوطنها بنسبة 90 في المائة. أدى وصول البشر إلى الجزيرة إلى انقراض كثير من الحيوانات الضخمة التي كانت تستوطنها. يقدر العلماء أنه قضي على نحو 17 نوعا من حيوان الليمور العملاق، نوع من الثدييات كان يعيش فقط في مدغشقر، ونوعين اثنين من فرس النهر، ونوعين آخرين من السلاحف العملاقة، وأربعة أنواع من طيور الفيل، إما تم اصطيادها من أجل لحمها أو حرمت من موطنها بسبب استخدام أسلوب الزراعة القائم على القطع والحرق.
إدخال المواشي، التي يقدسها سكان المناطق الجنوبية لدرجة أن قرونها تزين قبور أصحابها، أوجد الحاجة إلى المراعي.
تجادل رايت من جامعة ستوني بروك بأن الممارسات البشرية الحديثة كانت الأكثر تدميرا. تقول: إن الفقر دفع الناس أكثر نحو ممارسات غير مستدامة، بما في ذلك قطع الأشجار من أجل الفحم النباتي الذي يستخدمه سكان المدن للطهي. عدد السكان تضاعف ست مرات من خمسة ملايين عند الاستقلال إلى نحو 30 مليونا في يومنا هذا، ما يزيد من الضغط على الأراضي، حسبما تقول. "ما نهاية هذا؟ سينتهي بوقوع كارثة، أليس كذلك؟.
تقول أليسون ريتشارد، عالمة الأبحاث البارزة في جامعة ييل ومؤلفة كتاب صدر أخيرا بعنوان "أغنية الليمور الكسول: مدغشقر من الماضي العميق إلى الحاضر الغامض"، إن أكثر مناطق الجزيرة كانت مغطاة بالأعشاب البرية، وليس بالغابات، وأن التربة في جنوب الجزيرة ربما كانت غير خصبة دائما وتتعرض لموجات جفاف بصورة متكررة.
تقول ريتشارد: إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن نحو 40 في المائة من الغطاء الحرجي قد اختفى في الأعوام الـ50 الماضية، حيث تم استغلاله للأراضي الزراعية والغابات والتعدين والفحم النباتي. تضيف أنه على الرغم من المحاولات لإلقاء اللوم على سكان مدغشقر في كل ذلك، فإن هناك كثيرا من المتهمين الآخرين.
سرعت فرنسا، التي استعمرت الجزيرة في 1896، التدمير البيئي من خلال مصادرة أفضل الأراضي الزراعية، ما أجبر مزارعي الأرز على التوجه إلى الأراضي غير المستدامة. تقول إن كثيرا من عمليات تهيئة الأراضي في الجنوب جاءت بعد 1990، وهي نتيجة غير مقصودة لسياسة الاتحاد الأوروبي حسنة النية من أجل تعزيز الزراعة التجارية.
تجادل ريتشارد بأنه يمكن عكس ذلك الدمار في البيئة وتحسين حياة الناس مع تكريس إرادة سياسية أكبر لها. كما تدعو أيضا إلى زراعة الأشجار المحلية. يمكن للمزارعين زرع محاصيل لها قيمة نقدية مثل الفانيليا، التي توفر مدغشقر 80 في المائة من احتياجات العالم منها، وكذلك الفلفل الأخضر. "إنها ليست حقيقة الوجود البشري. بل ما تفعله. بالنسبة لي هذه هي بذرة الأمل. وإلا فإن ذلك يشبه قول إنه محكوم علينا بالفشل. تدميرنا لأنفسنا موجود في حمضنا النووي"، كما تقول.
في قرية سومونتسالا، على بعد ثلاث ساعات بالسيارة من أمبوفومبي، يتفق ليتوتو مانانتسوا، أحد كبار السن، على وجود صلة بين إزالة الغابات والجفاف. يقول: "بصفتنا شعب مدغشقر، نعتقد أنه ربما يكون السبب قطعنا للأشجار. لهذا السبب توقف هطول المطر".
يتفق ويلكين على أنه قد تكون هناك صلة بين إزالة الغابات المحلية وتغير أنماط هطول المطر. الشيء ذاته قد ينطبق أيضا على العواصف الترابية المخيفة، والمعروفة باسم تيومينا، أو "الرياح الحمراء" التي تدمر الشتلات الزراعية وتجعل الحياة لا تطاق. يقول فينوسوا، وهو قروي يستخدم اسما واحدا: "تأتي تيومينا من الشرق، حاملة الرمال الحمراء معها. وبسببها تتحول الأوراق الخضراء وكل شيء آخر في القرية إلى اللون الأحمر. حتى الأبقار يتحول لونها إلى الأحمر".
يقول المحافظ راكوتوندرامانانا: "إن العواصف الرملية هي نتيجة لإزالة الغابات. لا توجد أشجار كافية للحفاظ على التربة".
مع تدهور حالة التربة، تصبح زراعة المحاصيل أكثر صعوبة، الأمر الذي يجبر الناس على البحث عن مصدر دخل آخر. وافق أحد الأشخاص على أن يأخذنا إلى عملية صناعة الفحم غير القانونية باستخدام الخشب المقطوع من الأشجار في مكان يبعد عدة ساعات عن الشارع سيرا على الأقدام. تبلغ تكلفة الكيس الكبير من الفحم عشرة آلاف أرياري، دولارين تقريبا. قال الشخص نفسه: "لا أستطيع أن أقول لكم اسمي. أخشى أن أسجن".
أدى هطول أمطار خفيفة في وقت سابق من هذا العام، إلى جانب الجهود الدولية الكبيرة لتقديم المساعدات - التي حفزها جزئيا ارتباط المجاعة المزعوم بتغير المناخ العالمي - إلى تخفيف الوضع إلى حد ما، على الرغم من أن كثيرا من الناس ما زالوا يشعرون باليأس. وفقا لمعلومات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، احتمال ضعف محاصيل الذرة والكسافا والبطاطا الحلوة، وهي المواد الغذائية الأساسية في المنطقة، يعني أن عشرات الآلاف من السكان قد يتعرضون للجوع الشديد مرة أخرى. يقول عمال الإغاثة: إنه بعد ثلاثة أعوام من الجفاف، سنحتاج إلى هطول الأمطار لفترة تزيد على بضعة أيام من أجل استعادة التوازن.
يقول القرويون في سومونتسالا، إن المدفوعات النقدية الشهرية من منظمة أنقذوا الأطفال قد أنقذتهم من المجاعة. لكن آخر قسط من الأقساط الستة دفع في يوليو.
عندما سئلت ماري بلاندين عن الطعام الذي سيتناولونه الآن، فتحت حبة صغيرة من الجوز وأرتنا البذور على راحة يدها. وقالت: "هذه".


حقائق بالأرقام

• 1.68 مليون من سكان مدغشقر البالغ عددهم تقريبا 30 مليونا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي من يونيو 2022، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نقلا عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. يمثل البلد رابع أعلى معدل في العالم في سوء التغذية المزمن.
• 25 دولارا هي قيمة المدفوعات النقدية الشهرية من منظمة «أنقذوا الأطفال» التي صدت الجوع لكنها ستنفد قريبا. يعيش 81 في المائة من السكان تحت خط الفقر الدولي "أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم".
• 97 في المائة من أطفال مدغشقر الذين تبلغ أعمارهم 10 أعوام لا يمكنهم قراءة نص قصير ومناسب لأعمارهم أو فهمه، وأربعة من كل 10 من تلاميذ المدارس الابتدائية يتركون المدرسة قبل الصف الأخير. المصدر: البنك الدولي

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES