انتقاد مزدوج لأوباما يكشف الضغوط على تنظيم القاعدة
انتقاد مزدوج لأوباما يكشف الضغوط على تنظيم القاعدة
يظهر الانتقاد المزدوج الذي وجهه تنظيم القاعدة إلى باراك أوباما أن التنظيم يشعر بالقلق مثلما شعر دائما من مهارات الإقناع التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي الذي يوجه كلمة إلى المسلمين غدا الخميس.
وقال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي بثته قناة تلفزيون
الجزيرة أمس إن أوباما بذر بذور الانتقام والكراهية نحو الولايات المتحدة في العالم الإسلامي وحذر الأمريكيين من أنه يتعين عليهم أن يستعدوا للعواقب.
وفي اليوم السابق حث أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المصريين
على ألا ينخدعوا بكلمات أوباما المنمقة عندما يلقي خطابه الأساسي في القاهرة
وهو يسعى لإصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي.
وبالنسبة للبعض فإن جهود القاعدة المنسقة لتقويض كلمة أوباما هدف دعائي يبين
أن مسؤولي الإعلام في التنظيم في حالة من التحير بعد رحيل سلفه جورج بوش، فقد وجدوا أنه من الأسهل وصف بوش بأنه محب للحرب وراعي بقر كاره للمسلمين.
وقال أدوين بيكر، وهو باحث بارز في معهد كلينجيندايل الهولندي في لاهاي، إن
"أيمن الظواهري على حق في أن يشعر بالقلق".
وقال "القاعدة تعيش جزئيا على المشاعر المعادية للأمريكيين والحرب على الإرهاب، والآن بوش ذهب وحل محله شخص اسمه الثاني حسين، وهم يخشون من أن كلمته سيكون لها تأثير إيجابي حقيقي".
واختار أوباما مصر ليوجه منها خطابه إلى العالم الإسلامي الذي وعد بتوجيهه في بداية فترة رئاسته. وسيسعى إلى تبديد مشاعر الاستياء التي أشعلها التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على نيويورك وواشنطن التي شنها إسلاميون متشددون.
وقال أسامة بن لادن في التسجيل الصوتي "أوباما وإدارته زرعوا بذورا من الحقد لزيادة الكراهية والانتقام من أمريكا".
وأوضح بن لادن أن "أوباما قد سار على خطى سلفه (جورج بوش) في زيادة الاستعداء للمسلمين".
وتابع زعيم القاعدة "ليتهيأ الشعب الأمريكي ليواصل جني ما زرعه زعماء البيت
الأبيض خلال السنين والعقود القادمة".
وأضاف الظواهري في شريط مسجل بثه موقع للإسلاميين على شبكة الإنترنت "قرر أوباما زيارة مصر.. فلا أهلا ولا مرحبا به في مصر".
وقال "فيا أحرار مصر وشرفاءها ومجاهديها قفوا صفا واحدا في وجه ذلك المجرم الذي جاء يسعى بالحيلة لينال ما فشل فيه في الميدان، بعد أن أفشل المجاهدون مشاريع أمريكا الصليبية في العراق وأفغانستان والصومال"، لكن محللين يقولون إن كلمات الظواهري تبين أن القاعدة تتملكها حالة من الذعر.
وقال إنهم يعرفون أن أوباما يتمتع بشعبية في جزء هائل من العالمين العربي والإسلامي، لأن الرجل يحاول في الواقع التعامل مع سجل أمريكا في المنطقة. وقالوا إن الظواهري يائس ولا توجد حجج أساسية في كلامه وهو لا يمكنه أن يقول مثلما فعل مع بوش إن هذا الرجل قتل مليون عراقي ويؤيد الإسرائيليين، لأن الجميع يعرفون أن أوباما على خلاف مع الإسرائيليين.
ويقول آخرون إن الظواهري ليس أمامه خيار يذكر غير الحديث علانية الآن.
وقال رافاييل بيرل وهو مسؤول في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "الظواهري وأوباما يتنافسان على الأصوات.. ويمكن رؤية هذا على أنه (سرقة أضواء) يستحوذ فيها على عناوين الأخبار أولا".
وأضاف "لن أصف رد فعل القاعدة إزاء أوباما بأنه ذعر، لكن بالتأكيد هناك قلق".
ويتفق هنري ولكنسون الذي يعمل في شركة لاستشارات الأمن على أن الظواهري ليس أمامه خيار غير الحديث علانية ما دام خطاب أوباما بمجرد أن يلقيه سيسيطر على التغطية الإعلامية.
وقال "إنني أشك في أنه كان يخاطب أنصاره وليس الذين لم يحسموا أمرهم بشأن
القاعدة. إنه يبين أن القيادة تدرك أهمية الكلمة التي سيلقيها في القاهرة ويريد أن يندد بها قبل أن يلقيها".
وقد يعتمد نجاح المبادرات الدبلوماسية لأوباما في الشرق الأوسط مثل دفع عملية
السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، ووقف البرنامج النووي الإيراني على الكيفية التي يتمكن بها أوباما من إصلاح علاقات الولايات المتحدة الأوسع مع العالم الإسلامي.